يعتقد العديد من الناس خاصة الفقراء منهم أن الأغنياء يتصفون بالشر أو أنهم فقط محظوظين بالحصول على الثروات والنجاح في حياتهم، أو أنهم غير مرتاحين نفسيا … لكن ما لا يعلمه هؤلاء الناس هو أن هناك أشياء يفعلها الأغنياء ولا يفعلها الفقراء، إذ أن هذه الأشياء والعادات تساعد الأغنياء على المضي قدما والنجاح في حياتهم وكسب ثروات أكثر.
النجاح ضروري
يعتبر النجاح عند الناس الأغنياء من الأشياء الضرورية في الأهداف التي يضعونها، ويكون هذا النجاح إما في الوضع المهني أو المالي، أو حتى في وضعهم الثقافي واكتساب العلاقات.
عندما يبدأ الأغنياء مهمة ما، فالأمر الذي يفكرون فيه هو النجاح، ولا شيء غير النجاح.
أما الفقراء من هذه الناحية، فهم لا يولّون أيّ اهتمام للنجاح، ولا يعتبرون أنه من الأشياء الضرورية، سواء النجاح في الدراسة أو في العمل، أو في أي وضع من الأوضاع.
مثلا لو فكرنا في وضعية مالية معينة، فقد يفكر الفقير فقط في كسب المال، لكن الغني من جهة أخرى سيفكر في النجاح في المهمة التي من شأنها أن تكسبه المال على المدى الطويل.
تحمل المسوؤلية
الأغنياء يُحمّلون كامل المسؤولية لأنفسهم، مما يساعدهم هذا على إدراك المواقف والأخطاء التي وقعوا فيها، كي يتخدوا بذلك إجراءَات وخطط مستقبلية جيدة لعدم الوقوع في نفس الخطأ. وهذا في الحقيقة يزيد من خبرتهم تجاه العقبات والصعوبات التي تحدث في الحياة، كما أن تحمل المسؤولية يعني أن الشخص يفكر بوعي وإدراك تام، وبالتالي سيسعى دائما نحو الأمام.
بعكس الفقراء الذين نجدهم يلقون أسباب فشلهم على الأشخاص الآخرين أو الدولة أو سوء جودة التعليم الذين تلقوه في المدرسة، وبالتالي فهم لا يتحملون مسؤولية أنفسهم، مما يزيد هذا من فقر في الخبرات الحياتية وصعوبة في تخطي العقبات والصعوبات التي يخبأها لنا المستقبل. كما أن عدم تحمل المسؤولية قد يزيد من شعور الشخص بالفشل دائما.
استثمار الأموال
يستثمر الأغنياء الأموال أكثر من غيرهم، وهذا ما يجعلهم دائما ناجحين ومستمرين في غناهم وكسب المزيد من الثروات كل مرة. استثمار الأموال قد يكون صعبا أو مجازفا بعض الأحيان، لكن ما يجعل الأغنياء أقوياء وناجحين هو أنهم لا يخافون المجازفة في استثمار الأموال، فهم يدرسون جيدا عن المجال المراد الاستثمار فيه، مما يجعل هذه المجازفة ممتعة لهم، إضافة إلى أن تحمل المسؤولية التي يتسمون بها، قد تزيد من فرص نجاح الاستثمار.
أما الفقراء من ناحية أخرى، لا يسثتمرون ولو سنتيما واحدا، ولا يعود سبب ذلك لعدم امتلاك الأموال، وقد سبق وشرحنا كيف أن الفقراء يضيعون الأموال في أشياء تافهة وترفيهية (غير الحاجيات طبعا)، لكن يعود سبب عدم استثمارهم إلى الخوف من المجازفة والكسل وعدم دراسة المجال المراد الاستثمار فيه، كما أن عدم الاتسام بتحمل المسؤولية قد يوقعهم في الفشل حتى لو كانوا بصدد الاستثمار في مجال معين.
