هل فكرت يوما أن عليك أن تبدأ في ممارسة الرياضة؟ أو بناء عادة قراءة الكتب؟ أو ربما ستبدأ مشروعا جديدا؟ أو ستبدأ في المذاكرة كل يوم كي تنجح في الإمتحان النهائي؟ ربما تقول أنك ستشرع في البدأ فيها بعد مشاهدتك لفيلم معين، أو ربما بعد عودتك من التسكع مع أصدقائك، أو أحيانا تقول أن عليك أن تشاهد بعض الفيديوهات الترفيهية أولا كي ترتاح قبل البدأ فيها؟ وغيرها من الأمور، وكل هذا وينتهي بك المطاف إلى عدم القيام بها إطلاقا، بل وحتى عدم البدأ فيها؟ حسنا! إنك تعاني من التسويف، ومن منا لا يعاني منه في هذا العصر. لكن لا تقلق، سنريك في هذا المقال 21 طريقة عملية ستمكنك من التخلص من التسويف.
ملاحظة: المقال طويل نوعا ما، وربما سيبدأ عقلك في التفكير بتأجيل قرائته لوقت لاحق، ربما بعد مشاهدة حلقة من مسلسلك المفضل؟ أو بعد تصفح هاتفك لمعرفة الرسائل الجديدة؟ حسنا! أنصحك بأن تبعد أي مشتت الآن، وضع كل تركيزك لقراءة هذا المقال وتطبيق الطرق العملية التي سنأتي على ذكرها في الفقرات القادمة.
إن عبارة “لا تأجل عمل اليوم إلى الغد” غير كافية لتحفيز الناس على عدم تأجيل أعمالهم ومهامهم، وربما سمعت أنت أيضا هذه العبارة، ولم تغير فيك شيء، إذ أنك تعاني من التسويف في كل مرة، وتتراكم عليك المهام يوما بعد يوم.
هذه الطرق التي سنتطرق إليها في الفقرات القادمة مؤخودة من كتاب “إبدأ بالأهم ولو كان صعبا” للكاتب براين تراسي، وهو كاتب اشتهر بكتبه التطبيقية والعملية، فهو ليس كبعض كُتّاب التنمية البشرية أو تطوير الذات الذين يحشون في الكتاب ما لا يهم محتواه، أو الذين يحفزون الناس بالعبارات التحفيزية ويتغاضون عن كل ما هو عملي تطبيقي.
ستتمكن بتطبيقك لهذه الطرق الواحدة وعشرون من التخلص من التسويف وتأجيل الأعمال المهمة وننصح بتطبيق محتاواها فور نهاية قرائتك لهذا المقال، كما ننصح أيضا بقراءة كتاب “ابدأ بالأهم ولو كان صعبا” لتمكنه من شرح هذه الطرق بشكل أكثر تدقيقا وتفصيلا.
ما هو التسويف؟
لنقم أولا بإعطاء مفهوم بسيط للتسويف أو ما يسمى أيضا بالمماطلة، وسيكون هذا المفهوم مقدمة لفهمنا الأسباب التي تجعل البعض ـ بل الأغلبية منا ـ يماطلون في القيام بالمهام اليومية، وكذا يماطلون في إنجاز تغيير في حياتهم كبناء عادات جديدة، أو هدم عادات سلبية وغيرها.
إن التسويف ببساطة هو تأجيل قيام الشخص بالأشياء المهمة التي يجب عليه القيام بها، ولا يتوقف الأمر بتأجيلها فقط، وإنما يتم استبدالها بأنشطة أخرى ترفيهية وغير مهمة، إذ يسقط الشخص في فخ “سأفعلها بعد الترفيه” وينتهي به المطاف إلى تأجيلها مجددا في كل مرة، وربما إلى تأجيلها للأبد.
بعض الدراسات عن التسويف
لم نفهم بعد السبب الرئيسي الذي يجعل البعض يماطلون ويؤجلون القيام بمهامهم المهمة والعاجلة، فالبعض يعتقد أن الأمر مرتبط بشخصية الشخص وقوة إرادته، بينما يعتقد آخرون أن الأمر مرتبط بمحيط الشخص وبالناس من حوله، وآخرون يعتقدون أن الأمر له علاقة بالجهاز العصبي أو نفسية الشخص … وغيرها من الملاحظات.
إن التسويف يعمل كقوة غامضة تسعى إلى منعنا من القيام بما يجب القيام به، وقد يتسبب التسويف في مشاكل على المدى البعيد كفشل الطلاب بالدراسة، وضعف الأداء في العمل، أو تأجيل العلاج الطبي، أو تأخير إدخار المال من أجل التعاقد وغيرها الكثير من الأمور التي لو تراكمت لمدة معينة ستشكل حقا مشكلة ضخمة.
