in

رؤية مختلفة في العلاقة بين الموظف والشركة

أسامة العريقي

إن العلاقة الحالية القائمة في اغلب الشركات تعطيني الشعور بأن الموظف هو عبارة عن خادم لتلبية رغبات المدير، أو بأنه متسول بحاجة للشفقة من الشركة للتكرم عليه بتوظيفه.

إن هذه المعاني والمشاعر السلبية هي الرؤية الغالبة التي اراها قائمة حالياً في عالم الشركات من خلال طريقة وتصرفات وافعال الأفراد والشركات بينهم البين، وهي رؤية اراها سيئة وليست صحيحة ولا ينبغى أن تكون هكذا.

بالنسبة لي، فإني أرى بأن الرؤية الحقيقية للعلاقة بين الموظف والشركة هي علاقة شراكة، علاقة شراكة بين فرد وشركة في المقام الاول، ومن ثم في بيئة العمل هي علاقة شراكة بين الفرد والمدير المباشر الذي يمثل الشركة او ادارة الشركة. 

إن إعطاء صفة شراكة لها دلالة إيجابية للعلاقة بين الموظف والشركة ولمكانة وحالة الفرد (الموظف) في هذه العلاقة بغض النظر عن الموقع او الوظيفة التي يشغلها في الشركة. وبناءاً عليه يمكن لي ذكر فوائد هكذا رؤية عبر النقاط التالية: 

– تلغي مفهوم ودلالة أن المدير هو مدير الشخص 

– تعطي للفرد كيان وشخصية مستقلة 

– تعطي الإحترام والقيمة لكل الوظائف والمواقع 

– تزيل نظرة الدونية وبالمقابل نظرة الإستعلاء وتعلي من قيمة الإنسان 

– تلغي او تخفف من الأثر النفسي السلبي عند حصول المشاكل او الإقالات 

السؤال الان هو كيف يمكن جعل هذه العلاقة شراكة؟. حسناً، دعونا نتفق اولاً بأن مجرد تغيير رؤيتنا وفلسفستنا تجاه هذه العلاقة هو البداية لخلق هذه العلاقة. ثانياً ربما يكون هنالك إجراءات عملية يمكن القيام بها لتجسيد هذه العلاقة على شكل مسميات وهيكل علاقات رسمية معتمدة في المجتمع. مثلاً فإني اقترح التالي: 

– أن يتم النص في عقود العمل على أن العلاقة هي علاقة شراكة بين الفرد والشركة. 

– أن تقوم الشركات ايضاً بالبحث عن الأفراد للعمل معها وليس فقط ما هو حاصل الان بان الفرد هو من يقوم بالتقديم للشركات 

– أن يتم تغيير بعض المصطلحات في هذه العلاقة، مثل فصل موظف او اقالة موظف تستبدل بإنها شراكة 

هذه الفكرة العامة لهذه الرؤية التي احاول من خلالها التأكيد على أهمية الإنسان وقيمته كفرد وككيان مستقل وأن لا تمس كرامته ولا قيمته بأي شكل من الأشكال ونحن نعلم بأن الله سبحانه وتعالى كرمنا كلنا وخلقنا في احسن شكل وأن كل بني الإنسان سواسية وأنه لا فرق بيننا ابداً، وأن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وليست بيد الأشخاص.

Avatar for أسامة العريقي

كُتب بواسطة أسامة العريقي

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for أسامة العريقي

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0