مثلا إذا جازف الغني في الاستثمار في العقارات وهو مجال مربح بالمناسبة، قد يفشل في هذا المجال أو قد ينجح. وكي نصوغ هذا المثال بشكل مناسب، سنفترض أنه فشل في هذا المجال وخسر الكثير من الأموال. الفقير في هذه الحالة لن يتحمل مسؤوليته حتى لو جازف في استثمار أمواله وبالتالي سيفشل وسيتكاسل عن استثمار أمواله مجددا. أما الغني في هذا المثال، سيتحمل مسؤولية خسارته وسيبحث عن الأسباب التي جعلته يفشل بدل أن يتحسر على خسارة أمواله، ثم سيقرر بعد ذلك، إما بالاستثمار في مجال آخر بعد دراسته طبعا، أو أنه سيدرس أكثر عن مجال العقارات ليعيد المجازفة مرة أخرى بخبرات أكثر هذه المرة.
القراءة والدراسة
يقرأ الأغنياء أكثر من الفقراء، ويمنحون وقتا قَيِّما للدراسة، سواء كانت هذه الدراسة رسمية (جامعية أو أكاديمية) أو مجرد دراسة ذاتية عن مجال معين. ولا يتقفون عن الدراسة أبدا حتى بعد انهاء دراستهم الجامعية.
الدراسة والقراءة من الأشياء الجد مهمة لاكتساب المعرفة، واكتساب المعرفة سيجعل منك شخصا ناجحا في المجال الذي تسعى إليه.
الفقراء نادرا مايقرؤون، إن لم نقل أنهم لا يقرؤون على الإطلاق، ولا يعود سبب ذلك إلى جودة التعليم السيئة التي تقدمها الدول (خاصة دولنا العربية) لكن السبب الرئيسي هو أن الفقراء كسلاء ولا يحبون القراءة من الأساس، وحتى لو أنهى الشخص دراسته الجامعية وحصل على عمل معين، فهذا لا يعني أنه تجاوز مرحلة الفقر، لأن أساس الفقر هو العقلية والأفكار التي لدى الشخص، فقد يواجه الفقير مشاكل مالية لو كان يفتقر إلى المعارف والخبرات المتعلقة بالذكاء المالي أو كيفية تسيير المال والتعامل معه.
وليس من الغرابة أن نجد أن العديد من الأغنياء في العالم لا يملكون شهادات جامعية، لأن الشهادات الجامعية غير مهمة في إنشاء الثروة بقدر أهمية الدراسة والقراءة واكتساب خبرات أكثر.
التفكير في المستقبل
يفكر الأغنياء دائما في المستقبل، فهم يجهزون له كل شيء ويضعون كل التوقعات في الحسبان، ولا يخافون إطلاقا مما قد يخبأه المستقبل من عقبات وصعوبات. وحتى في قضية الاستثمار، فالأغنياء غالبا ما يفكرون في النتائج على المدى البعيد بدل تمني حصول النتائج بسرعة.
أما الفقراء فلا يفكرون إطلاقا بالمستقبل، أو أنهم يخافون منه، مما يجعلهم عاجزين عن التخطيط له ومواجهته، وبالتالي عدم فعل أي شيء.
التفكير في المستقبل ضروري جدا، فعلى كل شخص أن يكون جاهزا لكل التوقعات المستقبلية سواء في علاقاتك الاجتماعية أو في الأوضاع الاقتصادية التي قد تخبأ أزمة من الأزمات أو صعوبات أكثر من شأنها أن تفلسك أو أن تضعك في عتبة الفقر.
لا يخافون من التغيير
لا يخاف الأغنياء من التغيير، فبتحملهم كامل مسؤوليتهم يعني أنهم مستعدين دائما لتغيير ما هو خاطىء أو الخطط الغير ناجحة. وبالتغيير دائما ما ينجحون.
