“الإنسان يبحث عن المعنى” هو عنوان كتاب مكتوب بواسطة عالم النفس النمساوي فيكتور فرانكل، الذي يُعد واحداً من أهم الأعمال في القرن العشرين حول البحث عن المعنى في الحياة، وخصوصاً في أوقات الأزمات والمعاناة.
يسرد فرانكل في هذا الكتاب تجربته الشخصية كناجٍ من معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث فقد فيها أقرباءه وأسرته. بين جدران المعسكر، وجد فرانكل نفسه مضطراً للتأقلم مع واقعه القاسي والبحث عن المعنى يجعل الحياة تستحق العيش حتى في أكثر الظروف بشاعةً.
يقدم الكتاب نظرية فرانكل النفسية المعروفة بـ “التحليل الوجودي” والتي تحمل جوهرها في ما أسماه “العلاج بالمعنى” (Logotherapy). يقترح فرانكل أن الرغبة في إيجاد المعنى هي الدافع الأساسي للإنسان، وليس الرغبة في تجنب الألم أو السعي وراء المتعة كما اقترح سيجموند فرويد. يعتبر فرانكل أن حتى في أعمق أحوال اليأس والمعاناة، يمكن للإنسان أن يجد معنى للحياة وأن يعيشها بكرامة وشجاعة.
الكتاب ليس مجرد رواية للمعاناة في معسكرات الاعتقال بل هو تأمل فلسفي ونفسي يقدم أفكاراً عميقة حول القدرة الإنسانية على التحمل والصمود وقوة الروح البشرية. يشدد فرانكل على أنه حتى في اللحظات التي يتم فيها سلب كل شيء من الإنسان، يبقى لديه الاختيار في كيفية التعامل مع معاناته وكيفية تحمل الألم بكرامة.
“الإنسان يبحث عن المعنى” ليس فقط مجرد كتاب يُقرأ لمرة واحدة، بل هو مرشد يمكن العودة إليه في مختلف مراحل الحياة. يُعتبر هذا العمل ذو أهمية خاصة لمن يمرون بأزمات نفسية أو فقدان للاتجاه في الحياة، وهو مصدر إلهام للعديد من القراء والمتخصصين في مجال علم النفس حول العالم.
نأسف لإعلامكم بأن هذا الكتاب قد تمت إزالته بسبب حقوق الملكية.