من الكواركات إلى الثقوب السوداء هو كتاب من تأليف البروفيسور ريتشارد ت. هاموند، والذي يُقدم فيه نظرة شاملة على عدد من المواضيع المعقدة والمثيرة في الفيزياء الحديثة، من الجسيمات الأساسية في الطبيعة إلى الكونيات والفيزياء الفلكية.
يتميز كتاب هاموند بمحاولته الجمع بين الدقة العلمية والإمكانية القرائية، وهو يُقدم للقارئ فرصة للتعمق في فهم كيف يقوم العلماء ببناء صورة الكون من خلال تفسير البيانات التجريبية وتطبيق النظريات الرياضية.
يعمل هاموند على شرح الأفكار العلمية المتقدمة بطريقة يمكن الوصول إليها للقراء غير المتخصصين، موضحًا كيف تترابط هذه الأفكار لتشكل فهمنا الحالي للكون. يناقش الكتاب أيضًا الأسئلة الكبيرة التي تحاول الفيزياء الإجابة عليها، ويسبر أغوار بعض النظريات المعاصرة مثل نظرية الأوتار والثقوب السوداء.
يقدم هذا الكتاب سلسلة من المقابلات حيث تكشف الأجسام الطبيعية كالإلكترون، الثقوب السوداء، المجرات، وحتى الفراغ نفسه، عن أسرارها العميقة. تخبرنا ذرة الهيدروجين عن ميكانيك الكم ولماذا نعيش في عالم غير حتمي؛ وتفسر لنا الثقوب السوداء الزمكان المنحني والتفرد المجرد؛ أما ذرة اليورانيوم فتحكي لنا عن حياتها منذ بدايتها على ظهر نيزك، وكيف انتقلت إلى كوكبنا عبر اصطدام هذا النيزك بالأرض. أما النجم النيوتروني فيسرد لنا سردا شخصيا عن نشأته، وعن النجوم الفلكية البعيدة المعروفة ب”الكوازارات” وغيرها من الأجسام الفلكية الأخرى التي قد تبدوا جديدة بالنسبة للقارئ. بينما تصف ذرة الحديد ولادتها عن طريق انفجار سوبرنوفا، وكيف عاشت مغامرتها وصولا إلى كوكب الأرض، منذ استخدامها المبكر في تشكل الحديد إلى انتشاره في جسم الإنسان.
إن الكتاب ممتع في قرائته، إذ يناقش العديد من القضايا الأساسية في الفيزياء بأسلوب سردي بسيط، كما أنه يناقش أيضا بعض القضايا الفلسفية والأخلاقية للمجتمع. فمثلا، في مقابلة مع ذرة اليورانيوم، تعبر لنا فيها عن رعبها في مدى تطويرها واستخدامها في صناعة وتطوير القنبلة الذرية.
نأسف لإعلامكم بأن هذا الكتاب قد تمت إزالته بسبب حقوق الملكية.