في دراسة أجرتها جامعة كيس وسترن ريسرف عام 1997، تقول أن الطلبة المماطلين في الجامعة انتهى بهم المطاف إلى الشعور بتوثر أكثر، وباحتمالية كبيرة للإصابة بالأمراض، ثم حصلو على درجات أقل بحلول نهاية الموسم الدراسي.
في دراسة أخرى حديثة سنة 2017 أجراها (Lee Hadlington و Kathryn Parsons) على العوامل التي تؤثر على الموظفين في الشركات، فكانت النتيجة أن 45% من الموظفين كانوا يقضون 3 ساعات في اليوم في التصفح العشوائي على الأنترنت، والسبب يعود طبعا إلى التسويف، ولو تأملنا في هذا الرقم جيدا فسنجد أن تقريبا نصف الموظفين في الشركة يضيعون على الأقل ثلت الوقت المخصص لعملهم في حرفيا لاشيء.
في دراسة أخرى تحت إشراف الدكتور بييرس ستييل سنة 2007، وجدت الدراسة التي كانت عبارة عن تحليل إحصائي كبير (ميتا اناليسيس) أن 90% من الطلاب الجامعيين يعانون من مشكلة التسويف في حياتهم الأكاديمية، ويؤثر هذا على أدائهم في الدراسة.
في دراسة تم إجرائها على 264 شخص حيث استخدم فيها المسح الدماغي، وخرج مؤلفي هذه الدراسة بمجموعة من النتائج تقول أن مسألة الانظباط الذاتي (عكس التسويف) هي مسألة لا تعتمد فقط على قرارات واعية أو غير واعية، لكنها تعتمد أيضا على مراكز معينة في الدماغ تلعب دورا في عملية المشاعر. وقد لوحظ أثناء هذه الدراسة أن اللوزة الدماغية (أميجدالا) يكون حجمها أكبر نسبيا عند الأشخاص المماطلين والذين يشتكون من التسويف.
وكان استنتاج هذه الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من المماطلة تكون قدرتهم على مقاومة التشتت أقل بكثير مقارنة بغيرهم، بالإضافة إلى أنهم يقلقون بسرعة على أي شيء يجعلهم يخافون في البدأ بمهامهم المهمة.
في دراسة أخرى نشرت بمجله “Nature” سنة 2016، وجدت أن ـ عن طريق فحص المشاركين بالرنيم المغناطيسي الوظيفي ـ هناك ارتباط واضح بين الأشخاص المماطلين وبين ضعف في جزء معين في قشرة الفص الجبهي، ويحدث هذا الضعف فقط عند قيام الشخص بالتسويف.
طبعا هذه الدراسات لا يجب أن تجعلك تفكر في أنك تعاني من مشكلة بالدماغ، أو مشكلة نفسية، فالأغلبية منا يعاني من التسويف في عصر السرعة وظغوطات الرأسمالية التي يعيشها العالم حاليا، حيث يريدك العالم أن تكون شخص إنتاجي وذو كفائات عالية.
كيف يحدث التسويف؟
كي نفهم ما يجري خلف الكواليس في دماغ الشخص الذي يماطل بكثرة، دعنا نرى دماغ الشخص الذي لا يماطل أولا. هذه الصور الكرتونية هي من مقال نشر بموقع waitbutwhy للكاتب “Tim Urban”، وقد ترجمنا هذه الصور إلى اللغة العربية مع بعض التغييرات لتتناسب مع المحتوى الذي نقدمه في هذا الموقع.
كل شيء طبيعي، الشخص الذي لا يماطل يستطيع التحكم في نفسه وفي قراراته، ويستطيع تنظيم وقته وتسييره من أجل القيام بالأعامل التي يجب القيام بها.
الآن دعنا نرى دماغ الشخص الذي يماطل.
إنه نفس الشخص تقريبا كما في الصروة السابقة، لكن هناك اختلاف بسيط، هل لاحظت الاختلاف؟
يبدو أن صاحب القرار العقلاني غير وحيد في هذا الدماغ، فهو بصحبة حيوانه الأليف ـ قرد الإرضاء الفوري.
كل الأمور طبيعية لحد الآن، فصاحب القرار العقلاني لا يزال متحكما في القيادة، لكن قرد الإرضاء الفوري لا يبدو أنه سيظل مكتوف الأيدي، فقد يرغب أيضا بالقيادة وتغيير المسار إلى وجهة أخرى. ومن يدري ماذا سيفعل، فهو مجرد قرد وقراراته لن تكون عقلانية.
