in

تضحيات عليك القيام بها: تخلص من هذه الأشياء وستعيش حياة ناجحة

تضحيات للنجاح في الحياة

لابد من تضحيات بين الحين والآخر كي تصل إلى الهدف الذي تريده، فقد تضحي مثلا بوقت فراغك من أجل تحقيق شيء معين، أو قد تكون هذه التضحيات سلبية، كأن تضحي بوقتك الثمين في سبيل الترفيه أو الخروج مع الأصدقاء.

في هذا المقال، لن أتحدث عن الأشياء الملموسة أو الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية، لن أقول لك أن عليك التضحية بمواقع التواصل الاجتماعي، أو التضحية بمشاهدة الأفلام وغيرها من الأمور التي قد تضيع وقتك، بل سأشارك معك 5 تضحيات بسيطة وسهلة، وكن متأكد أنك لو قمت بالتضحية بها فحياتك ستتغير مع مرور الوقت.



مفهوم النجاح

يعتقد العديد من الناس أن مفهوم النجاح هو مفهوم مطلق، أي أنه نفس المفهوم عند جميع الناس، والأغلبية من الناس في عالمنا اليوم يربطون هذا المفهوم بالنمط الاستهلاكي، أي أنهم يقولون أن النجاح هو أن تملك أكبر عدد من الموارد، وأن يكون لك المال الوفير لشراء هذه الموارد.

إن هذا المفهوم الذي زرعه المجتمع فينا هو مفهوم خاطىء ومغلوط، لأن النجاح الحقيقي يجب أن يرتبط بشخصية الشخص وبطموحاته وأهدافه وأحلامه، وعلى كل شخص أن يعلم أن مفهوم النجاح هو مفهوم شخصي يختلف من فرد لآخر.

اسأل نفسك هذا السؤال: هل أنا من قمت بإنشاء مفهوم النجاح ؟ أم أنني وجدت نفسي في هذا المفهوم وقمت باتباعه دون التفكير في أنه يناسبني ؟

إذا كان مفهومك للنجاح هو أن تكون غنيا أو أن تملك سيارة أو منزل … فأعد التفكير في هذا المفهوم، وحاول أن تنشأ مفهوما جديدا يناسب حياتك ويتوافق مع أهدافك وطموحاتك.

اذن أول تضحية من تضحيات النجاح التي عليك القيام بها هي أن تضحي بمفهوم النجاح الذي هو ليس مفهومك أنت وإنما مفهوم زرعه المجتمع فينا.

عند تغييرك لمفهوم النجاح ستصبح شغوفا للوصول إلى هذا النجاح (الحقيقي) لأنك الشخص الذي قام بإنشاء هذا المفهوم وليس المجتمع، وبالتالي ففرصة نجاحك ستكون كبيرة خاصة إذا كنت تحب الأشياء التي تفعلها.

قد تواجه صعوبات عند تضحيتك بهذا المفهوم، لأن المجتمع سيراك خارج القطيع وبالتالي قد تتعرض لبعض الانتقادات سواء من قبل أسرتك أو أصدقائك أو المجتمع نفسه، وسيحاولون مرارا وتكرارا أن يعيدونك إلى القطيع وأن يجعلونك تتبنى مفهوم النجاح السائد وهو أن تملك أكبر قدر من الموارد، وأن تعمل في عمل دائم بأجر مستقر كي تعيش الحياة التي يريدونك أن تعيشها.

ضحّي بمفهوم النجاح، واصنع مفهومك الشخصي، ثم اسعى للوصول إلى هذا النجاح.

لمعرفة المزيد عن نفسك:
اختبار الشخصية والوظيفة
كيف تنمي الشغف



عقلية الفقراء

تحدثنا عن هذا الموضوع في مقال 7 عادات يفعلها الفقير تزيد من فقره وتعاسة حياته، وقد أشرنا في المقال أن الفقراء يُفقِّرون أنفسهم بعقلياتهم السلبية، فنجد مثلا أن الفقير يغرق في الديون ويصرف أمواله كلها في الاستهلاك لا أكثر.

إن عقلية الفقراء باختصار ترتبط بالنمط الاستهالكي وكذا بالمنافسة التي سنناقشها فيما بعد. يقوم الفقراء بالتركيز على امتلاك أكبر عدد من الموارد والحصول على أموال أكثر لصرفها في موارد أكثر، فمثلا سيقول لك الغني أنه يريد الحصول على المال لبناء مشروعه الخاص، بينما سيقول لك الفقير أنه يريد الحصول على المال لشراء منزل كبير وسيارة باهرة … (وبالتالي فسيغرق في زيادة مصاريف السيارة والمنزل …).

إذا أردت النجاح في حياتك، تخلص من هذه العقلية التي لن توصلك لشيء غير المزيد من الفقر والغرق في الديون في كل مرة.

