in

اضطراب الشخصية النرجسية: عليك أن تعالج نفسك أو ستغرق في الوحدة

اضطراب الشخصية النرجسية

ينتمي اضطراب الشخصية النرجسية إلى اضطرابات الشخصية، وهو حالة عقلية يتميز فيها المصاب بنمط طويل من العظمة (سواء في الخيال أو في السلوك الفعلي)، حاجة ماسة للإعجاب، وقلة التعاطف مع أو تجاه الآخرين. غالبا ما يعتقد المصابين بهذا الاضطراب أنهم ذوي أهمية قصوى في حياة الجميع وأي شخص يقابلونه. وقد يكون هذا النمط من السلوك مناسبا لملكٍ في القرن السادس عشر، لكنه غير مناسب لمعظم الأشخاص اليوم.

غالبًا ما يظهر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية مواقف ساخرة أو مزعجة. على سبيل المثال، قد يشكو الشخص المصاب بهذا الاضطراب من “وقاحة وغباء” نادل في المطعم، لأنه لا يقدم الطعام بشكل لائق.

وتؤدي هذه السلوكات النرجسية إلى مشاكل في العديد من مجالات الحياة، كالعلاقات، العمل، المدرسة والشؤون المالية، ويكون المصاب بهذا الاضطراب غير راضي بشكل عام على نفسه وشخصيته، خاصة عند تَلَقّيه لخيبات الأمل الناتجة عن عدم منحه الامتيازات الخاصة أو الإعجاب الذي يعتقد أنه يستحقه، مما يجعله يعتقد أن علاقاته غير مجدية، بالإضافة إلى أن الناس لا يستمتعون بالتواجد معه.



أعراض اضطراب الشخصية النرجسية

يعتمد تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية على وجود 5 أو أكثر من الأعراض التالية:

  • شعور زائد بالأهمية الذاتية.
  • تفكير دائم بتوهم النجاح أو القوة أو التألق أو الجمال أو الحب المثالي.
  • يؤمن بأنه مميز وفريد من نوعه، ولا يمكن فهمه إلا من خلال أشخاص (أو مؤسسات) ذوي المكانة العالية.
  • الحاجة الدائمة إلى الإعجاب المفرط من قبل الآخرين.
  • شعور قوي مفرط بالاستحقاق.
  • استغلال الآخرين لتحقيق غاياته الخاصة.
  • انعدام أو افتقار للتعاطف، كغياب الرغبة في التعرف على مشاعر واحتياجات الآخرين.
  • الاعتقاد أن الناس يغارون منه.
  • احتكار المحادثات والتقليل من الأشخاص واعتبارهم أقل شأنا.
  • إظهار التكبر بشكل واضح، والتصرف بالتباهي وبطريقة متعجرفة.

نظرا لأن اضطرابات الشخصية تصف أنماط السلوك طويلة المدى أو الدائمة، فإنها غالبا ما يتم تشخيصها في مرحلة البلوغ. ومن غير الشائع إلى حد ما تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية عند الأطفال أو المراهقين، لأن الطفل أو المراهق يخضع لنمو وتطور مستمر في شخصيته. لكن على الرغم من ذلك يمكن أن يكون الطفل أو المراهق مصاب بهذا الاضطراب في حالة توفره على الأعراض لمدة تزيد عن سنة.

تشير الأبحاث إلى أن اضطراب الشخصية النرجسية ينتشر في الذكور أكثر من الإناث، ويُعتقد أن 6% من سكان العالم مصابين بهذا الاضطراب. ومثل معظم اضطرابات الشخصية، فعادة ما ينخفض هذا الاضطراب مع التقدم في العمر.


مضاعفات

قد تؤثر الأعراض وكما في أي اضطراب آخر، على حياة الشخص ونفسيته وصحته الجدسية، ويمكن أن تشمل مضاعفات اضطراب الشخصية النرجسية ما يلي:

  • صعوبات وصراعات في العلاقات.
  • مشاكل في العمل أو المدرسة.
  • الاكتئاب والقلق.
  • مشاكل صحية جسدية.
  • اللجوء إلى المخدرات أو الكحول.
  • أفكار انتحارية أو إيذاء النفس.


كيف يتم التشخيص

لا توجد اختبارات مُختبرية أو دموية أو وراثية لتشخيص اضطراب الشخصية النرجسية، فعادة ما يتم تشخيص اضطرابات الشخصية من قبل طبيب نفسي أخصائي. طبيب الأسرة أو الطبيب العام غير مدربين بشكل جيد لإجراء هذا النوع من التشخيص النفسي، ولا يدخل هذا ضمن المجال الذين يعملون فيه، لكن يمكنك في البداية استشارة طبيب عام، الذي بدوره سيحيلك إلى الأطباء النفسيين للتشخيص والعلاج.

وكأغلب اضطرابات الشخصية، فالمصاب باضطراب الشخصية النرجسية لا يبحث عن العلاج، إلا في حالة تدهور الأعراض وتدخلها وتأثيرها بشكل كبير على حياة الشخص، ويحدث هذا غالبا عندما تكون وظائف التأقلم الخاصة بشخص ما ضعيفة جدا بحيث يفقد القدرة على التعامل مع التوتر أو غيرها من أحداث الحياة.


أسباب اضطراب الشخصية النرجسية

لا يعرف الباحثون السبب الرئيسي الذي يسبب اضطراب الشخصية النرجسية، وكما هو الحال مع باقي الاضطرابات الشخصية الأخرى، فالسبب معقد ويصعب معرفته، ويعود لعدة عوامل حسب كل شخص:

  • عوامل بيئية: مثل كيفية تفاعل الشخص في نموه المبكر مع أسرته وأصدقائه وغيرهم من الأطفال.
  • عوامل بيلوجية وجينية: قد تكون لبعض الخصائص الموروثة سببا في الإصابة بهذا الاضطراب.
  • عوامل نفسية: شخصية الفرد ومزاجه، وكيفية تأقلمه مع أحداث الحياة.
  • عوامل عصبية: العلاقة بين الدماغ والسلوك والتفكير.

إذا كان الشخص مصاب باضطراب الشخصية، فإن الأبحاث تشير إلى أن هناك خطورة متزايدة بشكل طفيف على “انتقال” هذا المرض إلى أطفالهم. على الرغم من أن بعضًا من ذلك يرتبط بالوراثة، فبعضها من المحتمل أيضًا أن يكون بسبب شخصية الطفل، وكذلك سلوك الآباء لأحد الوالدين أو كليهما.



علاج اضطراب الشخصية النرجسية

يعتمد علاج اضطراب الشخصية النرسجية على العلاج النفسي طويل الأمد مع طبيب نفسي أخصائي لديه خبرة مسبقة في علاج مثل هذا النوع من الاضطرابات، وقد يلجأ الطبيب إلى ترشيح بعض الأدوية المساعدة التي ترافق بعض الأعراض كالقلق أو الإنعزال أو الاكتئاب.

يمكن للمشاركة في العلاج الأسري أن تعلم المصاب طرق التواصل بشكل جيد مع الناس والتعامل معهم، خاصة من الناحية العاطفية التي يفتقر لها المصاب كما سبق وذكرنا في الأعراض.


المصدر


Avatar for فكر حر

كُتب بواسطة فكر حر

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for فكر حر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0