H2O اتحاد هذين العنصرين هو من أهم أسباب بقاء أي كائن على قيد الحياة، كذلك الإنسان والحيوان والنبات.
الماء موجود فعليًّا في كلّ شيء يحيط بنا ابتداءً مع الهواء ووصولًا لخلايا أجسامنا ومرورًا بالتربة.
لذلك يجب تسليط الضوء قليلًا على هذه المادة الهامة لاستبيان كيفية استخدامها بإرشاد دون زيادة ولا نقصان.
كم هو تركيز المياه في جسم الانسان؟
يختلف هذا التركيز من إنسان لآخر وذلك حسب:
العمر والجنس والحالة الفيزيائية المحيطة بالإنسان، وبحسب نسبة الدهون الموجودة في جسمه، لأن الماء لا يوجد فقط في الدم، فهو موجود في كلّ عضو وكل جهاز وبنسب متفاوته، فمثلا الدماغ والقلب يحوي على 73% ماء، الرئتين تحوي على 83% ، الكلى والعضلات تحوي على 79% حتى العظام الجافة حاوية على نسبة 31% من الماء.
أي أنه تختلف نسبة الماء في الجسم عند معظم الناس تصاعديًّا كالتالي: طفل >بالغ>مسن، رجل>امرأة، نحيف>بدين وهكذا…….
ولكن كيف يكون الاستهلاك الصحيح لهذه المادة المهمة للحفاظ على جسم سليم وصحي ووزن مثالي وللحفاظ على العلامات الحيوية ضمن المجال الطبيعي حتى الوقاية من أمراض عديدة ومنها خطيرة كالأورام الخبيثة وفشل أهم الأعضاء بوظائفها عند الاستخدام الخاطئ كالكلى والمفاصل والدماغ.
التعويض المستمر للمياه، والسوائل عمومًا، مهم جدًّا كونه عنصر يُطرح من الجسم بطرق عدة كالتعرق والتبول وحركة الأمعاء وحتى التنفس. وهذا الفقدان، ما لم يتم تعويضه، منذ فقدان {2←1}% من نسبته في الجسم، فإنه سيظهر على شكل أعراض مثل العطش وصولًا لانخفاض ضغط الدم ونقص رطوبة الجلد وانخفاض الطاقة ثم ضعف الإدراك ووصولًا لانكماش الدماغ كآليّة ليستطيع القيام بعمله بنفس مستوى الدماغ الطبيعي، وبالنهاية قد يصل الأمر إلى الموت.
ماذا عن المقولة المنتشرة بوجوب شرب ليترين من المياه يوميا على الأقل؟؟
أكّدت لجنة الأغذية الأمريكية بالمجلس الوطني للأبحاث عام 1945 بوجوب شرب 1ml من السوائل لكل سعرة حرارية واحدة تستهلك من الطعام، أي ما يقارب ب 2 ليتر للنساء اللواتي تستهلكن 2000 سعرة حرارية و2.5 ليتر للرجال الذين يستهلكون 2500 سعرة حرارية.
لكن من الجدير بالذكر هل الماء هو الخيار الوحيد لتعويض نقص السوائل؟
فالإجابة هي لا !!
ليس علينا الاعتماد على الماء فقط لتعويض نقص السوائل وتلبية احتياجات جسمنا من السوائل، فما نأكله أيضًا يوفر لنا حجما مهمًا كان طعام أو فاكهة أو عصائر فهي أيضا حاوية على تراكيز لا بئس بها من السوائل، فعلى سبيل المثال نسبة الماء في الكثير من الخضراوات والفاكهة مثل البطيخ والسبانخ 100% تقريبًا وكذلك المشروبات كالعصائر والحليب والألبان ومشروبات الشاي والأعشاب تتكون بصفة أساسية من الماء، بل يمكنها أن تساهم في محتوى الماء الذي يدخل إلى جسمك يوميًا، نعم يمكن أن تساهم لكن من غير الجدير الأعتماد عليها كونها حاوية على إما الكافئين أو السكاكر والتي قد تمد أجسامنا بسعرات حرارية أكبر من أحتياجاتنا لها.