قم بالتضحية بفكرة أن عليك أن تشتري سيارة باهرة، وملابس غالية، ومنزل كبير … فالأغنياء لا يفكرون بمثل هذا التفكير، ويمكنك أن ترى أن مارك زوكربيرغ ـ مؤسس فايسبوك وأحد أغنياء العالم ـ يرتدي قميص بسيط وسروال جينز عادي.

لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع اقرأ:
أشياء يفعلها الأغنياء تزيد من غناهم
نصائح رجل أعمال مقابل نصائح موظف

يمكنك أيضا قراءة كتب روبرت كيوزاكي التي حتما ستغير تفكيرك وستنمي لديك الذكاء المالي الذي لا ندرسه في المدارس.


وقت الفراغ

كلنا نملك وقت الفراغ، وتختلف طريقة قضاء هذا الوقت من شخص لآخر، فمن الناس من يقضي وقته في الترفيه كمشاهدة الأفلام، تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، يوتيوب، الخروج مع الأصدقاء …الخ، ومن الناس من يقضي وقته في التعلم، قراءة الكتب، ممارسة هواية …الخ.

حسنا، أنا لن أقول أن عليك التخلص من وقت الترفيه، فالترفيه ضروري من حين لآخر، لكنني سأقول أن عليك أن تُضحِّي بالقليل من هذا الوقت وأن تخصصه لشيء إنتاجي أو لشيء ترى أنه سيساعدك في تحقيق أهدافك.

إن وقت الفراغ هو وقت ذهبي عليك أن تستغله بشكل جيد وذكي.

فمثلا إذا كنت تقضي ساعة واحدة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم، فهذا يعني أنك ستقضي 365 ساعة في السنة في تصفح هذه المواقع. و365 ساعة هي مدة جد جد كافية لتعلم الكثير والكثير من الأشياء، أو لقراءة العديد من الكتب والمقالات.

ليس من الضروري أن تُضحِّي بوقت فراغك بأكمله، كل ما عليك فعله هو أن تُضحِّي بالنصف، فمثلا عوض تصفح مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ساعة يوميا، قم بتحويل هذه العادة إلى نصف ساعة يوميا بدلا عن ذلك، واملأ هذا الوقت بالتعلم، سواء بقراءة كتب ومقالات، أو بالتعلم من دورات مجانية على الأنترنت.

إذا ضحيت بنصف ساعة كل يوم، فهذا يعني أنك ستحصل على 182 ساعة في السنة، وهو وقت جد كافي لتعلم الكثير من الأشياء.

وهذا مثال لمواقع التواصل الاجتماعي فقط، فما بالك بالوقت الذي ستحصل عليه لو ضحيت بالأشياء الأخرى التي تقضي بها وقت فراغك. فكر بالأمر جيدا، وضحي بالقليل من هذا الوقت في شيء سينفعك، فالتضحية بوقت الفراغ من أهم تضحيات النجاح التي عليك القيام بها.

مقالات قد تساعدك:
لماذا ندمن على فايسبوك وكيف نتخلص من هذا الإدمان
الأشياء التي تضيع الوقت وتسرق أعمارنا


المنافسة

ترتبط المنافسة بعقلية الفقراء وبالمفهوم الخاطىء للنجاح الذي أشرنا إليه في بداية المقال.

وللأسف، تقوم الحكومات بزرع هذا الفيروس في عقولنا انطلاقا من المدرسة ووصولا إلى مجال العمل، فنجد أن الطلبة يتنافسون فيما بينهم للحصول على درجات أكثر وللنجاح في الامتحانات مقارنة بمن يفشلون في ذلك، وتأثر المنافسة بالتالي على الطلبة الذين يفشلون أو الذين يحصلون على درجات سيئة، ويأثر هذا سلبا على الطالب ويجعله غير متقبلا لفكرة الفشل التي سنناقشها في الفقرات القادمة.

إضافة إلى الفشل، تقوم فكرة المنافسة على إجبارك بالقيام بأشياء تفوق قدرتك وأهدافك، وبالتالي فإما أنك ستنجح في المنافسة وسيكون نجاحك خاطئا ومغلوطا أو أنك ستفشل في المنافسة وسيرافق ذلك بعض الآثار الجانبية كَلَوم النفس وعدم الثقة بالنفس، عدم الاعتماد على النفس، ثم الآثار الجانبية النفسية كالاكتئاب والحزن … الخ.

من الصعب جدا أن تتخلص من فكرة المنافسة، خاصة إذا كنت تعيش في دولة رأسمالية، لأن المنافسة هي أساس هذا النظام الاقتصادي وهي التي تجعله يعمل بالطريقة التي يعمل بها اليوم.

إن الهدف من المنافسة في الأساس هو الاستهلاك، وتحطيم الناس، فمثلا إذا كنت تنافس زميلك في العمل، ستظل دائما تفكر أن عليك شراء سيارة أفضل من التي يملكها زميلك، وشراء ملابس أفضل من التي يرتديها زميلك …الخ، وبالتالي ستستهلك أشياء قد لا تكون في حاجة إليها من أجل أن تظهر على أنك أفضل من زميلك في العمل.

