التطرف العنيف نوع من التطرف الذي يتمثل في استعمال العنف كوسيلة للتحكم في الآخرين أو لتعبير الغضب والاستياء. يمكن أن يتم إستعمال العنف المادي أو العنف اللفظي في عملية التطرف العنيف.
يعدُ التطرف العنيف أحد أكثر المشكلات الاجتماعية المتعلقة بالعنف في العالم اليوم، ويؤثر على العديد من الأشخاص الذين يتعرضون له أو الذين يراه من حولهم. يمكن أن يؤدي التطرف العنيف إلى آثار خطيرة على الجسم والعقل، وقد يؤدي إلى الانفجارات العنيفة والعنف الأسري وحتى الانتحار.
من الشواهد ما حدث في الجزائر في القرن العشرين اذ كانت الجهات الحكومية قد أجرت محاولات كبيرة للتحكم في العشرية السوداء ولتحقيق التنمية العمرانية في المنطقة، ولكن هذه المحاولات قد أدت إلى تحديد كبير للسكان من الهوية الامازيغية في تلك العشرية السوداء ،وكان هذا التحديد يتم بشكل عنيف وباستعمال العنف، أنّ هذه التجربة السوداء تركت آثارًا عميقة في نفسية الجزائريين، مازالت جراحها مفتوحة إلى اليوم، وهي “من مصادر العنف الخفيّة” حسب وصف الباحث الجزائري محمود بودارن.
ويصنف التطرف العنيف مصدراً للقلق والخوف في المجتمع، ويمكن أن يؤثر على العديد من المجتمعات المختلفة و يمكن أن يكون التطرف العنيف مصدراً للتمييز والعنصرية، ويمكن أن يتعلق بالعديد من المجتمعات والأعمار والجنسيات والدين والعرق والجنس.
للمحاربة من أجل وقف التطرف العنيف، يجب أن يتم العمل على ترسيخ المبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في المجتمع كما يجب أن يتم تدريب الأشخاص في كيفية التعامل مع الغضب والاستياء بدلاً من الاستعمال العنيف للتحكم في الآخرين ويجب أن يتم العمل مع المجتمعات للتعليم في القيم والعادات الصحيحة التي تدعم العدالة والتسامح.
أما على المستوى القانوني، فيجب أن يتم العمل مع السلطات القضائية لمعالجة الأعمال العنيفة وتقديم العقوبات للمتلقين. ويجب أن يتم تشجيع التبليغ عن العنف والتطرف العنيف للسماح للسلطات القضائية بمعالجة المشكلة.
على المستوى الإعلامي، يجب أن يتم العمل مع الإعلام لتعزيز الوعي العام بمشكلة التطرف العنيف ولتعزيز التدابير المتبعة لمعالجته والا تحول طريق للارهاب وسفك الدماء.
ختاما ، يتعين على الجميع العمل معاً للمحاربة من أجل وقف التطرف العنيف وخلق مجتمع أكثر عدالة وأماناً. فالعنف والتطرف العنيف لا يمكن أن يسمحان للعيش في المجتمع السوي البعيد عن كل اشكال العنف والتطرف .