in

الجنس والغزو الفكري للمجتمعات العربية

عماد الأطير
عماد الأطير

لقد أصبحت الإباحية الأن تغزو بيوتنا من خلال الهواتف المحمولة ، والتطور الرهيب الذى حدث فى تلك الهواتف التى جعلت العالم قرية صغيرة ، وجمعت بين الجميع من مختلف البلاد فى مكان واحد ، وأصبح المجال مٌتاح للجميع أن يتجول بحرية سواء كان ذلك فى المواقع المشروعة أو غير المشروعة .

إننا نسير في طريق مُظلم يقضى علينا ويُدمر كل شيئاً جميلا في حياتنا ، فهذه الهواتف التى يستخدمها البعض أستخدام سيئاً ، يقضى على أخلاقنا وعفتنا وحيائنا ، وللأسف الكثير من الشباب يقع فريسة هذا الانفتاح الرهيب والمُتاح أمامه وهو فى غرفة نومه وعلى سريره .

لقد تاجر البعض من الفتيات والنساء حتى الشباب ، بأعز ما يملكون من عفة ووقار من أجل الدولار ، وأصبح البعض يعرضون أجسامهم من اجل المشاهدات والشهرة ، وهناك البعض الذى جعل منها وسيلة للربح من خلال عرض الاجساد مقابل هدايا المعجبين وهناك الكثير من العرب فى مختلف البلدان يعرضون أجسادهم وهم فى غرف النوم من أجل المال والحصول على متابعين.

 نحن أمام غزو من نوع أخر فهو لم يعد الغزو المباشر بالسلاح ، بل الغزو الفكري ، الذى يحاول أن يجعل تلك الأمور عادية وحرية شخصية أوإنها نوع من التقدم وكذلك الحصول على المال فى ظل الأوضاع الأقتصادية فقد علم هؤلاء الغزاة السر فى القضاء على قوة أى دولة من خلالها غزو شبابها وبناتها وصنع جيل مفكك وضعيف وجيل ليس لديه الشهامة والعفة والأخلاق .

 وللأسف لم يتوقف الغزو الفكرى على وسائل الميديا فقط ، بل أصبح فى نوع القصص والكتب التى ينشرها البعض والتى  تهدف إلى نشر الجنس والأثارة والغريزة تحت مسمى الحرية والإبداع ، لذلك ظهرت روايات وكتب عديدة تشرح العملية الجنسية بتفاصيلها بل بالمسميات الحقيقية لها دون حياء .

لقد أصبح الجنس يمثل حيزاً شاسعاً وكبيراً ويأخذ أبعاد عديدة ، فهو أصبح  مثل الطعام له أدواته  التي تجذب الجائع له من خلال التوابل التي يضعها القائمون عليه ويجعلون منه مصدر جذب للجسد والغريزة التي تُحرك الشخص ، ولا تتعجب يا عزيزى أنه أصبح مصدر من مصادر الدخل لبعض الدول .

فهناك دول عربية تنتشر فيها الدعارة بصورة مبالغ فيها من خلال الفنادق وفيها كل شيئاً مباح ومتاح لراغبي المتعة فيكفى أن تدخل أحد الفنادق ويأتي لك قائمة بالجنسيات وعليك أن تختار ما يروق لك من مختلف الجنسيات مع إنتشار الخمور وكأنك تعيش فى مجتمع غربي لا يفرق بين الحلال والحرام.

  للأسف قد نجح الغزو الفكرى ، فى أنه جعل الكثير من الشعب عبداً لهذا الغزو، فقد نجح الغرب فى نشر الفسق والفسوق من خلال تلك التطبيقات والبرامج فهم نجحوا فى أختراق غرف النوم والبيوت ، فأصبحت البيوت عارية لدى البعض يتجول فيها راغبى المتعة كما يشائون ويمارسون الجنس الالكترونى مع الفتيات والنساء وهم فى غرف نومهم .

نحن أمام أخطر قضية نعيشها حالياً وسوف تنتشر أكثر مع مرور السنوات القادمة، فلابد من وقفة مع النفس فى رفض هذا الغزو وأن يكون هناك رقابة على شبابنا وبناتنا ونشر الوعى الدينى وأن تقف الدولة بقوة ضد هذا الغزو من خلال منع بعض التطبيقات بقوة القانون .

 يجب أن نعلم أن البلاء الذى يحدث الأن نتيجة الفواحش ما ظهر منها وما بطن لقول الرسول الكريم ( وما تشيع الفاحشة في قوماً قط إلا عمهم الله  بالبلاء ) ، إن البلاء الذى أصابنا هو نتيجة أعمالنا وكثرة الأوبئة والأمراض نتيجة ممارسات غير أخلاقية.

 إن الإنســان مع الجســد يفقد سيطرته على شهواتــه وينجـرف نحـــو الغريزة كالحيــوان ويصبـح ليس له قيمــة ولا مبادئ  ، ويصبح  تفكيره  من خلال الجزء السفلى ، ويتم إلغاء العقل فتجده يقضى يومه كاملاً بين الشات والأفلام ومشاهد العُري ويصبح عصبياً وقد يتحول لمغتصب أو قاتل مع أقرب الناس له لآن عقله قد مات وأصبح الجسد والشهوة والغريزة هي منطقة التفكير التي تتحكم وتسيطر عليه.

إن من أسباب ما نحن فيه الأن وسابقاً ومستقبلاً هو اللهث والجري وراء الشهوات والغرائز ولا يخفي على أحد إن من أهم أسباب نكسة 67 في مصر كانت من خلال الجنس عن طريق بطل النكسة صلاح نصر وعبد الحكيم عامر من خلال تسريب بعض المعلومات المهمة عن السلاح الجوي المصري وعلاقة مصر بروسيا في هذا الوقت ومن هنا جاءت الضربة القوية لمصر بسبب الانجراف وراء الغرائز .

 ولو تحدثنا على نماذج من دول عربية ، لاحتجنا العديد من المقالات  لكتابة أسرار الجنس والعالم السري لبعض الزعماء والحُكام وأصحاب القرار حتى يتم عرض الملفات السرية التي حاول البعض أن يحرقها حتى لا تصل إلى أحد وكيف تم تجنيد النساء والقيام بالجنس من أجل المعلومات وتصويرهم مع قادة وزعماء لتهديدهم بذلك.

نحن في حاجة إلى ثورة أخلاقية ، والوقوف مع النفس وأن يكون هناك رقابة على الابناء وتربيتهم على أسس وأخلاق وعادات وتقاليد الشرق وليس عادات الغرب، نحن فى حاجة أن نستفاد من التقدم التكنولوجى فى الحياة ليكون وسيلة لمساعدتنا لتحقيق النجاح والنمو والتطور.

 يجب أن نواجه الجنس والاباحية والغزو الجسدى بكل حزم من خلال البيت والمدرسة والحكومة حت ى نستطيع ان نبنى جيل مثقف واعي يفيد نفسه ويفيد بلده وليس شباب ضائع يلهث وراء الشهوات .

Avatar for عماد الأطير

كُتب بواسطة عماد الأطير

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for عماد الأطير

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0