الحب من أجمل النعم التى أنعم بها الله سبحانه وتعالى على الانسان فى هذه الحياة ، فهو عبارة عن أحساس لذيذ حيثُ يُشعرك بالمتعة عندما يُدق القلب و تنبض جميع أجزاء الجسد من نشوة الأحساس بهذا الحب ، فهو الهوى والشغف والعشق فهو الحياة .
فعندما ينبض القلب بالحب نشعر بشيئاً غريب بداخلنا ، حيثُ نرى كل شيئاً حولنا بلون الزهور وتتدفق لحظات السعادة ، ونستمتع بصوت زقزقة العصافير على الأغصان ونسرح بخيالنا مع من نحب ، حتى يحدث الذوبان مع من نحبه ويصبح الجسدان جسد واحد ، وكذلك أرواحنا روحاً واحدة ، وكأننا فى تلك اللحظة توأم ملتصق لا يستطيع العالم بأكمله أن يقوم بفصلنا حيث لم يستطيع طرف أن يعيش بدون الأخر.
إن العاشق تفضحه عيونه قبل كلامه وحركاته ، فهو دائم التفكير والسرحان فيمن أحبها ، والحب الحقيقي هو الذى يمتزج فيه القول مع الفعل معاً ، فهناك أشخاص يمتلكون كلام وأحاديث مليئة بالروعة والمعاني الجميلة التي تذوب قلب من يسمعها ولكن للأسف فهو غير صادق في أفعاله .
فهو بخبرته النسائية يعلم أن النساء بطبيعتها عاشقة للكلمات قبل الأفعال أحياناً ، فهي تُريد أن تسمع الكلمات التي تجعلها تشعر بأنوثتها وجمالها فهى تبحث عن الحب وعن الحنان وعن الكلمة الرقيقة التى تدغدغ مشاعرها ، فالمرأة تعشق بأذنها قبل عقلها ، فهى لا تعشق الشكل والقوام بل تعشق من يدغدغ مشاعرها بكلماته العذبة التي تجعلها سيدة نساء العالم.
والبعض يعتقد أن هذا النوع من الحب لا يوجد إلا في الخيال أو الأفلام أو في الحب الحرام دون ارتباط شرعي ولكن من يفكر هكذا ، فهو تفكير ليس صحيح ، فما أجمل الحب في أن يكون في إطار شرعي ، وليس نزوة أوعشق في الحرام أو في الظلام، فالحب الشرعي هو حب النور وهو حب الأمان والطمأنينة وعدم الخوف.
يعتقد الكثير بأن الحٌب يقل بعد الزواج لوجود أشياء ومشاغل الحياة والأولاد والظروف ، وليس هناك وقت للحب والكلام، فللأسف هذا التفكير هو الغالب والمسيطرعلى الكثير من المتزوجين، ففعلاً الظروف قاسية والحياة صعبة ، ولكن بالحب وتقارب الشريكان وشعورهما بالأخر سوف يٌخففان معاً من ضغط الحياة.
فالمرأة تحتاج الى رجل يسمعها وتحكى له ، فهى لا تٌريد من الرجل حل للمشكلة ، فهى فى حاجة إلى الشعور بالأهتمام وبالأنصات لها حتى لو كانت مشكلتها بسيطة فهى تحتاج أن تشعر بأهمية حديثها مع من تحبه وأن يمتزج معها ويشعر بها فى تلك اللحظة .
فقد تستمع الى صديقة أو الى زميلة ساعات دون ملل ، ولكن عند وصولك البيت وبدء حديث زوجتك تشعر بالملل والزهق ، فهنا الخطأ الذي يتم الوقوع فيه ، والسبب أيها الرجل أنك شعرت أنك امتلكت زوجتك وأصبحت مضمونة ، وتبحث الأن عن فريسة أخرى لكي ترضى غرورك بأنك شهريار هذا الزمان.
وأيضاً المرأة أحياناً تهرب من حياتها وصمت الزوج الى الذهاب الى المسلسلات والأفلام ورؤية قصص العاشقين ، مما يٌزيد في قلبها الألم والحسرة ، وبالتالي يزداد غضبها على زوجها ، وتكثر المشاكل أو أنها ترى في أبطال تلك الروايات الفتى الجميل والعاشق الحنون الذي تحلم به جميع النساء والتي تتمناه أي إمرأة ناضجة ان يكون لها الزوج والعشيق والحبيب ، وهذا هو الخطأ الذى تقع فيه الزوجة ، فالزوج هو ابنك الذي لم تلديه وهو أبوكى وقت الازمات فتستطيعي بذكاء أن تغيري فيه الكثير بدون ضغط أو أنقاص من رجولته.
فليكن البداية من عندك أيتها العاشقة ، فأختارى له كل ما يثيره وأظهرى له بكامل أناقتك وانوثتك ، وكونى على ثقة أنه فى تلك اللحظة سيتحول إلى إنسان أخر ومع الوقت سيتغير الى الشخص الذى تحلمين به وتقرئين عنه فى الروايات وستنعمان معاً بروعة الحب.
وانت أيها المٌحب ذو القلب العاشق ، فزوجتك تحتاج منك أن تروي ظمأ الحب في قلبها ، فلا تتركها تشعر بالعطش والظمأ وتبحث عنه فى مكان أخر ، فهي تحتاج أن ترويها بكلمات الحب وان يتفق الكلام مع الأفعال فكن لها كالماء البارد فى اوقات الصيف الحارة لكى تروي عطش قلبها.
وأنتى أيها المُحبة العاشقة لزوجك ، فهو يحتاج منك الثناء على افعاله وتقدير ظروفه وعدم إرهاقه في طلبات الحياة إذا كانت الظروف لا تسمح بذلك، فأفعلى له كل ما يحبه ويشعره بسعادة ، فكونى له الملجأ اللذيذ الذي يهرب إليه عند حدوث أي مشكلة وأفتحى قلبك وضعيه بداخله حتى يشعر بالرعاية والاهتمام والحنان.
فمازال الوقت متاح أمام الجميع لكى يعيش تلك اللحظات ولا ينتظر الى الغد بل يبدأ من اليوم لتغيير نمط الحياة وان يبدأ بنفسه ولا ينتظر البداية من الطرف الأخر حتى يشعر بهذا الأحساس الذى يروى الجسد والقلب ، فسوف يرى العالم بعيون مختلفة عن السابق وسيلاحظ الفرق فى حياته وفى نظرته للحياة والمجتمع.
عندما ينبض القلب بالحب يصبح تحقيق المستحيل ممكن وتصبح الحياة جنة والصعب سهل ، فهذا كله سيتحقق عندما ينبض القلب بالحب الحقيقى وليس الحب الجسدى والغرائزى لإن هذا الحب يخاطب الروح وليس الجسد فهو يخاطب فينا الإنسان وليس الغريزة .