لقد كنت من الناس الشغوفين لفكرة الاستيقاظ باكرا، فهي عادة من العادات الإيجابية التي يصعب جدا اكتسابها، كما أنها عادة يكتسبها أثرياء العالم، ومؤسسي أكبر الشركات في العالم. ويقال أيضا أن لهذه العادة فوائد صحية، نفسية وجسدية.
وجعلني هذا أقرأ كتاب “نادي الخامسة صباحا” للكتاب روبين شارما، وقد قرئته بلغته الأصلية، الإنجليزية، لفهمه بالشكل الجيد. وكما هو متوقع من كتب التنمية البشرية، فالكتاب كان مليئا بالقصص، التي يدّعي الكاتب أنها قصص تحفيزية، إلا أنها قصص تزيد من حجم الكتاب أيضا.
لقد أذهلتني فكرة الكتاب فعلا، ولن أنكر أنه كتاب جيد، وأنصح بقرائته لمعرفة المزيد عن إيجابيات الإستيقاظ باكرا وكيف تنشأ هذه العادة. وبعد إكمالي للكتاب، استيقظت اليوم الموالي مع الخامسة صباحا، وقد كنت جد سعيد بهذا الإنجاز الأولي، كما أنني كنت صاحيا، ولم أعد إلى النوم، إذ أنني طبقت كل ما قيل في الكتاب، ورحت أقرأ كتابا آخر، كي أبدأ يومي بفعل إنتاجي، يُشعرني أنني استيقظت من أجل هدف معين.
وفي اليوم التالي، حدتث المفاجأة، لقد استيقظت قبل أن يرن الهاتف بقرابة الخمس دقائق، ولا زلت أذكر أنني عدت إلى النوم منتظرا رنين الهاتف كي أستيقظ مجددا مع الخامسة صباحا. كان اليوم الثاني شبيها باليوم الأول، رغم أنني غفوت قليلا بعد أن كنت أقرأ كتابا، إلا أنني تحملت نفسي، وأكملت في صيحاني إلى حين انتهاء النهار.
أما اليوم الثالت، فهنا بدأ عقلي باستخدام آليات الدفاع النفسي في البقاء على ماهو عليه دون تغيير، ورغم أن هذا التعبير قد يبدو مضحكا، إلا أنه فعلا آلية دفاع تقوم بها أدمغتنا ضد أي تغيير كان، فدماغ الإنسان يحب منطقة الراحة، ويكره أي شيء يخرجه من منطقة الراحة هذه (لا أذكر هل تم ذكر هذا في الكتاب أم لا).
في هذا اليوم، اليوم الثالث، لم أستطع الاستيقاظ مع الخامسة صباحا، وقمت بإضافة ساعة، واستيقضت مع السادسة صباحا، كما أنني استيقضت بحالة تعب شديد، ولم أستطع أن أفعل شيئا إنتاجيا، وكان دماغي يحاول أن يعيدني إلى السرير لنيل قسط من الراحة.
أما اليوم الرابع، اليوم الذي انتهى فيه وهم الاستيقاظ باكرا، فلم أستطع النهوض، وألقيت على نفسي عشرات الأعذار التي جعلتني أتخلى عن فكرة اكتساب هذه العادة، كما أنني شعرت بنوع من الفشل، خاصة أنني قرأت كتابا كاملا فقط لتعلم طرق اكتساب هذه العادة، وانتهى بي في نهاية المطاف إلى التخلّي عنها.
ورغم هذا الفشل الذريع، إلى أنني حاولت مجددا بعد بضعة أيام، وفشلت، وحاولت مجددا، وفشلت، ومجددا، ومجددا، إلى يومنا هذا الذي أكتب فيه هذا المقال، وقد يكون هذا المقال مجرد عذر من الأعذار التي أتت بها آليات الدفاع الدماغي وهيئة الدفاع على استقرار وحدة منطقة الراحة.
لكنني في هذا المقال سأحاول أن أتحدث بعقلانية، وسأقوم بنقد فكرة أن الاستيقاظ باكرا هي عادة ستغير حياتك، لأنني لاحظت العديد من الناس، في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المنتديات، يحاولون جاهدين لبناء هذه العادة، ويعتمدون تغيير حياتهم على إنشاء هذه العادة فقط، وكأن ساعات اليوم لا تكفي، وساعات الصباح هي التي ستغير حياتنا.
