مزرعة الحيوان

“مزرعة الحيوان” هي رواية سياسية ساخرة من تأليف الكاتب البريطاني جورج أورويل، وقد نُشرت لأول مرة في عام 1945. تُعتبر هذه الرواية واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي تناولت نقد الاستبداد وتجسيد فساد السلطة في الحكومات الشمولية.

تدور أحداث الرواية في مزرعة خيالية حيث تتمرد الحيوانات على صاحب المزرعة الظالم، وينجحون في الاستيلاء على السيطرة بأمل بناء مجتمع قائم على المساواة والعدالة بين جميع الحيوانات. بقيادة الخنازير، والتي يبرز من بينها شخصيتان رئيسيتان، نابليون وسنوبول، تبدأ الحيوانات بإدارة المزرعة وفقًا لمبادئ “الحيوانية” التي تنادي بالحرية والمساواة. ومع ذلك، تتطور الأمور بشكل تدريجي حتى تصل إلى النقطة التي يُصبح فيها الحكام الجدد مستبدين لا يختلفون كثيرًا عن السيد البشري الذي أطاحوا به.

أورويل، واسمه الحقيقي إريك آرثر بلير، استخدم الفابل أو القصة الخرافية كوسيلة للتعبير عن أفكاره السياسية وتحذيره من خطر الأنظمة التوتاليتارية. ويُعتبر “مزرعة الحيوان” تحفة أورويل الأدبية التي تقدم تشبيهاً لثورة أكتوبر في روسيا وصعود الاتحاد السوفيتي تحت قيادة ستالين، حيث تمثل الشخصيات الرئيسية في الرواية شخصيات تاريخية حقيقية.

تميزت الرواية بأسلوبها البسيط ولغتها السهلة، مما يجعلها متاحة للقراء من جميع الأعمار، وفي الوقت نفسه، تحمل طبقات عميقة من المعنى تتناول قضايا القوة والخيانة والحرية والاضطهاد، وهي قضايا مستمرة الصلة في السياسة العالمية حتى يومنا هذا.

رغم الحظر الذي واجهته الرواية في بعض البلدان الشيوعية نظراً لمحتواها النقدي، إلا أن “مزرعة الحيوان” حققت نجاحاً ملحوظاً وتُرجمت إلى العديد من اللغات حول العالم، وأصبحت جزءًا من المناهج الدراسية في كثير من البلدان الديمقراطية كمثال على أدب المقاومة والتحذير من الاستبداد. تبقى الرواية أحد أهم الأعمال التي تدعو القارئ إلى التفكير النقدي حول السلطة وتأثيرها وكيف يمكن أن تُفسد حتى النوايا الأكثر نبلاً.