التغيير قد يكون في أبسط الأشياء، كإجبار نفسك على ممارسة الرياضة كل صباح، أو كدراسة مجال معين مختلف كل الاختلاف عن مجال عملك أو دراستك.
الفقراء في هذه الحالة، لا يحبون التغيير، فهم عشوائيين في حياتهم، وغالبا لا يجربون تغيير الأشياء حتى عند إدراكهم لها أنها خاطئة.
القدرة على حل المشاكل
قد تكون هذه القدرة من السمات التي يتحلى بها الأذكياء بصفة عامة، لكن الأغنياء يملكون هذه القدرة بشكل جيد، وهو مايجعلهم دائما ناجحين، وقادرين على حل المشاكل في كل مرة تحصل لهم.
أما الفقراء، فلا يملكون هذه القدرة، بل وتجدهم دائما يتجاهلون حل هذه المشاكل، ليس لمدى صعوبتها، لكن لمدى الخوف الذي يتربصهم تجاه هذه المشاكل، مما يزيد من صعوبة حل هذه المشاكل مع الوقت وكثرتها.
جميعنا نملك مشاكل، سواء مشاكل شخصية، عائلية أو مالية، لكن تجاهل المشاكل ليس هو الحل الأمثل، فالمشاكل لا تختفي فجأة وتظهر فجأة أخرى. القدرة على حل المشاكل سيعطيك سعادة رائعة في الحياة، بالإضافة إلى سهولة حل هذه المشاكل عندما تتكرر كل مرة.
يضعون أهدافا
الأغنياء دائما ما يضعون أهدافا من أجل السعي وراءها وتحقيق النجاح المراد الوصول إليه، وقد ترتبط هذه الأهداف بالمعنى الذي يضيفنه لحياتهم، بعكس الفقراء الذين لا يضعون أي أهداف يسعون وراءهها، فهم يعيشون حياة عشوائية ولا يدركون المعنى الذين يمنحوه لحياتهم.
بوضعك للأهداف، سواء أهداف سنوية أو شهرية، ستساعدك في مواصلة العمل والدراسة من أجل الحصول على هذه الأهداف في النهاية.
عدم وضعك للأهداف، يعني أنك تعيش حياة عشوائية ومن الصعب التحكم فيها، إذ أنك لن تدرك مدى التقدم الذي تحرزه.
لا يجب أن تكون الأهداف فقط في مجال معين أو في وضعية معينة فقط، كأن تكون أهدافك مالية فقط. بل يجب أن تكون الأهداف متنوعة في العديد من مجالات الحياة، كأن تضع أهدافا صحية لتحسين صحتك أكثر، أو أهدافا معرفية كقراءة عدد معين من الكتب أو الدورات التدريبية … الخ
القدرة على تأجيل المكافأة
يستطيع الأغنياء تأجيل المكافأة أفضل بكثير من الفقراء، فهم دائما ما يسعون إلى الأهداف على المدى الطويل لأنهم يعلمون أن المكافأة حينها ستكون أكبر.
في كتاب (The Marshmallow Test) قام الباحث والتر مايكل بدراسة عن أكثر من 600 طفل، ليرى مدى قدرة الأطفال على تأجيل المكافأة، فكانت الدراسة كالتالي: وضع حلوة مارشملو لكل طفل وأخبرهم أنهم سيحصلون على حلوى أخرى لو انتظروا 15 دقيقة. وكانت النتائج أن أكثر من نصف الأطفال أكلوا قطعة الحلوى دون صبر لمدة 15 دقيقة من أجل الحصول على قطعتين حلوى بدل واحدة.
لم يتوقف مايكل عن هذا الحد، وظل يتابع هؤلاء الأطفال لحد ما تخرجوا من الجامعة وأنشؤوا أسرة … فكانت النتائج مذهلة ومتوقعة لمايكل. الأطفال الذين قاموا بتأجيل المكافأة، كانوا أكثر نجاحا في الدراسة والعمل مقارنة بالأشخاص الذين لم يأجلوا المكافأة.