قبل أن تحاول، اسأل نفسك، لماذا سأستيقظ باكرا؟
لماذا بحق السماء سأستيقظ مع الخامسة صباحا؟ أو مع السادسة؟ أو مع السابعة؟ اسأل نفسك هذا السؤال أولا قبل أن تقول أن الإستيقاظ صباحا هو الشيء الذي سيغير حياتي، لأن اعتمادك على هذه الفكرة وحدها كافي بأن يفشلك في حياتك، وأن تنتهي المباراة قبل حتى بدايتها.
إذا كنت مثلا تعود من العمل أو المدرسة متعبا، ولا تستطيع التركيز على مهامك بعد يوم شاق، فهنا قد أقول لك أن الاستيقاظ باكرا، أو لنقل، الإستيقاظ قبل ذهابك للعمل أو المدرسة ستكون خطة حكيمة وذكية، لأنك ستربح وقتا ستكون فيه بحالة جيدة، وقادرا على تحقيق أهدافك.
حاول أن تجيب على السؤال بأن تَذكر “الوقت” أكثر من ذكر إيجابيات الإستيقاظ باكرا، فمثلا، إذا كنت شخص لا يكفيه الوقت بعد يوم عمل شاق، ستكون إجابتك “أريد وقتا قبل ذهابي إلى العمل، لأنني أتعب بعد عودتي من العمل، ولا أفعل شيء إنتاجي بعد ذلك”.
أما إذا كانت إجابتك إحدى إيجابيات الاستيقاظ باكرا “كماضعفة الإنتاجية” فهنا سأقول لك الآتي:
قم بحساب الوقت الفارغ، والوقت الذي تقضيه في تصفح مواقع التواصل الإجتماعي (لنسميه الوقت الضائع)، ثم قم بحساب وقت النوم الإضافي (إذا كنت تنام أكثر من 9 ساعات).
حاول أن تكون جد دقيق في هذا الحساب.
الآن، خد هذه النتيجة (ولنقل أنها مثلا 5 ساعات) وتأمل فيها جيدا، واسأل نفسك هذا السؤال: أليس من الأفضل أن أستثمر في الساعات التي أكون فيها مستيقضا بالفعل على أن أحاول الاستيقاظ صباحا بعد أن أضعت عدة ساعات في وقت فارغ، ووقت ضائع؟
إذا كنت فعلا تملك ساعات فارغة في يومك، وتقضي عدة ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، فابدأ بهذا الوقت أولا! فمن الحكمة أن تحل المشكلة بالطرق التي تتوفر عليها أولا، ثما بعدها يمكنك تجربة عادة الاستيقاظ باكرا، إذا لم تنفع الطرق الأخرى.
استغل الوقت الذي لديك أصلا في اليوم
من البديهي أن أقول لك أن قضاء ساعة واحدة على مواقع التواصل الاجتماعي تساوي 30 ساعة في الشهر، وتساوي 365 ساعة في السنة (إذا لم تكن السنة كبيسة هاها)، والتي تساوي 3650 ساعة في عشر سنوات وهو وقت جد كافي كي تحقق عدة أهداف.
إن فكرة التراكم فكرة جد رائعة ومبهرة، وأي شخص يدرك قيمة التراكم، سيدرك قيمة الوقت، وقيمة الحياة عموما.
هذا المثال عن ساعة واحدة فقط، فما بالك بعدد الساعات التي يمكنك استثمارها في يومك دون الحاجة إلى الاعتماد على الاستيقاظ باكرا. تذكر أن اعتمادك على الإستيقاظ باكرا ليس هو المشكل الرئيسي في حياتك، ويمكنك تغيير حياتك بطريقة ذكية.