وما كنا نخاف حدوثه حدث فعلا، فقد بدأ قرد الإرضاء الفوري برفض أول قرار لصاحب القرار العقلاني، وهو قرار للقيام بالأعمال المهمة التي يجب إكمالها في وقت معين أو بداية عادات جديدة في حياتك.
وما إن يتمرد قرد الإرضاء الفوري على صاحب القرار العقلاني حتى يجد هذا الأخير نفسه خارجا عن منطقة اتخاد القرار (المقود في الصورة)، ويصبح قرد الإرضاء الفوري هو من يتكلف بزمام الأمور، فهو من يدير المقود إلى أي وجهة كانت وهو من يتخد القرارات وتسيير الأولويات.
إن هذه الصور تفسر بشكل واضح ما يحدث في الدماغ في حالة التسويف، فنحن كبشر من الناحية البيولوجية نحب منطقة الراحة ونحب كل ما يسعدنا ولو كانت هذه السعادة مؤقتة، وبالتالي يجد الشخص نفسه يماطل في أي عمل في سبيل الحصول على “الإرضاء الفوري” (السعادة المؤقتة) حتى لو كان هذا العمل صعبا ويحتاج وقتا أكثر، بل حتى لو كان عاجلا.
من منا لم يماطل مراجعة دروسه قبل موعد الإمتحان؟ إذ يستمر تأجيل المذاكرة ومراجعة الدروس إلى آخر الأيام قبل الموعد المحدد، إذ يجد الشخص نفسه متؤخرا عن المذاكرة، وقد يؤدي به هذا إلى الفشل في النجاح بهذا الامتحان. والسبب هو قرد الإرضاء الفوري! لا سبب آخر من غيره، فهو من تحكم بقراراتك عوض أن تتحكم أنت بها.
إن قرد الإرضاء الفوري هو مجرد قرد، فهو لا يفكر في المستقبل، وإنما يفكر فقط في اللحظة الحالية وفيما سيحصل عليه الآن فقط. فالقردة همها الكبير هو أن تأكل وتنام وأن تستمتع، أليس كذلك؟
أثناء حدوث التسويف أو المماطلة، هناك ما قد نسميه مجازيا بمتنزه الترفيهات الفورية، وهو العالم الذي تسافر إليه ـ بقيادة قرد الإرضاء الفوري ـ للحصول على ما لذ وطاب من الترفيه والسعادة والراحة، وكلها مجانا تقريبا. وعند زيارة هذا العالم، ما يحصل للشخص صاحب القرار العقلاني هو القلق من أن الأمور لن تودي به إلى مبتغاه ـ أي إلى إكمال المهام العاجلة، وهذا مجاز جيد للشعور الذي يشعر به الشخص عن تأجيله لعمل ما، حيث يشعر بالقلق والندم على الإرضائات الفورية حتى لو كانت ممتعة.
في حالة كانت المهام عاجلة ـ أي يجب أن يتم إنجازها قبل موعد معين (كالدراسة قبل موعد الامتحان، أو إنجاز مهني في العمل)، تظهر الآن شخصية أخرى خلف الكواليس، وسنسمي هذه الشخصية “الوحش المفزع”.
“الوحش المفزع” المذكور في هذه الصور هو موجود كل الوقت في الحقيقة، لكنه يظهر فقط عند اقتراب موعد إنهاء المهام المهمة والعاجلة، ويأتي لتذكير الشخص صاحب القرار العقلاني بالمهام التي يجب أن ينهيها قبل موعدها.
وهذا يفسر كيف أن البعض يقضون جل وقتهم في الترفيه ومشاهدة المسلسلات والأفلام والفيديوهات الترفيهية على يوتيوب، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، مؤجلين بذلك المهام المهمة إلى اليوم الموالي، واليوم الذي يليه، والأسبوع الموالي، ثم فجأة! يتذكرون ـ رغم معرفتهم منذ البداية ـ بأن موعد تقديم المهمة قد اقترب، فتجدهم يتحولون من أشخاص ترفيهيين وكسولين إلى أشخاص عقلانيين في قراراتهم ومركزين على إنهاء المهمة في أسرع وقت ممكن. سبق وحصل نفس الأمر معك؟ أليس كذلك؟!
21 طريقة ستمكنك من التخلص من التسويف
دعنا الآن نمر إلى الطرق العَمَلية التي ستساعدك على التخلص من التسويف وتحفيزك أكثر على القيام بما يجب أن تقوم به.
