” ليس كل الأزواج بالتأكيد عشاق ! وبالطبع ليس كل عاشق يصلح لأن يكون زوجاً ” !
منذ ايام قرأت مقالاً لإحدي الكاتبات تحكي به عن قصة زواجها، وكيف هي من إختارت زوجها وانجذبت إليه وشدته إليها ، وبعد قصة حب مشتعلة إستمرت لأكثر من 7 سنوات عرض عليها حبيبها الزواج ،
بدت قلقة وخائفة، هل هي لا تعرفه ؟
7 سنوات اعتقد أنها كفيلة لعد خصلات شعر أحدهم !
تسألت حينها الكاتبة ماذا لو كنا عشاق رائعين وأزاوج فاشلين !؟؟
أتسائل دائما لماذا تفشل معظم قصص الحب بعد الزواج !؟
لماذا تبدو فكرة الزواج هي أول مسمار يدق في نعش العلاقات وقصة الحب الكبيرة !؟ أو يمكن وصفها بإنها بداية النهاية !!
هل غريب أن يكتب انيس منصور يوماً مقالاً
بعنوان ” إذا كنت تحبها تزوج غيرها ” ! مبرراً أن الزواج يقتل قصة الحب ، وأنه اقصد “الحب” كما يقول نذار قباني ليس رواية بختامها يتزوج الأبطال !
أو كما يقول دوستويفسكي:
أسهل طريقة لنسيان إمرأة تحبها هي أن تتزوجها غير ذلك ستبقى تحبها للأبد .
لكن أتسائل أيضا ماذا يكون الحب إن لم يكن في أخرهِ الزواج ونكبر سوياً علي وسادة واحدة كما تقول الأفلام !؟
داخل عقلي اسئل نفسي كثيراً عن ذاك الأسمين
( الحب ، الزواج ) ، واتخيل أن بينهما شَعرة رقيقة جداً ، قد يتجاهلها البعض ولا يدرك حقيقة وجودها ، فتنقطع وتنقطع معها العلاقة ،
فقط تدقيق النظر وإستشعار وجود تلك الشعرة الرقيقة يمكن أن يجعلنا عشاق رائعين ومن يدري ربما كذلك ازواج رائعين !؟
مؤخراً شاهدت الفلم الأرجنتيني The Marriage App او ، ( تطبيق الزواج )، يتناول الفيلم فكرة “التوازن” في الزواج،
كيف يكون هذا التوازن !؟
الفلم اختصر قصة الحب في مشهد سريع للغاية، وانتقل مباشرة ببيت وزوجة وطفلين، الزوج في أحيان كثيرة يفكر في نفسه والزوجة تفعل نفس الشيئ ، هو يريد أن يتحرر بعض الشيئ ، ويذهب في رحلة او مسابقة في الطبخ كما يهوي مع أصدقائه ، وهي تريده أن يلتزم بمسؤلياته نحو منزله وأولاده ،
ويحدث ان يذهبان لشركة تقوم فكرتها علي إقامة التوازن في العلاقة الزوجية عن طريق تطبيق يسمي ( The Marriage App) يقوم التطبيق علي فكرة إظهار الحب وان يفكر كل منهما في العمل علي إسعاد الأخر فقط، ليحصل علي عملة الشركة التي تقاس بالمسافات عن طريق ساعات ذكية يرتدونها ، بحيث تسمح له تلك المسافات للإبتعاد عن شريكه والتصرف حسبما يشاء،
يبدأ الزوجان في تكريس كل جهودهم في إسعاد بعضهم، الزوج يحضر الطعام، ويقيم عشاءاً رومانسياً علي ضوء الشموع، ويلتزم بمسؤلياته نحو المنزل ، والزوجة تكف عن المطالبة بإحتياجات المنزل ، تكتفي حتي بالحديث عن مشاكلها لئلا ترهق زوجها ، وبين كل لحظة واخري يخبران بعضهم بأنهم يحبون بعضهم ، بينما يتبادلان القبلات ، ومع كل شعور بالسعادة، وكل كلمة جميلة تمتلئ الساعات بالمسافات، وهكذا يستمر كل منهم في التفكير فقط كيف يسعد الاخر ليحصل علي المسافات !؟ ، ومن بعدها يحقق رغبته في السفر او قضاء وقت بعيد عن الأخر ، كل من يراهم يعتقد انهم أزواج رائعين ، لكن في حقيقة الأمر كل منهم وان كان يظهر الحب للأخر فهو يفعل ذلك من اجل غاية واحدة وهي الحصول علي المسافات ،لدرجة انهم واثناء العناق كانوا ينظرون لساعتهم ويحسبون المسافات التي كسبوها !!