دعني أريك قوة التراكم وما يمكن أن تفعله بالتراكم
ساعة واحدة في اليوم تساوي الكثير
يمكن لساعة واحدة في اليوم أن تكسبك إحدى الأشياء التالية:
- قراءة الكتب: بالنظر إلى سرعة قراءة متوسطة تقدر بـ 200ـ250 كلمة في الدقيقة، وطول كتاب متوسط حوالي 90 ألف كلمة، يمكنك قراءة حوالي 2ـ3 كتب في 30 ساعة (أي في الشهر)، وطبعا هذا تعتمد على حجم الكتاب وتعقيده، لكن في المجموع، ستستطيع قراءة حوالي 24ـ36 كتاب في السنة!
- تعلم اللغات: تشير منصات تعلم اللغات مثل ديولنجو إلى أن 15ـ20 ساعة من الدراسة يمكن أن توفر لك فهمًا أساسيًا للغة جديدة. مع 30 ساعة، يمكنك إحراز تقدم كبير في تعلم أساسيات لغة جديدة أو تحسين مهاراتك في لغة ما، ما يعادل فصل دراسي واحد من دورة اللغة في الكلية، وفي خلال سنة ستستطيع أن تحسن مهاراتك في هذه اللغة، وإتقانها بشكل جيد.
- الصحة: إذا قضيت ساعة يوميًا في التمارين الرياضية، فهذا يعادل 30 ساعة في الشهر من ممارسة الرياضة. يمكن أن يحسن ذلك بشكل كبير من قوتك ومرونتك وصحتك الجسدية، وهو وقت كافي للوصول إلى هدف معين كزيادة الوزن أو نقص الوزن مثلا، والأمثلة على الأهداف كثيرة.
- الدورات عبر الإنترنت: تقدم العديد من المنصات عبر الإنترنت دورات تتراوح مدتها من 4 إلى 20 ساعة. مع 30 ساعة، يمكنك إكمال 1ـ2 دورات مفصلة في مجالات مثل البرمجة، التصوير الفوتوغرافي، التسويق الرقمي، أو أي شيء تريده.
- الطهي: إذا خصصت 30 ساعة لتعلم الطهي، بالافتراض أن كل وصفة جديدة تستغرق حوالي ساعتين لتعلمها وإتقانها (بما في ذلك وقت التحضير والطهي)، يمكنك تعلم طهي حوالي 15 طبقًا جديدًا في خلال شهر واحد، و 180 طبق جديد خلال سنة واحدة.
- تعلم الموسيقى: بالنسبة للمبتدئين، عادةً ما تكون جلسات التدريب ما بين 30 دقيقة إلى ساعة. مع 30 ساعة، يمكنك الحصول على شهر من الممارسة اليومية على آلة مثل الجيتار أو البيانو، وهي كافية لإتقان الأساسيات وتعلم عدة أغاني، أما 365 ساعة فهي جد كافية لتجعلك قادرا على عزف مقطوعات موسيقية (وإن كانت غير احترافية).
- الكتابة: إذا قضيت 30 ساعة في الكتابة، بالافتراض أن متوسط سرعة الكتابة 500 كلمة في الساعة، يمكنك كتابة 15،000 كلمة تقريبًا في الشهر. وتعتبر هذه الكمية كبيرة، إذ أنها تعادل عدة قصص قصيرة أو رواية قصيرة واحدة. أما 365 ساعة فهي كافية لتطوير مهاراتك في الكتابة، وقد تستطيع كتابة حوالي 180 مقال في السنة (1000 كلمة للمقال)، أو حتى كتابة كتاب ب 180000 كلمة.
- تعلم مهارة أو هواية جديدة: سواء كانت الحياكة، البرمجة، الرسم، أو البستنة، ساعة يوميا لمهارة جديدة أو هواية يمكن أن يجعلك تتجاوز مرحلة المبتدئين وتدخل إلى مرحلة أكثر تقدمًا خلال شهر فقط، أما خلال سنة فقد يجعلك متقنا لهذه المهارة أو على الأقل متقدما فيها بشكل جد متقدم.
والأمثلة عديدة ومتعددة، وقد أريك ملايين الأشياء التي تستطيع فعلها باستثمار ساعة واحدة فقط في اليوم، وقد تتمكن حتى من تطوير عدة مهارات فقط بتعديل المعادلة البسيطة: تغيير الساعات الضائعة والفارغة إلى ساعات إنتاجية.
هذه أمثلة لساعة واحدة فقط، فما بالك ب 5 ساعات، أو 6 ساعات فراغ.
