in

نظرية الانفجار العظيم في أبسط شرح

نظرية الانفجار العظيم

تعتبر نظرية الانفجار العظيم من أهم النظريات المهمة في المجتمع العلمي فهي النظرية العلمية التي تفسر لنا كيف تطور الكون من نقطة صغيرة إلى ما هو عليه اليوم من كواكب ونجوم ومجرات … الخ.

ورغم بساطة هذه النظرية من حيث الفهم بشكل عام، إلا أن العديد من الناس ما زالوا يخطؤون في فهم هذه النظرية، وتقوم هذه النظرية على شرح نقطتين مهمتين:

  • الأولى أن الكون بدأ بنقطة ثم توسع بشكل سريع ومازال يتوسع (لم يحدث إنفجار بالمعنى الحرفي، كما يعتقد البعض)
  • الثانية تفسر الآليات الفيزيائية التي مر بها الكون منذ بدايته إلى ملايين وملايير السنين، وكيف تطور وكيف أنتج عدة مواد وغازات كالهيدروجين والهيليوم والاشعاعات …الخ.


كيف عرفنا أن الكون بدأ من نقطة ثم توسع ؟


الإنحياز نحو الأحمر للمجرات

في عشرينيات القرن الماضي، اكتشف إدوين هابل الفلكي الأمريكي الشهير وزملائه، أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض، وتم اكتشاف ذلك بسبب أن الضوء الآتي من هذه المجرات ينحاز إلى اللون الأحمر، ويسمى هذا راشف الانزياح نحو الأحمر، إذ يدل أن الجسم الذي يصدر هذا الضوء يبتعد عنا، فاللون الذي نراه هو في الحقيقة عبارة عن طول موجي لموجات كهرومغناطسية، ويتغير هذا اللون إنطلاقا من طول هذه الموجة، فكلما قَصُرت انزاح اللون إلى الأزرق، بينما لو كان طول الموجة كبير، انزاح إلى الأحمر. وبالتالي فاللون الأحمر الذي نرصده من هذه المجرات يعني أن الطول الموجي لهذا اللون طويل، مما يعني أن المسافة كبيرة، وتستمر في التزايد.

وبعد هذا الاكتشاف بسنوات، وضع هابل قانون هام جدا ـ قانون هابل ـ الذي يشرح أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات متناسبة مع المسافات، فمثلا المجرات القريبة من بعضها البعض تتباعد بشكل بطيء، بينما المجرات البعيدة عن بعضها تتباعد بشكل أسرع، ومن هذا القانون الفيزيائي، استنتج العلماء أن التفسير الوحيد لتباعد المجرات بهذه السرعات والمسافات هو أن الكون انطلق من نقطة، وأن الفضاء (الزمكان) مُستمرٌّ في توسّعِه ساحبا معه كل ما يحمل من نجوم ومجرات وثقوب سوداء وغير ذلك.

وبالتالي، فإذا عدنا إلى الوراء، أي إلى الماضي، فسنرى أن المجرات كانت أقرب إلى بعضها البعض، وكلما عدنا بالزمن إلى الوراء سنرى أنها تقترب أكثر إلى أن تصبح نقطة واحدة، وهذه هي الطريقة التي نقيس من خلالها عمر الكون، الذي هو حاليا 13.7 مليار سنة.



إشعاع الخلفية الكوني

نظرية الانفجار العظيم
صورة ملتقطة من المرصد الفضائي بلانك لإشعاع الخلفية التي خلفها الانفجار العظيم، وتشير المناطق الصفراء والحمراء إلى تجمع النجوم المجرات في الكون.

نظرًا لأن الأدوات الحالية لا تسمح لعلماء الفلك بالتمكن من العودة إلى زمن بداية الكون لإثبات صحة نظرية الانفجار العظيم ، لذا فالكثير مما نفهمه حول هذه النظرية يأتي من الصيغ الرياضية والنماذج العلمية، وعلى الرغم من ذلك، يمكن للعلماء رؤية ” الإرتداد ” للتوسع الكوني من خلال ظاهرة تُعرف بإشعاع الخلفية الكوني.

وهي باختصار مجموعة من التوهجات التي تركها الكون خلفه في مرحلة توسعه، والناتجة عن الحرارة الهائلة التي كان عليها الكون في بداية توسعه، ويمكننا انطلاقا من هذه التوهجات أن نعرف بالتدقيق عمر الكون وكدا حرارته التي تنخفض مع مرور الوقت.


Avatar for فكر حر

كُتب بواسطة فكر حر

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for فكر حر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0