in

اضطراب الشخصية الحدية: أعراض وأسباب وطرق العلاج المتاحة

اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية المعروف أيضاً باسم اضطراب الشخصية غير المستقرة عاطفياً، وهو من الاضطرابات النفسية الخطيرة، حيث يتميز فيها المصاب بعدم الاستقرار في العاطفة، المزاج، العلاقات بين الأشخاص، تقدير الذات والسلوك. ويؤدي عدم الاستقرار هذا في كثير من الأحيان إلى عرقلة الحياة الأسرية والمهنية، الشعور بالفراغ والخوف من الهجر، وقد تصل إلى إيذاء النفس والانتحار.

يعترف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) على أنه اضطراب في الشخصية، إلى جانب تسعة اضطرابات أخرى. ويمكن أن يرافق هذا الاضطراب اضطرابات أخرى كاضطرابات الأكل، اضطرابات تعاطي المخدرات، القلق والاكتئاب.

يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على 2 % من البالغين، وتصاب به النساء أكثر من الرجال. والشيء المؤسف هو أن نسبة كبيرة من المصابين بهذا الاضطراب يلجؤون إلى إيذاء أنفسهم أو الانتحار أو محاولة فعل ذلك، خاصة المراهقين، وتميل هذه المخاطر في الانخفاض مع التقدم في السن.



أعراض اضطراب الشخصية الحدية

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية واسعة وبإحساس كبير بعدم الاستقرار وانعدام الشعور بالأمان. وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، تظهر لذا المصاب بعض العلامات والأعراض التالية:

  • نوبات حادة من الغضب أو الاكتئاب أو القلق قد تستمر لساعات فقط وأحيانا بضعة أيام. وقد ترافق هذه النوبات نوبات أخرى من العدوان المتهور، إيذاء النفس، استهلاك المخدرات أو الكحول.
  • شعور بالانزعاج من الهوية بشكل ملحوظ.
  • صورة ذاتية مشوهة وغير مستقرة، والتي تؤثر على الحالة المزاجية والقيم والآراء والأهداف والعلاقات.
  • أفكار ومشاعر مشوهة تُؤدّي إلى تغييرات متكررة في الأهداف طويلة المدى، والخطط المهنية، والوظائف.
  • السلوكيات الاندفاعية والمتهورة التي يمكن أن تكون لها نتائج خطيرة، مثل الإفراط في إنفاق الأموال أو الجنس غير الآمن أو تعاطي المخدرات أو القيادة المتهورة.
  • غضب غير مناسب أو مكثف أو لا يمكن السيطرة عليه، وغالبًا ما يتبعه الشعور بالعار والذنب.
  • ردود فعل عاطفية مكثفة أو لا يمكن السيطرة عليها والتي غالباً ما تبدو غير متناسبة مع الحدث أو الحالة.
  • التفكير بسوداوية. (عدم التفكير بحيادية تجاه الأحداث أو الأمور، إما سوداء أو بيضاء).
  • الشعور المزمن بالملل أو الفراغ.
  • إيذاء النفس أو محاولات الانتحار.

تتميز أكثر الأعراض المميزة لاضطراب الشخصية الحدية بالحساسية تجاه الرفض أو النقد، والخوف الشديد من احتمال التعرض للهَجر.

بشكل عام، تشتمل ميزات اضطراب الشخصية الحدية على حساسية شديدة على نحو غير معتاد في العلاقات مع الآخرين، وصعوبة في تنظيم العواطف، والاندفاع. قد يُؤَدّي الخوف من الهَجر إلى تداخل في العلاقات الحميمة حيث يتم تطوير علاقة جديدة للحماية من احتمال انتهاء العلاقة القائمة.



أسباب اضطراب الشخصية الحدية

كما هو الحال مع الاضطرابات الأخرى، فإن أسباب اضطراب الشخصية الحدية معقدة وغير متفق عليها تماما. لكن على الرغم من ذلك، فمن المعتقد أن العوامل البيئية والوراثية تلعب دورا في تعرض الشخص لهذا الاضطراب.