لكن قبل المرور إلى هذه الطرق، وُجب الإشارة إلى 3 نقاط مهمة عليك التركيز عليها في مسارك نحو التخلص من التسويف وتكمن هذه النقاط في:
اتخاد القرار: عليك أن تتخد القرار لتحقيق هدف معين.
الإلتزام: يجب أن تكون ملتزما بالأشياء التي ستمكنك من تحقيق الهدف المرغوب.
الإصرار: يجب أن تكون مُصرًّا وعازما على تغيير حياتك إلى أن تتبث العادات المرغوبة التي ستجعلك تحقق أهدافك
1 ضع كل شيء على الطاولة
1. إجلب ورقة بيضاء الآن وقم بكتابة 10 أهداف تسعى إلى تحقيقها في السنوات القادمة من حياتك. اكتب هذه الأهداف في المضارع وكأنك تكتبها بعد سنة من الآن أو أكثر واستخدم ضمير “أنا” وبأسلوب إيجابي. مثلا يمكنك كتابة “أنا أجني X من المال في السنة” أو “أنا أزن X كيلوجرام” أو “أنا أملك سيارة X”. أيا كان هدفك، أكتبه بهذه الصيغ وبخط يدك، وكن واقعي نوعا ما.
2. راجع هذه القائمة واختر هدفا واحدا من بين العشر أهداف، بحيث لو حققت هذا الهدف سيكون له تأثير إيجابي كبير على حياتك. مهما كان هذا الهدف، أكتبه على ورقة أخرى منفصلة، وحدد موعدا نهائيا لتحقيقه، ثم قم بوضع خطة مفصّلة من أجل تحقيقه، وأخيرا حدّد الأشياء التي ستفعلها كل يوم من أجل الوصول إلى هذا الهدف.
تذكر جيدا أن الأهداف لا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها، ولا يمكن أن تتحقق بأن تكتبها فقط! عليك أن تعمل كل يوم من أجل تحقيقها، ولا يهم المقدار الصغير الذي تقوم به سعيا لتحقيق الهدف، فتراكم الأيام سيجعلك أفضل كل مرة.
“لا تفوت ولا يوم واحد”
2. ضع خطة مسبقة لكل يوم
1. إبدأ من اليوم فصاعدا بالتخطيط لكل يوم، أسبوع، وشهر بشكل مسبق. إجلب ورقة مجددا، أو خصص دفترا خاصا أو ملف على حاسوبك وقم بكتابة الأشياء التي تود القيام بها في 24 ساعة القادمة. أضف أي شيء جديد تود القيام به إلى هذه القائمة. ثم أكتب قائمة أخرى بكل مشاريعك وأكبر المهام المهمة لحياتك المستقبلية.
2. بعد قيامك بذلك، قم الآن بترتيب كل مشاريعك ومهامك والأشياء التي تقوم بها كل يوم حسب الأولوية والأهمية وبالتسلسل. (ما يجب أن تفعله أولا، ثم ثانيا …الخ).
إجعل دفتر الملاحظات الذي تخطط فيه قريبا منك، بحيث يمكنك أن تراجعه كل يوم. إن مجرد مراجعته كل يوم ستجعلك إنتاجيا وأكثر حماسة لتحقيق أهدافك.
“قائمة رئيسية > قائمة شهرية > قائمة أسبوعية > قائمة يومية”
3. طبق قاعدة 80/20 على كل شيء
1. قم بعمل قائمة أخرى وأكتب فيها كل الأهداف، المشاريع، المهام، والمسؤوليات، والنشاطات التي تقوم بها في حياتك اليوم. حدد بالنسبة لك أفضل 10 أو 20 % من هذه الأهداف التي يمكنها أن تحقق 80 أو 90 % من النتائج؟
2. قرر اليوم أنك ستقضي وقتا وتركيزا أكثر في أفضل 10 أو 20 % من الأهداف التي يمكنها أن تغير حياتك وتحقق نتائج أكبر، وفي المقابل قرر أنك ستركز بشكل أقل على باقي المهام التي قد لا تحقق نتائج أكبر في حياتك.
ستمكنك هذه الطريقة من التركيز على الأهداف المهمة في حياتك، التي من شأنها أن تحدث تغييرا في حياتك الشخصية والمهنية.
