يتسائل العديد من الناس عن فوائد العادة السرية أو الأضرار الصحية التي قد تنتجها، لكن للأسف كل ما نراه من مقالات اليوم عن العادة السرية يرتبط كل الارتباط بالدين والقيم والأخلاق، متغاضين تماما عن العلوم والتجارب العلمية.
نحن نتفهم مختلف المعتقدات ووجهات النظر عن العادة السرية (معتقدات دينية، روحية، وأخلاقية … الخ)، لكننا سنحاول في هذا المقال أن نرى وجهة نظر العلم وما الذي يقوله في هذا الموضوع.
ملاحظة قبل البدأ: في المحتوى العلمي يستعمل مصطلح ” الاستمناء ” بدل مصطلح ” العادة السرية “، لكننا سنستعمل في هذا المقال المصطلح الشائع كي تصل المعلومة بشكل بسيط للقارئ.
نظرة عامة
الاستمناء أو العادة السرية باختصار هي عملية استثارة جنسية تمارسها أغلب الثديات كالأسود والقردة، إضافة إلى الإنسان، بهدف الوصول إلى النشوة الجنسية والشعور بالمتعة، ويمكن تسميتها بعملية جنسية غير كاملة.
وعلى الرغم من الأكاذيب حول أضرار العادة السرية، إلا أنه في الحقيقة لا توجد أي أضرار بخلاف الإفراط أو الإدمان على ذلك كما سنرى في ما يلي. وعلى العكس أيضا، فللعادة السرية فوائد صحية ونفسية نتيجة إفراز بعض الهرمونات المفيدة في جسمك.
الآثار الجانبية للعادة السرية
ليس للعادة السرية ـ كما سبق وقلنا أي آثار جانبية ضارة، وعلى الرغم من ذلك يشعر بعض الأشخاص بالذنب والإحساس بالنقص وانعدام الثقة بالنفس بعد انتهائهم من الاستمناء. ويعود السبب الرئيسي لهذا الإحساس إلى معتقدات ثقافية أو روحية أو دينية.
لكن العادة السرية، لا تعتبر من الأشياء الخاطئة أو الغير الأخلاقية (إلا إذا مارسته علنا シ)، فهي لا تُؤْذي أي شخص ولا تؤذيك أنت بنفسك أيضا إذا أخدت الحيطة في عدم الإفراط فيها.
إذا كنت تشعر بالذنب تجاه الاستمناء، تحدّث مع شخص تثق به حول سبب شعورك بذلك وكيف يمكنك تجاوز ذلك الشعور بالذنب. كما يمكن للمعالج المتخصص في الصحة الجنسية أن يكون مورِدًا جيدا للمساعدة.
الإدمان على العادة السرية
قد يؤدي تخطِّيك لبعض الأشياء اليومية في حياتك إلى التفكير في الاستمناء، وقد يتَطوّر ذلك للدخول في حالة الإدمان، ومن بين الأشياء التي قد تُؤدّي لذلك، نذكر:
- تخطّي المهام أو الأنشطة اليومية.
- التغيُّب عن العمل أو المدرسة.
- إلغاء اللقاءَات مع الأصدقاء أو العائلة.
- التغيُّب عن المناسبات الاجتماعية الهامة.
يمكن للإدمان على العادة السرية أن يؤدي إلى مشاكل في علاقاتك وأجزاء أخرى في حياتك. وقد يؤدي أحيانا إلى مقاطعة عملك أو دراستك بشكل كثير.
كما أنه يُضرّ بعلاقاتك الحميمية والعاطفية، بسبب أنك لا تقضي الكثير من الوقت مع أحبائك كما اعتدت، أو لا تهتم باحتياجاتهم.
إذا كنت قلقا حيال إدمانك على العادة السرية، فلا تخجل من التحدث مع طبيبك الشخصي أو معالج مختص في الصحة الجنسية.
غير هذا، فبإمكانك خفض إدمانك عن العادة السرية من خلال استبدالها بأنشطة أخرى. مثلا في المرة القادمة عندما يكون لديك رغبة في الاستمناء، حاول:
- ممارسة الرياضة، الجري …
- أكتب مقالا (وقم بارساله لنا ッ)، أو خواطر أو قصص قصيرة …
- قضاء الوقت مع الأصدقاء.