إن المنافسة أيضا تجعلك شخصا متكبرا وستواجه حتما مشاكل مع أي شخص لأنك دائما تعتبر نفسك أفضل أو أسوء من الآخرين …

إذا أردت أن تعيش حياة ناجحة فتخلص من فكرة المنافسة بشكل كلي، تخلص من فكرة أن عليك أن تحصل على أشياء أكثر لتظهر أنك إنسان ناجح، وتخلص من فكرة أن فلان أفضل منك في كدا وكدا … أو أنك أفضل من فلان في كدا وكدا …

سترى مع الوقت أنك أصبحت تقدر الأشياء التي تفعلها، كما أن تعاملك مع الناس سيختلف وستحب لهم الخير دائما عوض التفكير أنهم أفضل منك، أو أنك أفضل منهم.



مفهوم الفشل

قلنا في بداية المقال أن عليك التضحية بمفهوم النجاح وأن تنشأ مفهوما جديدا يناسب حياتك وشخصيتك وأهدافك … الخ، وسنكرر نفس الشيء تقريبا مع مفهوم الفشل، فالعديد من الناس يتبنّون فكرة خاطئة ومغلوطة عن الفشل.

يربط العديد من الناس مفهوم الفشل بمفهوم النجاح ويعتبرون أن الفشل يعني عدم الوصول إلى النجاح، وأن الشخص الفاشل سيظل فاشلا طيلة حياته، والمشكلة أن الأغلبية الساحقة من الناس يستسلمون في أول مرة يفشلون فيها.

طبعا المجتمع يلعب هنا أيضا دورا في تحديد هذا المفهوم الخاطىء، فكلنا ضحكنا على زميلنا في القسم الذي كان يفشل في الحصول على درجات عالية، ومازلنا نفعل نفس الشيء مع أناس آخرين في الحياة بطرق مختلفة.

إن الفشل في الحقيقة لا يعني أنك لن تنجح، وإنما المفهوم الحقيقي للفشل هو أنك أخطأت في شيء ما وعليك تصحيحه، لا أكثر ولا أقل.

ركز جيدا في هذه الجملة: مفهوم الفشل يعني أنك أخطأت في شيء ما، لا أكثر ولا أقل، لا تفكر أن المشكلة فيك أو في شخصيتك أو في الظروف المحيطة بك، كل ما هنالك أنك أخطأت في شيء ما وعليك تصحيحه للاستمرار.

– إذا أردت سياقة سيارة، ستفشل عشرات إن لم نقل مئات المرات حتى تتقن سياقتها.

– إذا أردت تعلم لغة جديدة، ستفشل ملايين المرات في نطق الكلمات، وستخطأ في الكتابة، وفي الصرف، وفي قواعد اللغة، لكنك في الأخير ستصل إلى هدفك الذي هو تعلم هذه اللغة.

خدها من المبدأ الأساسي الذي يعمل به المبرمجين ” إذا لم يعمل الكود، فالسبب يعود إلى أن هنالك خطأ في الكود وعليك تصحيحه

قم بالتضحية بالمفهوم الخاطىء الذي تملكه عن الفشل، فالفشل ليس أمرًا حتميًا فقط، وإنما هو ضروري للوصول إلى النجاح، وإذا ما فشلت في شيء ما، فاعلم أنك تكتسب خبرة ستُخوِّل لك الوصول إلى النجاح بشكل سريع.

مفهومي الشخصي للفشل: الفشل يعني أنني أخطأت في شيء ما وعلي التعلم من هذا الخطأ، قد يكون الفشل عقبات وظروف صعبة، وقد يكون أي شيء سيأخرني على الوصول إلى أهدافي … لدى فلن أخاف من أن أفشل يوما، لأن الفشل ضروري للوصول إلى النجاح.

مقالات قد تساعدك:
أسباب الفشل في الحياة: 20 سبب قد يعيق تقدمك نحو النجاح
3 مفاتيح لمعالجة الأخطاء



خلاصة

كانت هذه أهم 5 تضحيات التي أرى أنها ستغير حياتك نحو الأفضل إذا قمت بالتضحية بها وغيرتها إلى مفاهيم جديدة تناسب حياتك أنت فقط، وليس حياة الناس.

  • مفهوم النجاح
  • عقلية الفقراء
  • وقت الفراغ
  • المنافسة
  • مفهوم الفشل

قد تكون هناك عدة تضحيات أخرى لم نرد إضافتها في المقال كي لا يكون مملا على القارىء، تضحيات كحب التملك، ومفهوم السعادة، والتفكير فيما يقوله الناس عنك … الخ.

إذا كانت لك أفكار عن تضحيات أخرى ترى أنها مهمة، فنتمنى أن تشاركنا إياها في التعليقات أسفل هذا المقال.


Avatar for فكر حر

كُتب بواسطة فكر حر

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for فكر حر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0