اذن فالمشكلة الحقيقية قد لا تكمن في “الإستيقاظ باكرا” وإنما في نفسك أنت، وفي طريقة استثمارك للساعات “الفارغة” أو “الضائعة” خلال يومك. إذا كنت ستحتاج الاستيقاظ باكرا من أجل القيام بتحقيق أهدافك، فابدأ أولا بتحقيقها في الوقت الفارغ الذي تملكه أصلا، ثم حينها، إن لم تكفيك هذه الساعات يمكنك أن تجرب الاستيقاظ باكرا، ومشاهدة الفرق.
اقرأ مقالنا عن كيفية إدارة الوقت بطرق عملية. أؤمن أن هذا المقال قد ينفعك في طرق التحكم بالوقت باستخدام أدوات مجانية متاحة على الحاسوب وعلى الهاتف أيضا.
أيضا، بالنسبة لمستخدمين الأيفون فالأمر سهل، فالأيفون يتيح خاصية التحكم في الوقت، ومشاهدة كم من الوقت تقضيه على التطبيقات. لمعرفة المزيد ابحث عن “سكرين تايم” في “الإعدادات”.
أما لمستخدمي الأندرويد فهناك العديد من التطبيقات التي ستساعدك على زيادة التركيز …اقرأ المزيد.
هل يجب أن تستيقظ باكرا؟
الآن، دعونا نعود إلى موضوع المقال، ودعونا نجيب على سؤال “هل يجب فعلا أن نستيقظ باكرا؟”
إن الجواب في الحقيقة يعتمد على حاتلك الشخصية، وعلى عدة عوامل، وقد لخصت إلى أن أجعلها في قائمة بسيطة من الأسئلة.
حاول أن تجيب على الأسئلة التالية:
إذا كانت إجاباتك بـ ‘نعم’ أكثر من ‘لا’، فقد يكون من الأفضل لك التركيز على تحسين كيفية استغلال وقتك الحالي بدلاً من محاولة الاستيقاظ مبكرًا.
- هل تقضي أكثر من ساعة يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي دون فائدة؟
- هل تمارس أنشطة لا تخدم أهدافك بشكل منتظم؟
- هل تشعر بأنك لست بحاجة للعمل في الصباح الباكر لتكون أكثر إنتاجية؟
- هل يمكنك إنجاز مهامك اليومية في الأوقات التي تختارها بدون الحاجة للتضحية بنومك؟
- هل تعتقد أن جودة العمل تتأثر سلبًا بسبب قلة النوم؟
- هل تجد صعوبة في إدارة وقتك بفعالية؟
- هل تشعر بأنك أكثر إنتاجية في أوقات مختلفة غير الصباح الباكر؟
- هل تستطيع مقاومة التعب بعد العودة من العمل أو الدراسة؟
- هل تفتقر إلى الوقت الكافي للراحة؟
- هل تجد صعوبة في تحديد الأولويات وتنظيم المهام بكفاءة؟
كيف تستيقظ باكرا؟
وكي أكون مُنصِفًا في هذا المقال، ورغم انتقادي لفكرة الاستيقاظ باكرا سيغير حياتك، وسط عصر السرعة وثقافة مهووسة بالإنتاجية، إلا أنني سأشارك طرق عَملية ستساعدك في الإستيقاظ باكرا.
سأقوم بجعلها بسيطة في هذا المقال، وربما سنخصص لها مقالا وحدها لاحقا، لأن الأمر ليس سهلا كما يُعتقد، فالنوم هو أمر جد مهم لجسم الإنسان، وله عدة فوائد، كما أن عليه أن يكون في ظروف ملائمة لكي يكون بجودة جيدة كافية لإعطاء الراحة التي يحتاجها جسمنا.
إذا كانت إجابتك ب لا أكثر من نعم على الأسئلة السابقة، فحينها يمكن أن تستنتج أن الإستيقاظ باكرا هو الحل المناسب لك، وأضمن لك أن اكتساب هذه العادة قد يغير حياتك فعلا، لكن اكتسابها بالطريقة الخاطئة قد يغرقك في محاولات بائسة من الفشل، وقد يبعدك عن التركيز في الوقت الذي تملكه فعلا.
