سواء نقرت على المقال من الموقع أو من صفحتنا على فايسبوك فهذا بلا شك دليل على أنك فعلا مهتم بتثقيف نفسك، ومن هذا الغبي الذي يريد عكس ذلك.
أن تجعل من نفسك مثقفا لا يعني بالضرورة قراءة عدد معين من المقالات أو الكتب أو المجلات و الجرائد، ولا يعني أيضا ارتدائك لنوع معين من اللباس أو تفضيل نوع هادئ من الموسيقى.
كلمة مثقف لها معاني كثيرة سنحددها في هذا المقال والتي ستغير نظرتك لنفسك وستساعدك في أن تجعلك شخص مثقف وواعي.
من الضروري أن تعلم بالمغالطات المنطقية
إطِّلاعك على المغالطات المنطقية وفهمها بشكل جيد هي أول خطوة تخطوها نحو تثقيف نفسك، فاستيعابك لها سيجعل منك شخص حَذِر في فهم المعلومات والآراء، كما ستستطيع التمييز بكل سهولة بين المعلومات الزائفة والمعلومات الصحيحة والموثوقة.
ستفكر جيدا في الكلمات التي عليك قولها قبل الخوض في نقاش بغيت اجتناب ارتكاب أي مغالطات، وهذا سيعزز ثقتك في نفسك وتحكمك في كلماتك واختيارها بشكل مناسب بتفكير عقلاني بعيدا عن كل المغالطات.
يمكنك أن تبدأ بقراءة المغالطات المشهورة ـ التي يرتكبها الناس عادة في النقاشات ـ ثم بعدها يمكنك التعمق في هذه المغالطات – التي يفوق عددها 300 مغالطة – بشكل أفضل، وكلما تعمقت أكثر كلما اكتشفت مغالطات جديدة لم تكن تعلمها من قبل.
ونرشح لك في هذا الصدد كتاب ” المغالطات المنطقية ” لعادل مصطفى الذي يحوي العديد من المغالطات، وطبعا يبقى الأمر متروكا لك في البحث عنها ودراستها، لعدم ارتكابها وتجنبها في النقاشات أو في طريقك نحو الثقافة.
تقبل أخطائك
تقبل الأخطاء وتصحيحها من أهم الأشياء لزيادة مستوى ثقافتك ومعرفتك بالأشياء. قد يجد العديد من الأشخاص صعوبة في اعترافهم بأنهم مخطئيين، وقد يكون ذلك لأسباب عديدة كالاحراج …الخ. لكن تذكر دائما أنك تبحث عن المعلومة الصحيحة، ومن الطبيعي جدا أن تخطئ في شيء ما في حياتك.
تقبلك للأخطاء سيعطيك انطلاقة جديدة ودفعة قوية لمعرفة المزيد وزيادة فضولك نحو تثقيف نفسك أكثر فأكثر.
يجب أن تكون Open-Minded
قبل ولادتك في هذه الحياة، لا يكون لديك اختيار للبلد الذي تريد أن تولد فيه أو المدينة أو لغة والديك وثقافة مجتمعك، قد تولد في الهند وقد تولد في أوروبا، وبالتأكيد ستكون مختلف تماما عما أنت عليه الآن لو ولدت في بلد غير البلد الذي تعيش فيه الآن. فأنت ستتربى على تقاليد هذا المجتمع وأعرافه وأطره، وسترث دين والديك ولغتهم وطريقة كلامهم وثقافتهم بدءا من أسرتك ومعلمتك في المدرسة نهاية بمحيطك وأصدقائك وأقربائك.
فالفكرة التي أريد توضيحها هنا هي أننا ـ كبشر ـ نعيش في قطيع ونستمد أفكارنا وآرائنا وتصوراتنا للحياة انطلاقا من البيئة الفكرية المتواجدين فيها. فأنت هنا في هذه الحالة تعتبر من منغلقي الذهن خاصة لو كنت تتبع هذا القطيع على أساس أنه الطريق الصحيح وكل ما يقوله صحيح بدون تفكير وشك.
قد تقضي عمرك وأنت تعتقد أنك تدافع عن أفكارك، ثم تكتشف أنك في الحقيقة تدافع عن أفكارهم التي زرعوها في عقلك؛ الشك هو بداية الحقيقة !
برتراند راسل
فالفكرة الأولى في التفتح الذهني هي أن تخرج من القطيع فكريا أو على الأقل أن تُراجع آراء هذا القطيع بحيث تستطيع تكوين قناعاتك الشخصية.
الفكرة الثانية في أن تصبح منفتح الذهن هي القدرة على تقبل واستيعاب الأفكار والآراء الجديدة.
فمثلا في نقاشك مع ملحد أو مسيحي أو بوذي فأنت تناقش شخص يختلف عنك كليا في توجهاتك الفركية وآرائك الشخصية، سيتوجب عليك حينها أن تنفتح تجاه هذه الأفكار وتفهمها واستيعابها، وهذا التقبل سيفتح لك مجالا من أجل التعبير أنت أيضا عن أفكارك بشكل منفتح في جو من الإحترام والحوار البناء.
تحدث مع ناس مختلفين عنك في الدين في العرق في الميولات الجنسية … ناقشهم في حوار بناء، تبادل الأفكار معهم، وافهم آرائهم بشكل جيد واحترمها.
انفتاحك على الأفكار الجديدة لن يجعلك مثقف وحسب، بل قد يصحح بعض مفاهيمك وأفكارك.
يمكنك الآن قراءة أي كتاب والاستفادة من الأفكار والمعلومات المطروحة فيه. ستتمكن من التمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة، العلوم الزائفة، المغالطات المنطقية …
ستتمكن من معرفة ثقافات جديدة بعد انفتاحك لسماع الآراء المختلفة عنك، وستتمكن من التعبير عن آرائك وتصحيح أخطائك في كل مرة.
في رأيي، هذه هي أهم ثلاثة أشياء على كل شخص أن يقوم بها لزيادة مستوى المعرفة لديه. إذا كان لديك أي اقتراح آخر، قم بطرحه في التعليقات كي نضيفه في المقال لتعم الفائدة.