4. ركز على النتائج
1. راجع قائمة المهام، الأعمال، والمشاريع بشكل منتظم. واسأل نفسك كل يوم “أي من المشاريع والأعمال الذي لو عملت عليها بشكل جيد وفي الوقت المناسب سيكون لها أعظم النتائج الإيجابية في عملي أو حياتي الشخصية؟”
2. حدد كل الأعمال المهمة التي يمكنك أن تقوم بها في كل ساعة من كل يوم، وألزم نفسك بالعمل عليها في أكثر الأوقات قيمة بالنسبة لك.
“لا يوجد وقت كافي للقيام بكل شيء، لكن يوجد دائما وقت كافي للقيام بأهم الأعمال”
5. طبق التسويف الإبداعي
التسويف الإبداعي هو أن تماطل عمل ما ترى أنه غير مهم فعلا! أو أنك لا تستطيع القيام به اليوم لسبب عقلاني بوعي منك وإدراكك بذلك.
1. تنازل عن قيامك ببعض الأشياء تستطيع القيام بها في وقت لاحق والتي قد لا تؤتي بنتائج جيدة. مشاهدة التلفاز مثلا قد يتم تأجيله لوقت لاحق، وفي المقابل التركيز على ما هو أهم وعاجل، أو القيام بأعمال إنتاجية ومهمة.
2. إبدأ دائما بأهم الأعمال وأصعبها، وقم دائما بمراجعة مهامك اليومية وقم بتقييمها ورتبها حسب الأولوية وحسب وضعك الحالي. حدد على الأقل مهمة واحدة أو نشاط معين وقم بالتنازل عن القيام به من أجل تحقيق أكبر قدر من النتائج.
“خصِّص دائما الوقت لإنجاز المهام الكبيرة أولا، وخطط مسبقا لحجم العمل لكل يوم. خصص بعض المهام القليلة التي يمكنك القيام بها في الصباح، ثم انتقل مباشرة إلى المهام الكبيرة واستمر في القيام بها إلى حين إكمالها.”
6. إستخدم تقنية ABCDE
ستساعدك هذه الطريقة على تحديد الأولويات للقيام بمهامك اليومية.
1. راجع قائمة المهام اليومية الخاصة بك حاليا، وضع حرفا من ABCDE على كل مهمة أو نشاط. ثم رتب هذه المهام ترتيبا أبجديا، وقم بإضافة أرقام إلى الحروف في حالة كانت للمهمة نفس الحرف، ثم ابدأ بالمهمة ذات الحرف A-1 وركز في إنجازها أولا.
ألزم نفسك بأن تركز فقط على المهمة A-1 ولا تفكر في أي شيء آخر حتى إنهاء المهمة.
2. طبق هذه التقنية على المهام اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية، وقم بتحضيرها مسبقا قبل البدأ في العمل عليها. بعد شهر من قيامك بهذه التقنية ستكتشف أنك تركز دائما على المهام المهمة أولا وتمنحها وقتها الكافي، وستنبهر بالنتائج مستقبلا.
7. امنح لنفسك درجات
حدد النتائج التي تسعى إليها من خلال إنجاز مهامك. أكتب هذه النتائج بحيث لو قمت بإنجازها ستتمكن من إنجاز عملك أو مشروعك بشكل جيد. إمنح لنفسك درجة من 1 إلى 10 على كل نتيجة تحصل عليها جراء القيام بعملك، ثم حدد المهارة التي تحتاجها للوصول إلى أعلى درجة من النتائج، وركز على تطوير هذه المهارة.
إذا كنت تعمل كموظف في شركة، فخد هذه القائمة إلى رئيسك في العمل وناقشها معه بغية معرفة آرائه عن هذه النتائج وتقبّل أي فكرة أو انتقاد يطرحه بشأن هاته النتائج.
ستساعدك هذه الطريقة على تقييم النتائج أولا، وثانيا على معرفة الآراء وردود الأفعال المختلفة سواء من قبل رئيسك في العمل أو أي شخص آخر. تذكر دائما أن الإنتقاد هو الخطوة الأولى للتطوير، فتقبل النقد واسعى دائما إلى تحسين نفسك في كل مرة.
8. قاعدة الرقم 3
حدد أهم 3 مهام تقوم بها في عملك أو مشروعك الخاص. واسأل نفسك هذا السؤال: “إذا كان باستطاعتي القيام بمهمة واحدة فقط في اليوم، فماهي المهمة التي بإمكانها أن تحقق أكبر قيمة في حياتي المهنية؟”
بعد أن تحدد هذه “المهام الثلاث” المهمة، أجب على السؤال أعلاه وركز على إنجاز المهمة، ثم أعد نفس الشيء مع المهام المتبقية خلال اليوم.