هذه الطرق قرأتها في كتاب “نادي الخامسة صباحا”، وأنصح أيضا بقراءة مقالنا عن “العادات الذرية” الذي يوضح لك بطرق عملية كيفية إنشاء عادة ـ بما في ذلك عادة الاستيقاظ باكرا.
نم باكرا: من البديهي أن أقول ذلك، لكن الفكرة هنا هي أن تجهز نفسك ذهنيا للنوم باكرا، كأن تبتعد عن المشتات (خاصة شاشة الهاتف أو الحاسوب)، وأن تكون في محيط هادئ خالي من الضوضاء، وخالي من أية أضواء. سيساعدك هذا أولا على النوم بسرعة، ثم على تحسين جودة نومك.
التخطيط ليومك مسبقا: إذا كنت ستستيقظ في الصباح بدون خطة مسبقة، فقد يشعرك هذا بالعجز عن الاستمرار لبناء هذه العادة. لذا، خطط ليومك مسبقا، ويفضل أن يكون هذا التخطيط كتابي سواء على ورقة وعلى الهاتف أو الحاسوب.
صيغة 20/20/20: يوصي الكاتب ببدء صباحك بتقسيم الساعة الأولى إلى ثلاث فترات مدتها 20 دقيقة لكل منها: 20 دقيقة للتمرين البدني، 20 دقيقة للتأمل أو التفكير الهادئ، و20 دقيقة للنمو الشخصي كالقراءة أو مراجعة أهدافك. هذه الممارسات تهيئ جسمك وعقلك ليوم منتج.
المثابرة: يشير شارما إلى أن تكوين عادة جديدة، مثل الاستيقاظ في الخامسة صباحًا، يتطلب الوقت والمثابرة. يستغرق الأمر حسب رأيه 66 يومًا من الممارسة حتى تصبح العادة جزءًا من روتينك الطبيعي.
تجنب المشتتات في الصباح: يؤكد الكاتب أيضا على أهمية الحفاظ على ساعتك الأولى في الصباح خالية من التكنولوجيا لتجنب الانحراف بالانتباه بسبب البريد الإلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي، أو غيرها من الإشعارات. إذا بدأت يومكن بالمشتتات فعد إلى النوم هاها! لماذا استيقظت باكرا من الأساس إذا كنت ستشتت عقلك من البداية.
خلاصة
لن أنكر أن الإستيقاظ باكرا هو عادة إيجابية جد رائعة. أن تستيقظ في الصباح، قبل حتى أن تشرق الشمس، بينما الجميع نائم لهو شعور جد جد رائع، وشعور هادئ. كما أنك ستشعر أنك أفضل من كل النائمين، حيث أنك ستركز على أهدافك وستحرز تقدما بينما الجميع نائم.
لكن، في نفس الوقت، لا تجعل محاولاتك لبناء هذه العادة هي البطاقة الجوكر لتغيير حياتك. لا تقل “علي أن أستيقظ صباحا، وسأحقق حينها أهدافي” أو أن تقول “إذا استيقظت صباحا، سأغير حياتي”. حياتك بين يديك، يمكنك تغييرها بعدة طرق غير الاعتماد على بطاقه واحدة، وهي أن تحاول الاستيقاظ باكرا.
فكر جيدا في هذا الأمر، فكر في جودة النوم، وفكر هل فعلا تحتاج إلى الاستيقاظ باكرا؟ أم أن عليك التركيز في الساعات التي تضيعها في الترفيه أو الأشياء الغير إنتاجية.
عندها، يمكنك أن تحاول، وفي محاولتك، يمكنك أن تقرر ما إذا كانت هذه العادة مناسبة لك أم لا، وبعدها تقاتل مع نفسك ومع آليات الدفاع التي ستضع صواريخها الدفاعية تجاهك هجوماتك الغير متوقعة، وستحاول جاهدة أن تعيدك إلى منطقة الراحة. إنها حرب ستدوم لأكثر من 66 يوم من أجل الفوز فيها، ويقول حكيم “لا تخض حربا أنت لا تستطيع الفوز فيها”
تحياتي لكل المستقظين باكرا، ولكل الذين يحبون الإنتاجية في الليل 😄.