هل الشاشات تسبب التوحد!!؟؟

” إمنعى الشاشات عن الطفل حتى لا يصاب بالتوحد “

لا يوجد أم في مصر لم توجه لها هذه الجمله، والحقيقة أنها معلومة غير صحيحة تمامًا.

أولًا، التوحد هو اضطراب عصبي نمائي، والمعلومات المتعلقة بأسباب التوحد لا تزال قيد البحث وليس هناك سبب واضح يمكن الاعتماد عليه حتى الآن. بالرغم من وجود بعض السلوكيات المرتبطة بالأم الحامل والتي ارتبطت بشكل وثيق بالتوحد، إلا أن التلفزيون أو الشاشات بشكل عام ليس لهما علاقة بذلك,

ولا شك أن هناك قلقًا حول الاستخدام المفرط للشاشات وتأثيره على النمو والإدراك، ولكن ليس هناك دليل قاطع على أن الشاشات تسبب التوحد, فتأثير الشاشات قد يختلف من طفل لآخر، ويتعلق بالكمية ونوع المحتوى.

ولا شك أن الاستخدام المفرط للشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشكلات مثل تأخر النمو اللغوي، ومشاكل في الانتباه، وأنماط السلوك المختلفة، وذلك بسبب نقص التفاعل الاجتماعي المباشر.

ومن المشكلات التى يمكن أن يسببها التعرض المفرط للشاشات:

تأخر النمو اللغوي –  فرط النشاط وقصور الانتباه – مشكلات الذاكرة

اللزمات الصوتية والحركية (خاصة عند أطفال التوحد) – بعض أنواع التأخر العقلي.

وعلى النقيض تماماً، تُعتبر الشاشات من أبرز مصادر اكتساب المهارات المعرفية والتحفيز اللغوي والإدراكي، لأنها تُوفر ثروة كبيرة من المعلومات التي يمكن للأطفال اكتسابها خلال مراحل نموهم, فالشاشات يمكن أن تقدم فوائد تعليمية ومهارية إذا تم استخدامها بشكل مناسب

بشكل عام، الشاشات تشبه العديد من الأشياء الأخرى في حياتنا: سلاح ذو حدين. بينما يمكن أن تُحقق فوائد، فإنها قد تُسبب أضرارًا أيضًا. الفارق يكمن في كيفية التحكم في المحتوى المقدم للطفل وطريقة تقديمه.

يعني هذا أنه لا يجوز ترك الطفل يتلقى المهارات بمفرده من خلال التلفاز، بل يجب أن يكون هناك إشراف ومشاركة من الأهل. من المهم أن يتلقى الطفل المعلومات، ولكن من الضروري أيضًا توجيه تلك المعلومات واستخدامها بشكل صحيح. وعلى الأهل مراقبة المحتوى المقدم للطفل والمتابعة المستمرة.

فعلى الوالدين ضرورة الموازنة بين إستخدام التكنولوجيا وبين الأنشطة التفاعلية عن طريق تحديد وقت إستخدام الشاشة و اختيار المحتوى، والتأكد من تخصيص وقت للأنشطة البدنية والاجتماعية.