تعمل قاعدة الرقم 3 مع أي شيء في حياتك، فهي تجعلك تركز على أهم الأعمال والبدأ فيها حالا!
حدد أهم 3 أهداف في كل جانب من جوانب حياتك، وقم بترتيبها حسب الأولوية والأهمية. ضع خططا لإنجازها كل يوم، وستندهش من النتائج لاحقا!
9. استعد جيدا قبل أن تبدأ
ألقي نظرة على المكتب الذي تعمل عليه سواء كنت تعمل في شركة أو في المنزل، وسواء كنت تعمل أو تدرس، ثم اسأل نفسك “هل هذا المكتب مناسب للعمل عليه؟ هل هو نظيف؟ هل يُشعرك بأنك إيجابي ومستعد للبدأ في العمل؟“
نظف مكتبك أو المكان الذي تعمل عليه، لا تجعل الفوضى تأثر على كفائتك في العمل. تذكر أن المكان يلعب دورا في التأثير على مزاجك وفعاليتك، فإذا كان المكان عارما بالفوضى، ستكون إنتاجيتك قليلة مقارنة بالمكان النظيف والمنظم.
أصلح ما يمكن إصلاحه، نظف ما يمكن تنظيفه، ونظم ما يمكن تنظيمه. ثم اشرع في العمل.
10. إبلعها دفعة واحدة
حدد الأهداف التي كنت تماطلها سابقا، واكتبها في ورقة منفصلة، ثم حدد كل المهام التي يجب أن تقوم بها من أجل تحقيق هذا الهدف، وقسم هذه المهام إلى أقسام صغيرة أخرى بحيث يسهل عليك البدأ فيها.
إبدأ بالمهمة الأولى الآن! فهي جد بسيطة. أحيانا كل ما تحتاجه هو الإنطلاقة للبدأ، لذا فجعل الإنطلاقة سهلة سيشجعك على القيام بها.
ثم بعدها، أنجز المهمة التالية لأنها بسيطة أيضا، والتي تليها، والثالثة والرابعة إلى أن تبلعها كلها.
إذا لم تشعر أنك في مزاج جيد للبدأ، فقط تمرد على عواطفك وابدأ في القيام بها مادامت المهمة بسيطة. ستندهش بعدها أن مزاجك تغير ليتناسب مع ما تقوم به.
11. طور مهاراتك الأساسية
حدد المهارات الأساسية التي يمكن أن تساعدك على تحقيق نتائج أفضل وأسرع. حدد الكفاءَات الأساسية التي ستحتاجها في المستقبل من أجل تحقيق أهدافك في مجال معين. مهما كانت الأهداف، قم بتحديدها، ضع خطة، وابدأ في تطوير وزيادة قدرتك من أجل تحقيقها. قرر دائما أن تكون الأفضل في ما تفعله!
ركز على المجالات التي تتقنها وتستمتع بالقيام بها وركز على تطويرها أكثر في كل مرة. ضع خطة شخصية مستقبلية تسعى من خلالها إلى التطوير.
12. حدد العقبات التي تعيق تقدمك
إن الطريق الذي بينك وبين الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها هو طريق مليء بالعقبات والقيود، ومن الحكمة معرفة هذه العقبات وتحديدها من أجل مواجهتها والتغلب عليها. مهمتك الرئيسية في هذه الطريقة هي تحديد هذه العقبات.
ما الذى يؤخرك؟ ما الذي يحدد السرعة التي تحقق بها أهدافك؟ ما الذي يحدد مدى السرعة التي تنتقل بها من مكانك إلى حيث تريد أن تذهب؟ ما الذي يمنعك من العمل على المهام المهمة التي يمكن أن تحدث فرقًا كبيرا في حياتك؟ لماذا أنت متوقف عن السعي وراء هدفك بالفعل؟ هذه بعض أهم الأسئلة التي يجب أن تطرحها وتجيب عليها في طريقك نحو تحقيق مستويات عالية من الإنتاجية والفعالية الشخصية.
مهما كانت المهمة التي تقوم بها، هناك دائمًا عواقب تحدد مدى السرعة وفعالية إنجاز هذه المهمة. مهمتك الرئيسية هي دراسة المهمة وتحديد العواقب التي تأخرك الآن، أو التي قد تعيقك في الطريق. يجب عليك بعدها التخلص من هذه العقبات أو على الأقل التخفيف من تأثيرها على إنجازك للمهمة.
13. اظغط على نفسك أكثر
إن الفرق بين المهام التي تكون لها موعدا نهائيا والغير مرتبطة بمدة تسليم معينة هو الإلتزام. فالمهام التي تفتقر إلى مدة تسليم معينة غالبا ما يتم تأجيلها في كل مرة، مما يعني عدم الإلتزام بالقيام بها.
