in ,

الفيزياء والفلسفة

الفيزياء والفلسفة

“الفيزياء والفلسفة” هو كتاب من تأليف فيرنر هايزنبرغ، أحد رواد ميكانيكا الكم وحائز على جائزة نوبل في الفيزياء. نُشر الكتاب في عام 1958 ويُعتبر من الأعمال الهامة التي تربط بين الفيزياء، وبالأخص ميكانيكا الكم، والفلسفة.

هل يمكننا أن نعرف العالم الذي نعيش فيه أكثر ما نعرف عليه الآن من خلال المنهجيات العلمية؟ هل نملك كبشر حرية إرادة، أم أننا مجرد آلات يتم التحكم بها؟ هل نحن في محاكاة؟ هل العالم الذي نراه الآن هو العالم الواقعي، أم أن هناك ستار يخفي ورائه عوالم أخرى غامضة؟

في “الفيزياء والفلسفة”، يناقش هايزنبرغ كيف أن تطورات ميكانيكا الكم في القرن العشرين قد أثرت على فهمنا للواقع والمعرفة. يتطرق إلى الموضوعات الأساسية مثل مبدأ الشك، العلاقة بين الموضوع والمراقب، والأسئلة الفلسفية التي تثيرها النظريات الكمومية.

يُقدم الكتاب أيضًا تحليلًا للأثر الذي أحدثته الفيزياء الحديثة على مجالات مثل الميتافيزيقا والأبستمولوجيا، ويستكشف كيف يمكن للأفكار الفيزيائية أن تُسهم في النقاشات الفلسفية حول طبيعة الوجود والمعرفة.

يُعد “الفيزياء والفلسفة” عملًا مهمًا لأي شخص مهتم بالتقاطع بين الفيزياء والفلسفة ويرغب في استكشاف كيف أن التطورات في مجال العلوم يمكن أن تؤثر على فهمنا الفلسفي للعالم. يُظهر هايزنبرغ قدرته على الجمع بين الدقة العلمية والتأمل الفلسفي بطريقة فريدة ومثيرة للتفكير.

في هذا الكتاب البسيط والشعري، يتصارع أحد أعظم علماء القرن العشرين مع كل هذه الأسئلة التي تم طرحها سابقا في عصر ماضٍ، إذ حقق تقدما رائعا غير تقني من خلال تعريف الفيزياء والفلسفة، مشيرا إلى الاختلافات بينهما في تفسير الواقع المادي ومكانة البشر بالتواجد فيه. ومهدت هذه المناقشة الطريق لنظرية المعرفة التي حيث سيتعرف القارئ على الفلاسفة العقلانيين كديكارت،وكانت، وليبنيز … ومقارنة بالفلاسفة التجريبيين مثل لوك وهيوم.

بأسلوب يتسم بالدقة والحذر، يرتب لنا جينز، مؤلف الكتاب، الدلائل على استنتاجاته المدهشة: الاكتشافات الحديثة في علم الفلك، الرياضيات، الفيزياء دون الذرية وتخصصات أخرى، التي أخلت المناقشات الفلسفية القديمة من أساسيات العلم. إن المشاكل القديمة كالسببية، الإرادة الحرة، طبيعة الزمان والمكان، المادة، المذهب المادي والعقلاني، لا بد وأن يتم إعادة مناقشته بسبب العارف والمعلومات الحديثة التي اكتسبتها الفيزياء في القرن العشرين. لكن على الرغم من ذلك، فجينز يظل معارضا لاستخلاص أية استنتاجات إيجابية، مشيرا إلى أن كلا من الفيزياء والفلسفة هما مجالان صغيران نسبيا، كقطرة ماء وسط محيط غير مكتشف بعد من الحقيقية التي لا يمكننا الوصول إليها.

رغم أن أول طبعة من الكتاب قد نشرت قبل حوالي 40 سنة، إلا أن لا شيء حدث للفيزياء من شأنه أن يغير الأفكار التي ناقشها جينز في هذا الكتاب؛ فهو يظل طبخة طازجة بدون انتهاء الصلاحية من العرض الكلاسيكي للفلسفة وتأثيرها على المعرفة العلمية.

Avatar for فكر حر

كُتب بواسطة فكر حر

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for فكر حر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0