فكر حر 
“رسالة في التسامح” هو عمل من تأليف الفيلسوف الفرنسي فولتير، ويُعتبر واحدًا من أهم الأعمال في تاريخ الفكر الأوروبي التي تناولت موضوع التسامح. نُشر هذا الكتاب لأول مرة في عام 1763 ويُعتبر استجابة لقضية محاكمة وإعدام جان كالاس، تاجر الديانة البروتستانتية في تولوز، بتهمة قتل ابنه بدافع منعه من اعتناق الكاثوليكية – تهمة تبين فيما بعد أنها كانت مزيفة.
في “رسالة في التسامح”، يستكشف فولتير موضوع التسامح الديني وينتقد الانتهاكات التي تُرتكب باسم الدين. يُقدم فولتير حججًا قوية ضد التعصب الديني ويُظهر كيف يمكن أن يؤدي الغياب التام للتسامح إلى الظلم والقمع. يُعتبر الكتاب دفاعًا قويًا عن الحرية الدينية والتنوع الفكري، ويُقدم رؤية لمجتمع يُعترف فيه بحق كل فرد في الاعتقاد وفقًا لضميره.
يُعتبر فولتير من خلال هذا الكتاب رائدًا في الدعوة إلى الفصل بين الكنيسة والدولة ويُشدد على أهمية القضاء المستقل كحامي للحقوق الفردية. يُعتبر الكتاب مثالًا على التزام فولتير بمبادئ العقلانية والإنسانية التي كانت محورية في عصر التنوير.
“رسالة في التسامح” لا تزال تُعتبر واحدة من الأعمال الكلاسيكية في الفلسفة السياسية والأخلاقية وهي قراءة مهمة لأي شخص مهتم بتاريخ الفكر الأوروبي، وخاصةً موضوعات مثل التسامح الديني، الحرية الفردية، والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة.