اظغط على نفسك وحدد موعدا نهائيا لكل مهمة أو عمل معين، ثم حدد موعدا نهائيا آخر لكل فرع من فروع المهمة. كن صارما مع نفسك وإلتزم بإنهاء المهمة قبل موعدها المحدد.
اكتب كل المراحل التي تحتاجها لإنجاز مهمة معينة، وحدد عدد الساعات التي تحتاجها من أجل إكمال كل مرحلة، وتسابق مع عقارب الساعة وأكمل المهمة في وقتها المناسب.
14. حفز نفسك أكثر
إن التحفيز يلعب دورا مهما في تحقيقك للأهداف المرغوبة، فإذا لم تكن متحمسا لإنجاز مهامك، سيبدأ عقلك بالتكاسل وبالتالي سينتهي بك المطاف إلى التسويف.
تحكم في أفكارك، وتذكر أنك الشخص الوحيد صاحب القرار، وأن قراراتك هي ما جعلتك على ما أنت عليه الآن، وهي ما ستغير حياتك مستقبلا. تأكد دائما أنك تفكر في الأشياء التي ترغب في القيام بها فعلا، بدل التفكير في الأشياء التي لا تريدها.
حافظ على إيجابية عقلك بأن تتحمل مسؤوليتك الكاملة عن نفسك وقراراتك وأفعالك وكل ما يحدث في حياتك. لا تلقي اللوم على أي شخص كان أو جهة معينة (كالدولة مثلا) ولا تشتكي على الآخرين، لأن هذا فعل سلبي سيؤدي إلى ضعف شخصيتك.
كن صارما مع نفسك ولا تجعل من الأعذار دافعا للاستسلام أو التأخر في إنجاز مهامك. ركز كل تفكيرك وطاقتك على التقدم إلى الأمام، وعلى ما يمكنك فعله الآن للوصول إلى الهدف.
15. تخلص من المشتتات التكنلوجية
حفز نفسك أكثر بأن تبعد المشتتات من حولك. لا تكن ضحية الإدمان على هاتفك الذكي وأبعد أي مشتت آخر قد يشتت انتبهاك لإنجاز المهمة أو العمل. تحكم دائما بالأشياء من حولك، بدل أن تتحكم هي بك.
تنازل عن استخدامك للهاتف أو أي نوع من الترفيه التكنلوجي ليوم كامل كل أسبوع، وستكتشف مدى الهدوء والوضوح الذي ستتحلى به عقليا ونفسيا.
16. استعن بإيجابيات التكنلوجيا
وكما للتكنلوجيا سلبيات في تشتيت إنتابهك، فلها أيضا إيجابيات قد تساعدك على التركيز أكثر.
حاول أولا تعطيل الإشعارات من جميع التطبيقات، وذلك بالذهاب إلى الإعدادات > الإشعارات، ثم قم بتعطيلها كلها بدون استثناء.
أما بالنسبة للتطبيقات الإنتجاية فعددها لا يحصى، يمكنك الاطلاع عليها من متجر جوجل بلاي ستور، أو من متجر أب ستور. استعن بالتطبيق الذي ترى أنه يناسبك، والذي سيحقق أكبر قدر ممكن من الإنتاجية.
وفي هذا الصدد، نرشح قراءة مقال كيف تنظم وقتك والذي شرحنا فيه بعض الأدوات المهمة التي ستساعدك على تنظيم الوقت.
17. ركز على التركيز نفسه
حياتنا كلها مبنية على التركيز، فإن فقدنا التركيز فقدنا الحياة.
نعاني جميعا من فقدان التركيز من حين لآخر، لكن إذا فكرت في الأمر ستجد أنك تفقد التركيز في أشياء غير إنتاجية، بالإضافة إلى قيامك بها بشكل غير واعي. مثلا تصفح البريد الإلكتروني في كل فترة هو فعل غير واعي، إذ يؤثر على تركيزك في القيام بأعمالك.
الحل بكل بساطة هو أن تعيد بناء هذه العادات السلبية التي تتم بشكل غير واعي، وأول خطوة هي أن تحدد وقتا معينا للقيام بهذه الأشياء، وإلتزم بهذا الوقت عن طريق استخدامك لتطبيقات تمنعك من القيام بها.
