in

المخاطر التي تهدد البشرية وبقائها: تحذير من ستيفن هوكينج للبشرية جمعاء

المخاطر التي تهدد البشرية

هناك العديد من المخاطر التي تهدد البشرية سواء من الناحية الصحية بسبب تلوث البيئة والجو والمياه، أو سواء في التأثيرات التي ستحدثها بعض التطورات التكنلوجية من ذكاء صناعي وتطور صناعة الأسلحة …الخ، ولا ننسى طبعا احتمال سقوط نيزك على الأرض كما حدث قبل 60 مليون سنة عندما انقرض أغلب الكائنات الحية بما فيهم الديناصورات.

هناك مجالان واسعان يهددان بشكل عام بقاء الجنس البشري واستمراره، يتشكل المجال الأول في البيئة التي هي مهمة لنا ولأغلب الكائنات الحية على هذا الكوكب، ثم مجال التكنلوجيا الذي سيهدد بقاء البشرية مستقبلا إذا لم نقم بحركة سريعة من أجل السيطرة عليه ووضع حدود ولو قليلة للحد من تطوره بالشكل الذي سيهدد بقائنا.



المخاطر البيئية

الاحتباس الحراري

يعتبر الاحتباس الحراري من المشاكل العاجلة والخطيرة لكوكب الأرض، وهو باختصار شديد: ارتفاع درجة كوكب الأرض لأن أشعة الشمس لم تعد تخرج من الغلاف الجوي، بسبب بعض الغازات التي تخلفها بعض المصانع، والسيارات …الخ، وأصبح الكوكب يمتص أشعة أكثر، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الكوكب وجفاف أكثر.

وعندما نقول الجفاف، فنقصد به أيضا ذوبان القطبين الشمالي والجنوبي، وهو ما لاحظناه في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع مستوى البحر عما كان عليه في السابق، ومازال يرتفع بشكل مخيف في الوقت الحالي.

يؤدي الاحتباس الحراري أيضا إلى موجات حرارة وجفاف في بعض المناطق، حيث يظطر السكان إلى الهجرة أحيانا وبالتالي ارتفاع نسبة التشرد والفقر. ومن جهة أخرى، يتسبب الاحتباس الحراري أيضا بإحداث أمطار غزيرة وبشكل كبير في مناطق أخرى من الكوكب، حيث أنه يؤدي في كثير من الحالات إلى فيضانات وعواصف وأعاصير، وليس من الغريب أن نرى أن أحيانا تمطر في فصل الصيف، وأحيانا أخرى ترتفع درجة الحرارة في فصول باردة.

أما من ناحية الصحة، فالاحتباس الحراري يسبب في انتشار الأمراض بسبب الأوبئة وبسبب موجات الحر التي قد تقتل الآلاف كل سنة.

وبالنسبة للحلول، فالحل الوحيد لمشكلة الاحتباس الحراري يرجع إلى الانسان، فالانسان هو السبب في هذا المشكل من الأساس، وعليه أن يسيطر على هذا الوضع، وهو ما قام به فعلا عن طريق وضع بعض القوانين الصارمة للتعامل مع الغازات في المصانع والتقليل منها …الخ، لكن المضحك والمبكي في نفس الوقت أن ترامب (رئيس أمريكا) مؤخرا، انسحب من اتفاق باريس لمكافحة الاحتباس الحراري، والمضحك أن أمريكا تسبب في 25 % من هذه المشكلة (هل ترامب غبي ؟ أم أنه أناني ؟ لا أعلم سياسة هذا الشخص).



البلاستيك

صار البلاستيك المنتشر الآن آفة على كوكب الأرض، ومشاهد نفايات البلاستيك هي مشاهد أقل ما يقال عنها أنها كارثة إنسانية، فهو أمر مخيف ومن المخاطر التي تهدد البشرية كما سنوضح في السطور المقبلة.

يستخدم الأمريكيون في العام حوالي 50 مليار قنينة ماء، ويبلغ معدل إعادة تدوير هذه القنينات إلى 23 % فقط، يعني أن 38،5 مليار قنينة يتم إهدارها كل عام، ونحن نتحدث هنا عن قنينات الماء فقط، ناهيك عن قنينات المشروبات الغازية والعلب البلاستيكية الأخرى التي تهدر وترمى في كل مكان بدون إعادة تدويرها.

أما بشكل عام، يتم إنتاج 8،3 مليار طن من البلاستيك سنويا عبر العالم، ولا يتم تدوير إلا 9 % من هذا الحجم الضخم، الباقي كله يرمى ويهدر، ويتسبب بالتالي إلى مشاكل وخيمة بالنسبة للبيئة وبالنسبة لنا وحتى للحيوانات.

يستغرق تفكك البلاستيك حوالي 500 إلى 1000 سنة، وهذا هو أساس المشكل، حيث عند رمينا للبلاستيك في البيئة، خاصة في المياه (الأنهار والبحار) لا يتفكك إلا بعد قرون، ويسبب هذا طبعا إلى التلوث، ومن ناحية أخرى إلى قتل أنواع عديدة من الكائنات المائية بسبب أنها تستهلك هذا البلاستيك بعد أن يتفتت في الماء.

وبالنسبة للكائنات الأخرى، فقد وُجد البلاستيك في أجسام 44 % من أنواع الطيور البحرية، وكل أنواع السلاحف البحرية، إضافة إلى الكثير من الأسماك كما ذكرنا.

أما من ناحية تأثير البلاستيك على البشر، فقد وُجد بيسفينول أ (Bisphenol A) وهو مركب عضوي يستخدم في تصنيع المواد البلاستيكية، في 93 % من الأمريكيين فوق السادسة سنا، وتأثر هذه المادة أو هذا المركب العضوي إلى تأثيرات كبيرة صحيا، كالعقم وتغير عملية الأعضاء، والهرمونات …الخ، يمكنك الإطلاع على هذه التأثيرات على موقع ويكيبيديا كي تتضح لك مخاطر البلاستيك أكثر وكي تزيد من وعيك في الحفاض على البيئة من هذه الحرب الباردة.

