قد يسبب أي وباء أو جائحة في العديد من المشاكل النفسية لدى العديد من البشر، ومن بين هذه المشاكل، قد يصاب الشخص بالهلع، القلق، التوثر، الحزن، الاكتئاب … وغيرها، خاصة عند سماعه للأخبار وتعرُّض مجتمعه لإجراءَات السلامة الصارمة والطارئة، كإغلاق المدارس، الجامعات، المطاعم … وكل الأماكن التي بها تجمعات، وقد وصلت بعض الدول إلى الحجر الصحي لمدن بأكملها والحكم على ملايين الناس بعدم الخروج من منازلهم.
إن الوباء أمر خطير، وعلى كل شخص أن يدرك أن مدى خطورة الأوبئة لا تكمن فقط في قتل الناس، وإنما تهدد اقتصاد الدول، إن لم نقل اقتصاد العالم بأكلمه، وبالتالي على الشخص العادي أن يتفهّم جيدا الإجراءَات التي تقوم بها هذه الدول، وأن يثق في القرارات التي تتخدها وكذا في النصائح التي تُقدّمها هذه الدول لمواطنيها.
وفي وسط كل هذه الظغوطات، فإن نفسية الشخص قد تلعب أيضا دورا مهما في شفائه من مرض فيروس كورونا، وبالتالي فعليه أخد الحيطة من هذه المشاكل النفسية خاصة في أحوالنا اليوم.
يمكن لهذه المشاكل النفسية أن تصيب كل من:
- كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
- الأطفال والمراهقون.
- الأشخاص الذين يساعدون في رعاية المصابين بمرض فيروس كورونا، كالأطباء ومقدمي الرعاية الصحية، أو أي شخص يساعد في ذلك.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية.
- الأشخاص المدمنين على المخدرات.
تكمن المشاكل النفسية التي قد يتعرض لها الناس جرّاء تفشي هذا الوباء في:
- الخوف والقلق الدائم بشأن صحتك وصحة أصدقائك وأحبائك.
- تغيرات في النوم.
- قلة النوم.
- صعوبة في النوم وفي التركيز.
- تفاقم الأمراض الصحية المزمنة
- زيادة استهلاك الكحول والسجائر أو المخدرات.
يجب على الأشخاص المتابعين لاستشارات طبية نفسية مواصلة هذه الاستشارات مع طبيبهم الخاص، بالإضافة إلى إدراك الأعراض الجديدة واستشارتها مع الطبيب. كما أن عليهم مواصلة استهلاك الدواء الذي يستهلكونه عادة.
يمكن أن تساعدك العناية بنفسك وأصدقائك وعائلتك في التعامل مع هذا القلق والتوثر. إن مساعدة الآخرين قد تساعد أيضا في عدم التسبب في أزمة نفسية للمجتمع بأكلمه.
خطوات لحماية نفسك من مشاكل نفسية
- حاول أن تتجنب ولو لبعض الوقت مشاهدة الأخبار أو قرائتها أو الاستماع إليها في كل مرة، ويشمل هذا الاجراء وسائل التواصل الاجتماعي أيضا. الأخبار الحالية كلها في الأغلب سلبية، ويمكن أن يكون ذلك مزعجا، وغير جيد لحالتك النفسية.
- اهتم بجسمك. خد أنفاسا عميقة للتخلص من التوثر، وحاول تناول وجبات صحية كاملة ومتوازنة، ومارس الرياضة بانتظام (مجرد حركات بسيطة في المنزل فهذا كافي). واحصل على قسط كافي من النوم، وحاول ما أمكن التقليل من استهلاك الكحول، وتجنب المخدرات.
- خصِّص وقتا للاسترخاء، وحاول القيام بالأنشطة التي تقوم بها بشكل يومي.
- تواصل مع الآخرين. تحدث مع أشخاص تثق بهم بشأن مخاوفك ومشاعرك (قد يساعد هذا على التخفيف من التوثر، لكن تجنب المواصلات السلبية التي قد تزيد من هذه الاضطرابات النفسية لا العكس.)
إذا تفاقمت الأعراض المذكورة سابقا لعدة أيام، فحاول الاتصال بطبيبك الشخصي، أو قم بقراءة مقالات عن تلك الأعراض وحاول التخلص منها.
قلل من التوثر لدى الآخرين أيضا
إن مشاركتك للحقائق عن فيروس كورونا وتفسير هذه الحقائق لأسرتك وعائلتك قد يقلل من التوثر والقلق وباقي الأعراض النفسية الناجمة عن انتشار هذا الوباء.
عندما تشارك معلومات دقيقة حول فيروس كورونا الجديد، فهذا يساعد الآخرين على التقليل من الشعور بالتوثر.
نصائح للآباء والأمهات
لا يجب أن ننسى الأطفال والمراهقين، فهم يتفاعلون مع ما يرونه من محيطهم، بما في ذلك الآباء والأمهات. وفي هذه الحالة، على الآباء والأمهات الحرص على عدم تخويف أطفالهم بهذا الوباء، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وعوضا عن ذلك، يجب على الآباء والأمهات طمأنة أطفالهم والتحدث معهم بشكل إيجابي.
لا يستجيب جميع الأطفال والمراهقين للظغوطات النفسية بنفس الطريقة، لكن عموما قد تظهر عليهم الأعراض التالية:
- غضب أو بكاء شديد لدى الأطفال الصغار.
- العودة إلى بعض السلوكيات التي سبق وتجاوزوها (مثلا: التبول اللاإرادي عند الأطفال).
- القلق أو الحزن المفرط.
- نوم غير صحي / أكل غير صحي.
- سلوكات انفعالية لدى المراهقين.
- أداء مدرسي ضعيف أو تجنب الدراسة.
- صعوبة في الانتباه والتركيز.
- تجنب الأشطة التي كانوا يستمتعون بها.
- صداع أو ألم غير مبرر.
- استخدام الكحول أو السجائر أو المخدرات.
هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لدعم أطفالك:
- خصِّص بعض الوقت للتحدث مع أطفالك حول تفشي فيروس كورونا. أجب على أسئلتهم وشارك معهم الحقائق بطريقة بسيطة يسهل فهمها.
- طمئن طفلك أو ابنك المراهق أنه في أمان. أخبرهم أنه أمر عادي أن يشعروا بالضيق، وشارك معهم كيف تتعامل مع ظغوطاتك الخاصة حتى يتمكنوا من التأقلم مع الأمر.
- حاول إبعاد أبنائك عن أي خبر زائف حول هذا الوباء والذي قد يتلقّونه من مواقع التواصل الاجتماعي. حاول توعية أبنائك بمعرفة الأخبار الزائفة الأطفال والمراهقين قد يسيئوا فهم هذه الأخبار مما قد يأثر على حالتهم النفسية.
- حاول مواكبة الروتين اليومي والمنتظم. إذا تم إغلاق المدارس، فضع جدولا زمنيا ومواقيت محددة من أجل الدراسة، ومن أجل الاستراحة، ومن أجل اللعب.
- الأطفال والمراهقون يقلدون آبائهم في كل شيء تقريبا، لدى حاول أن تهتم بنفسك أيضا (كأب أو كأم): خد فترات راحة، احصل على قسط كافي من النوم، مارس الرياضة، وتناول أطعمة جيدة.
المصدر: مراكز مكافحة الأمراض (CDC)