“بحث في التاريخ” أو “دراسة التاريخ” (A Study of History) هو عمل موسوعي مشهور للمؤرخ البريطاني أرنولد ج. توينبي، والذي يتكون من اثني عشر مجلدًا نُشرت بين عامي 1934 و1961. في هذه السلسلة، يحاول توينبي أن يقدم تفسيرًا شاملًا لصعود وسقوط الحضارات عبر التاريخ.
يُقدم توينبي في “بحث في التاريخ” نظرية مفادها أن الحضارات تتطور ردًا على التحديات البيئية والاجتماعية، وأن استجاباتها لهذه التحديات هي التي تحدد مصيرها. يُركز على مفهوم “التحدي والاستجابة”، حيث يقترح أن الحضارات تنشأ كاستجابة لتحديات معينة وأن قدرتها على البقاء تعتمد على كفاءتها في التعامل مع تلك التحديات.
يناقش توينبي أيضًا كيف أن الأقليات الإبداعية هي التي تدفع الحضارات نحو الابتكار والتقدم، ويعتبر أن الانحطاط يحدث عندما تفقد هذه الأقليات قدرتها على القيادة والإلهام. يُعتبر عمله نقطة انطلاق للعديد من النقاشات حول ديناميكية التاريخ والعمليات التي تقف وراء التطورات الكبرى في المجتمعات البشرية.
رغم أن “بحث في التاريخ” قد وُجهت إليه انتقادات بسبب عمومياته وتفسيراته التي قد لا تقوم دائمًا على أدلة تاريخية ملموسة، إلا أن العمل لا يزال يُعتبر مساهمة مهمة في الفكر التاريخي ويُظهر الطموح الفكري الكبير في محاولة فهم أنماط التاريخ الإنساني.