فكر حر 
“التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوانات” هو كتاب كتبه تشارلز داروين ونُشر في عام 1872. يعتبر هذا الكتاب من الأعمال الرائدة في دراسة السلوك البيولوجي والنفسي، وهو يبني على نظريته السابقة حول الانتخاب الطبيعي.
يستكشف داروين في هذا العمل كيفية تعبير الحيوانات والبشر عن مشاعرهم من خلال مجموعة متنوعة من السلوكيات والتعبيرات الجسدية. يناقش الأسس البيولوجية للعواطف ويُظهر كيف أن العديد من التعبيرات العاطفية، مثل الغضب والخوف والفرح، تشترك بين الإنسان والحيوان، مما يشير إلى أصولها المشتركة.
ربما لم يمنح لهذا الكتاب قدرا كافيا من الاهتمام كما حصل مع كتاب أصل الأنواع، أو على الأقل اليوم. إن كتاب التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوانات هو بمثابة اهتمامات دارون البحثية ـ في إطار ركيزة أساسية لفهم الجنس البشري بشكل أكثر. لقد شارك هذا الكتاب في مناقشة أصعب التساؤلات حول التطور، وأظهر بشكل غير مباشر مدى جرأة دارون واتخاذ الحذر في أبحاثه. لو كان لدارون هدف واحد في هذا الكتاب، سيكون إظهار قوة نظرياته في تفسير أصول أهم خصالنا كبشر: الأخلاق والفكر. وكما قال دارون “إن من يعترف بشكل عام أن تركيب وعادات جميع الحيوانات قد تطورت بشكل تدريجي، سوف يرى موضوع التعبير بشكل جديد ويستحق الاهتمام”.
لماذا نشعر برغبة في عض من نتأثر بهم عاطفيا؟
لماذا تحرك الكلاب ذيلها؟ ولماذا تخرخر القطط؟
لماذا نشعر بالإحراج؟ ولماذا نعتبره شعورا سيئا؟
يجيب دارون في هذا الكتاب على هذه التساؤلات، والعديد من التساؤلات الأخرى حول الحياة العاطفية للإنسان والحيوانات. كان هذا الكتاب من أفضل المبيعات حين صدوره لأول مرة سنة 1872، ومازال يشكل نقطة انطلاق مهمة للبحث حول العاطفة وطرق التعبير عنها.
يُعتبر الكتاب محاولة مبكرة لتطبيق نظريات التطور على السلوك البشري والعاطفي، وهو يُقدم العديد من الرسوم التوضيحية والصور التي تُظهر التعبيرات العاطفية في الوجوه البشرية والحيوانية. يُساهم داروين من خلال هذا الكتاب في تأسيس مجال النفس الفسيولوجية وعلم الأحياء السلوكي، ويُعتبر عمله هذا مهمًا لفهم كيف تطورت العواطف وكيفية تعبير الكائنات الحية عنها.