عوامل وراثية

لا يوجد جين معين يشير إلى الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، لكن تشير الدراسات التي ضمت التوائم إلى أن هذا الاضطراب له روابط وراثية قوية. وتقول الدراسة أن نسبة تعرضك لهذا الاضطراب هو خمس مرات أكثر إذا كان شخص قريب لك في عائلتك مصاب به أيضا.

عوال بيئية

تشير الدراسات إلى أن العديد من الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية قد أبلغوا عن تعرضهم للإساءة أو الإهمال أو الإنفصال أثناء مرحلة الطفولة. وتشير هذه الدراسات إلى أن 40 إلى 70 % من المصابين بهذا الاضطراب تعرضوا للإعتداء الجنسي في حياتهم.

وظيفة الدماغ

يكشف علم الأعصاب عن آليات الدماغ التي تكمن وراء السلوك الاندفاعي، عدم الاستقرار في المزاج، العدوان، الغضب، والعاطفة السلبية.

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يميلون إلى العدوان المتهور لديهم ضعف في تنظيم الشبكات العصبونية الحيوية المسؤولة عن التحكم في العاطفة.

تعتبر اللوزة الدماغية (Amygdala)، وهي بنية صغيرة في الدماغ، من العناصر المهمة التي تنظم الانفعالات السلبية. استجابة للإشارات الصادرة عن مراكز الدماغ الأخرى التي تشير إلى وجود تهديد محتمل، تقوم هذه اللوزة الدماغية بإثارة الخوف والإثارة، والتي قد تكون أكثر وضوحًا تحت تأثير الإجهاد أو المخدرات مثل الكحول.

وقد وجدت إحدى الدراسات نشاطًا قويًا في اللوزة الدماغية اليسرى للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية عند تعرضهم وعرضهم للمشاعر السلبية. هذا النشاط القوي غير المعتاد قد يفسر الغير عادية وطول الأمد لمشاعر الخوف والحزن والغضب والخجل الذي يعاني منه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية، بالإضافة إلى حساسيتهم الشديدة في إظهار هذه المشاعر لدى الآخرين.


التشخيص

لا يوجد اختبار طبي نهائي لتشخيص الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، ولا يعتمد التشخيص على علامة واحدة أو بعض الأعراض فقط. لذا من الأفضل تشخيص هذا المرض من قبل أخصائي الصحة العقلية بعد إجراء مقابلات إكلينية لمعرفة الأعراض ومراجعة تقييمات طبية سابقة … وأفضل طريقة للتشخيص هي تقديم معايير الاضطراب إلى المصاب وطرح أسئلة للتعرف عن الأعراض الظاهرة.

على الرغم من أن بعض الأطباء يفضلون عدم إخبار الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية عن تشخيصهم، إما بسبب القلق من العار أو الاحراج المرتبط بهذا الشرط أو بسبب اعتقادهم بأن اضطراب الشخصية الحدية غير قابل للعلاج. لكن من المفيد عادة للشخص المصاب أن يكون على ذراية بتشخيصه، وخاصة لو قام الطبيب بإظهار عينات لأشخاص تم علاجهم من قبل.



علاج اضطراب الشخصية الحدية

العلاج الموصى به لاضطراب الشخصية الحدية يشمل العلاج النفسي، الأدوية، الدعم الجماعي والأسرة. وقد ثبت أن العلاج النفسي الجماعي والفردي من الأشكال الفعالة لعلاج العديد من المرضى.

العلاج النفسي هو العلاج الأساسي لاضطراب الشخصية الحدية، وقد تم دراسة العديد من أشكال هذا العلاج، مثل العلاج السلوكي الجدلي (DBT)، والعلاج القائم على العقلية (MBT)، والعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والعلاج النفسي الديناميكي.

غالباً ما توصف العلاجات الدوائية لعلاج اضطرابات المرض المصاحبة، مثل الاكتئاب والقلق. يمكن أيضا استخدام الأدوية المضادة للذُهان عند وجود تشوهات في التفكير.


المصادر:

المصدر 1
المصدر 2


Avatar for فكر حر

كُتب بواسطة فكر حر

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for فكر حر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0