وأخيرا وليس آخر، البلاستيك من المشاكل الكبرى بعد الاحتباس الحراري التي تهدد بقائنا وبقاء كوكب الأرض، وعلينا أن نراعي هذه المشكلة من ناحية فردية وجماعية، وكدا حكومية.

مازلت أذكر أن حكومة المغرب في التلاث سنوات الأخيرة، ألغت استعمال الأكياس البلاستيكية وأصدرت غرامات لكل من يقوم بإنتاجها أو بيعها، وقد نجحت هذه الحملة بشكل ناجح في بداياتها، كان اسم الحملة (زيرو ميكا) أي أننا لن نستعمل الأكياس البلاستيكية بشكل نهائي، وأصبحنا نستعمل أكياس محافظة للبيئة، وهي أكياس غير بلاستيكية، ولكن ولمدة شهور قليلة، عاد الوضع مرة أخرى إلى إنتاج هذه الأكياس في الخفاء، وبيعها واستعمالها، وبطبيعة الحال، رميها في البيئة وتلويثها.

إذن فالأمر لا يعود فقط إلى الحكومات والقوانين التي تضعها للتقليل من التلوث، وإنما يعود أيضا وبنسبة كبيرة إليك أنت وأنا وجميع البشر، وعلينا أن ندرك أن الحملات التحسيسية والتوعوية قد تساعد ولو بشكل طفيف في حل هذا المشكل، وقد يكون هذا المقال من بين آلاف المقالات التي تحاول توعية الناس بأهمية البيئة، لذا، لا تقرأه هكذا فقط لمعرفة المشاكل التي تهددنا، لكن حاول أن تساهم في الحفاظ على هذه البيئة أنت أيضا.



المخاطر التكنلوجية

الذكاء الاصطناعي

من المخاطر التكنلوجية التي تهدد البشرية إن لم يتم السيطرة عليها في أقرب وقت.

صحيح أن الذكاء الاصطناعي ساعد البشرية في الكثير من الأشياء من نواحي عديدة، في الطب والصحة …الخ. لكن من جانب آخر، يعتبر الذكاء الاصطناعي من الأشياء التي نجهل مستقبلها وتطورها، فالذكاء الاصطناعي يتطور بشكل رهيب ومرعب، وقد يأتي يوم ينقلب فيه علينا نحن البشر ويثور علينا ويحكمنا.

حذر العديد من العلماء من الذكاء الاصطناعي، ومن بين هؤلاء العلماء، العالم ستيفن هوكينج، الذي قال أن الذكاء الاصطناعي سيغزو العالم، وأن على الانسان أن يسيطر عليه الآن قبل فوات الآوان، لأن الذكاء الاصطناعي له القدرة على أن يتطور بشكل سريع مقارنة بالتطور البيولوجي البطيء للإنسان.

يستعمل الذكاء الاصطناعي أيضا في المجال العسكري، وتطوير الأسلحة، إذ أصبحت بعض الأسلحة كالدرون (طائرة بدون طيار) قادرة على تمييز الوجوه، وقتل البشر بدون حتى التحكم بها عن بعد. ومن ناحية تكنلوجية أخرى، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة فقط إلى إقصاء كل سائقي سيارات الأجرة والحافلات والشاحنات عن عملهم، وذلك بتوفر سيارات تستطيع قيادة نفسها بنفسها بدون الحاجة إلى الإنسان، وكما حدث في الثورة الصناعية، سيحل الذكاء الاصطناعي مكان الانسان في العديد من المجالات والوظائف.



الروبوتات

هناك ارتباط طبعا بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لكن الروبوتات من ناحية أخرى، لها علاقة بحياتنا المباشرة، فالبشر يستعمل الروبوتات في نواحي عديدة من حياته، ففي اليابان مثلا، يستخدمون الروبوتات في التعليم وفي مساعدة كبار السن، وحتى في البنوك، إذ أن هناك نوع من الروبوتات الذي يقرر ما إذا كان الشخص كفوء باستلام قرض من البنك أم لا.

وهنا أين يكمن أساس الخطر، فلو منحنا الروبوتات المجال للتحكم في قراراتنا، قد تسيطر علينا في المستقبل، كما أنها قد تصير شبيهة للبشر مما سيصعب علينا التفرقة بين العيش مع البشر والروبوتات، ويقول البعض أن في سنة 2050 قد يتزوج البشر بالروبوتات، لمدى ذكائها وقدرتها على العيش ومساعدة البشر والتواصل معهم.


خلاصة

يعد الاحتباس الحراري والذكاء الاصطناعي من المشاكل الخطيرة التي تهدد بقائنا كبشر، وتسعى الحكومات إلى إيجاد حلول لهذه المشاكل وتنفيذها في أقرب وقت، حلول كاتفاق باريس الذي وقع عليه أكثر من 195 دولة، وحلول أخرى من حملات التوعية قد تساعد في حل هذه المشاكل، وتذكر أن الحلول الفردية كعدم رمي البلاستيك واستعمال الوقود قد تساعد أيضا.

علينا أن نشن حربا على الاحتباس الحراري، أكثر من الحرب على الإرهاب، فالاحتباس الحراري أخطر بكثير من الإرهاب.

ستيفن هوكينج

تطوير كامل للذكاء الاصطناعي يمكن أن يضع نهاية للجنس البشري.

ستيفن هوكينج

Avatar for فكر حر

كُتب بواسطة فكر حر

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for فكر حر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0