مجددًا، نعود حائرين إلى التساؤل عن كمية المياه الواجب شربها في اليوم؟
الحل بسيط جدًّا فجسمنا مهيّأ بآليات تساعدنا على الإجابة دون كثير تفكير، فنحن لسنا بحاجة لحساب كمية المياه الواجب شربها لأن ذلك هو مسؤولية الدماغ الذي يقرر بدوره متى نحن بحاجة للماء!
بكل بساطة، عند انخفاض تركيز المياه عن التركيز المثالي يقوم الدماغ بإرسال إشارات حسية للشعور بالعطش ويقوم بإطلاق هرمونات خاصة تجعل الكلى تقوم بالحفاظ على الماء الموجود وبدورها امتصاص المياه الموجودة في الجسم وطرح بول يكون تركيز المياه فيه أقل من المعتاد. إنّ هذه الهرمونات وتلك الإشارات هي التي تعمل على تذكيرنا دائما بشرب الماء حين نكون بحاجة لذلك وبالتالي تبقينا على قيد الحياة.
فحسب دراسات أجرتها ال MSD والتي هي بدورها مكرسة لاستخدام العلوم المتطورة لإنقاذ الأرواح وتحسين الحياة في جميع أنحاء العالم تقول
“تعمل في الجسم عدة آليات معًا للحفاظ على توازن المياه وهي تشتمل على
العطش، التناضح، والتفاعل بين الغُدَّة النخامية والكلى.”
متى تزيد أو تختلف الكمية السوائل الواجب شربها؟
ممارسة العمل أو الرياضة بحيث إذا مارست أي نشاط يسبب العرق فإنك سوف تشعر بالعش أي أنك بحاجة إلى شرب المزيد من السوائل لتعويض تلك السوائل المفقودة بعملية التعرق.
المنطقة الجغرافية الذي نقطن بها أو الفصل الحالي فقد تسبب حرارة الجو التعرق أي خسارة سوائل وعندها يستلزم التعويض.
الأمراض المصابين بها والحالة الصحية فيوجد أمراض تؤدي إلى فقدان السوائل عن طريق إدرار البول المتكرر أو الاسهالات أو التعرق أو القيء وهذه كميد يجب تعويضها أيضا.
أخيرا النساء الحوامل والمرضاعات فتحتاج هذه النساء إلى شرب المزيد من السوائل أيضا للتعويض.
يجب تسليط الضوء على الحكمة والموازنة في تعويض الماء في الجسم كون الزيادة في شرب السوائل هي مضرة أيضًا، ذلك أنها تسبب الصداع وتقيّئات وتباطئ عمل الدماغ ووقف إفرازاته.
وتسبب ما يسمى بالتسمم المائي الذي يسبب انخفاض في تراكيز الصوديوم في الدم، وعندها يقوم الجسم بدوره في محاولة تعويض هذه الشوارد عن طريق نقل المياه لداخل الخلايا مما يسبب انتفاخ خلايا الدماغ والرئتين….
والتسمم المائي له نوعان:
- التسمم نتيجة شرب كمية كبيرة من الماء خلال فترة زمنية قصيرة.
- التسمم الناتج عن عدم قدرة الجسم على طرح الماء بشكله المثالي وتكون بسبب إصابة الشخص بأمراض معينة كبعض أمراض القلب والكبد أو تناول بعض الأدوية والذي تؤثر سلبا في هذه الحالة كأدوية المضادة للالتهاب اللاستيروئيدية.
متى يمكننا أن نقول أننا نتناول كمية كافية من السوائل؟
- قلّة الشعور بالعطش.
- عندما يكون لون البول أصفر فاتح أو عديم اللون.
بقلم الصيدلي محمد فوزي كيالي