يتطور الأمر بين الزوج والزوجة، وتستحوذ عليهم فكرة الحصول علي المسافات، لدرجة تجعل الزوج يتفق مع احد اصدقائه علي سرقة زوجته وتهديدها تحت السلاح وان كان سلاحاً غير حقيقي، حتي يأتي ويتمكن من إنقاذها، فيظهر أمامها بصورة البطل، وتمتلئ ساعاته بالمسافات بعد عناقٍ طويل، وفي نهاية العام تعقد الشركة مؤتمرا لتكريم افضل زوجين، ويحصل الزوجان علي جائزة افضل زوجين للعام، واثناء ذلك تكتشف الزوجة خدعة زوجها، فتحطم الساعة وتخرج في حالة إنهيار، بينما يتوقف تفكير الزوج وهو يتأمل الساعة في يديه، وكأنه يسأل نفسه هل كان الأمر يستحق كل هذا !؟
ويتركنا في هذا المشهد لنسئل انفسنا، هل يحتاج الزواج والحب لكل هذا الافتعال والاصطناع !؟ لماذا يجب علينا أن نبدو دائما أننا في حالة حب حتي لو كنا نصطنع هذا الحب ونفتعله بدون إي إحساس او مشاعر !؟
هل يجب علينا أن نكتم هواجسنا ومخاوفنا، ونخفي ما يزعجنا ويقلقنا ونكتفي فقط بإظهار الحب بحجة أننا نريد أن نحافظ علي حياتنا الزوجية او العاطفية !؟ هل هذا حقاً يؤدي في النهاية إلي نجاح العلاقات !!!؟
– أومن ان الحياة الزوجية لا يمكن أن تنجح إن لم يكن هناك حب، وصلة مودة ورحمة، لكن لنكن صادقين انه في مجتمعاتنا العربية، ولعل هذا في مجتمعات أخري ، تسيطر علينا فكرة الحفاظ علي البيت والأسرة والأولاد، حتي لو لم يكن هناك حب ! لذلك نظل دائما نبحث عن الحب !
لكن الفكرة هل الحب يكون قبل الزواج أم بعد الزواج ؟
إحدهن اخبرتني انها لا تتخيل فكرة أن تتزوج بدون قصة حب،
يجب ان يكون هناك قصة حب، حتي لو كان داخلها ألم ومعاناة ، العجيب والغريب في الأمر ان الحب مثل شجرة متتعدة الثمار ، ربما ترغب في التوت فيسقط ع رأسك التفاح وربما العكس ، و ربما لا يصيبك شيئ منها وربما تصاب بشيئ ضار،
هكذا في رأسك مواصفات كثيرة لفتاة او لفتي أحلامك، اريده وسيما غنيا مثقفاً قوياً ربما طويلاً بعض الشيئ ،
أريدها هادئة وموهوبة جذابة ومثيرة وطموحة وتجيد الطبخ وأيضا الرقص ،
بينما انت في رأسك كل هذا تصدم بشيئ اخر ، ومع ذلك تحبه او تعتاد وجوده ،
ربما هذا ينقلنا لشيئ اخر ، وهو التعود .
هل مجرد التعود علي الحديث مع شخص ما يجعلنا نحبه ؟
سمعت كثيرا عبارة ( لم أكن احبه ولكن إتعودت عليه ) ، هل يأتي الحب بالتعود ، لكن الإنسان بطبعه يمل ما يتعوده ، وإذا لم يكن الحب صادقاً ، وإذا لم يحدث التفاهم والتناغم بالطبع يحدث التنافر ويحدث الملل.
اصدق كثيرا ان الحب في الأرض بعض من تخيلينا لو لم نجده عليها لأخترعناه ، واضيف وعادة ما يحطم الأنسان ما يخترعه ، واضيف بعد تفكير وربما يطوره، والحل ..
أعتقد ان فكرة التصالح مع أن الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل ولا تخلو من الصدمات، وربما الإضطرابات وأيضا الأزمات ، هو فقط ما يجعلها تنجح وهو ما يجعلها تطفو ولا تغرق في بحر الأزمات، والضغوطات وفقط الحب والتفاهم يستطيعان أن يسحقا هذه الأزمات والاضطرابات فتموت، وتزهر الأمال .
او كما تقول والدتي :
المشاكل في الحياة الزوجية مثل البهارات في الطعام بدونها تفقد الحياة مذاقها
ولربما اختصرت وردة الجزائرية كل هذا وهي تنقل إجابة الأحبة (الصادقين) عن الحب :
انه دنيا ما بين حبيبين الحلو فيها والمر فيها وملناش غنا عنهم الأتنين .