مثلا: تصفح البريد الإلكتروني في كل مرة سيفقدك التركيز على مهامك، والحل هنا هو أن تحدد الوقت الذي يجب أن تتصفح فيه البريد الإلكتروني (الصباح والمساء مثلا) ثم إلتزم بهذا الوقت، وساعد نفسك بتحميل تطبيقات تمنعك من تصفح البريد الإلكتروني كل مرة، بالإضافة طبعا إلى تعطيل الإشعارات كما قلنا سابقا.
18. قسِّم مهامك إلى مهام أصغر
إذا كانت المهمة كبيرة فسيبدأ عقلك في التفكير بتأجيلها لاحقا، وبالتالي ستقع ضحية التسويف مجددا. ولتجنب ذلك قم بتقسيم المهمة إلى مهام أصغر، وقسم هذه المهام إلى مهام أصغر أيضا … إلى أن تشعر أنك قادرا على البدأ.
تذكر أن البدأ في المهمة هو أهم شيء للتخلص من التسويف والمماطة. من السمات الشائعة لدى الناس الناجحين أنهم يشرعون في البدأ فور سماعهم لفكرة جديدة.
نرشح في هذا الصدد قراءة كتاب قاعدة الخمس ثواني الذي سيساعدك على بدأ أي مهمة تود القيام بها.
تحدثنا في مقال أفضل 10 كتب لتطوير الذات عن هذا الكتاب، يمكن قراءة نبذه عنه في هذا المقال.
19. أنشئ الوقت اللازم
فكر دائما في طرق مختلفة يمكنك من خلالها توفير ودمج أجزاء كبيرة من الوقت. استخدم هذه الأوقات للعمل على مهام مهمة لها نتائج طويلة المدى.
ركز في كل دقيقة من حياتك وامنحها قيمة أكبر. اعمل بثبات وباستمرار دون تشتيت الانتباه بالاستعانة بالتخطيط والتحضير لعملك مسبقًا. الأهم من هذا كله هو أن تستمر في التركيز على أهم النتائج التي تتحمل مسؤوليتها.
استعن في هذه الطريقة بتطبيقات تقسيم الوقت كجوجل كالندر (google calendar)
20. طوِّر الشعور بالاستعجال
قم بتطوير الشعور بالاستعجال مع كل ما تفعله في حياتك، خاصة مع المهام التي تعاني صعوبة في إكمالها والتي غالبا ما يتم تأجيلها في كل مرة. اتخد قرارا للتصرف باستعجالية مع مثل هذه المهام.
طوِّر من اتخاد قرار سريع واستعجالي في كل مرة تواجه فيها مشكلة ما، وافعل نفس الشيء مع المهام الجديدة واشرع في القيام بها بشكل استعجالي دون التفكير في الأمر أكثر من اللازم.
21. الإلتزام هو المفتاح
يُعرِّف ألبرت هوبارد الإلتزم بأنه “القدرة على أن تفعل ما يجب عليك فعله، ومتى يجب القيام به، سواء كنت ترغب في ذلك أم لا.”
يتطلب النجاح في أي مجال الكثير من الإلتزام. يعد الإلتزام والتحكم في النفس اللبنات الأساسية لكل شخصية قوية وذات كفاءَات عالية.
ركز على أهم عمل ترى أنه مهم بالنسبة لك، وإلتزم بالقيام به إلى أن تكمله بنسبة 100%. ستكتشف بعد ذلك أن شخصيتك أصبحت أقوى أكثر من ذي قبل.
إن بدء مهمة ذات أولوية والاستمرار في هذه المهمة حتى اكتمالها بنسبة 100% هو الاختبار الحقيقي لشخصيتك وقوة إرادتك. الجميل في الإلتزام هو أنه كلما زاد إلتزامك بالاستمرار في مهمة كبيرة، كلما أحببت نفسك أكثر وزاد إحترامك وتقديرك لذاتك أكثر.
خلاصة
إن مشكلة التسويف هي من المشاكل الرئيسية التي تواجه أغلبية الناس في عصرنا الحالي، فكثرة المعلومات والتشتيتات والأشياء الجديدة التي تظهر يوما بعد يوم أبعدتنا عن التركيز على ما هو مهم وعلى تحديد أهدافنا والسعي وراء تحقيقها.
تذكر دائما أهدافك في الحياة، وركز عليها بتطبيقك للطرق المذكورة في هذا المقال. يرجى الإشارة مجددا أن هذه الطرق هي طرق عملية، لذا من الأفضل أن تبدأ فيها الآن من أجل التخلص من التسويف ووضع حد لهذه المشكلة.
انه رائع
ممتاز
السلام عليكم ورحمة الله المقال جميل بارك الله فيكم