- الذهاب للمشي.
- تعلم أشياء جديدة على اليوتيوب، كالفوتوشوب …الخ
هل تسبب العادة السرية انخفاضًا في الحساسية الجنسية؟
بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من خلل وظيفي جنسي، يمكن أن يساعد التحفيز المعزّز – بما في ذلك العادة السرية – على زيادة الرغبة الجنسية والحساسية (1).
في الواقع، وجدت دراستان عام 2009 أن استخدام الهزاز (وهي آلة تستعمل للإستمناء) بين النساء والرجال قد ارتبط بزيادة في الرغبة والإثارة والوظيفة الجنسية الكلية (2 ، 3). وذكرت النساء أيضا زيادة في التشحيم، في حين ذكر الرجال أن وظيفة الإنتصاب أصبحت أفضل (4).
إذا كنت تعاني من انخفاض في الحساسية الجنسية، يوصي خبراء الصحة الجنسية بتغيير الأسلوب الخاص بك أثناء العادة السرية لاستعادة مستويات الحساسية أثناء ممارسة الجنس.
فوائد العادة السرية
العادة السرية هي نشاط جنسي صِحِّي. لديها العديد من الفوائد لصحتك الجسدية والعقلية.
هناك دراسات محدودة على فوائد العادة السرية، ولكن هناك أيضًا دراسات عن الجماع والتحفيز الجنسي.
تشير الأبحاث والتقارير القصصية إلى أن التحفيز الجنسي، بما في ذلك التحفيز من خلال العادة السرية، قد يساعدك في:
- تخفيف الاجهاد والتوتر.
- النوم بشكل أفضل.
- تعزيز مزاجك.
- الاسترخاء.
- الشعور بالمتعة.
- تخفيف التشنجات.
- الافراج عن التوتر الجنسي.
- ممارسة الجنس بشكل أفضل.
- فهم احتياجاتك بشكل أفضل.
يمكن للأزواج أيضا تجربة الاستمناء المتبادل لاستكشاف رغبات مختلفة، وكذلك تجنب الحمل. كما يساعد ذلك على الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً.
العادة السرية وسرطان البروستاتا
تشير بعض الأبحاث إلى أن القذف المنتظم قد يُقلِّل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، رغم أن الأطباء ليسوا متأكدين تمامًا من السبب.
وجدت دراسة عام 2016 أن خطر الإصابة بسرطان البروستات انخفض بنسبة 20 في المائة لدى الرجال الذين يقذفون على الأقل 21 مرة في الشهر (5). كما اكتشفت دراسة عام 2003 وجود صلة مشابهة بين القذف المتكرر وانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا (6).
على الرغم من عدم وجود دليل بعد، لكن القذف بانتظام، قد يحميك من التعرض لسرطان البروستاتا.
فوائد العادة السرية خلال فترة الحمل
التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل تتسبب لبعض النساء الحوامل برغبة جنسية متزايدة. وتعتبر العادة السرية وسيلة آمنة للإفراج عن التوتر الجنسي أثناء الحمل.
قد تساعد المتعة الذاتية أيضًا على تخفيف أعراض الحمل، مثل آلام أسفل الظهر. قد تشعرين بتقلّصات خفيفة أو غير منتظمة، أو تَقَلُّصاتُ براكستون هِيكْس (في الرحم الحامل في النصف الثاني من الحمل)، أثناء وبعد النشوة الجنسية.
إذا لم تختف التقلصات وأصبحت أكثر إيلاما وتكرارا، اتصلي بطبيبك على الفور.
قد لا تكون العادة السرية آمنة بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من حالات حمل عالية الخطورة. هذا لأن النشوة الجنسية يمكن أن تزيد من فرصك في المخاض.
الخلاصة
الاستمناء أو العادة السرية هي وسيلة صحية وطبيعية وآمنة لممارسة الرعاية الذاتية وتحسين صحتك.
وقد تكون للعادة السرية فوائد عديدة لعقلك وجسمك لإفرازه بعض الهرمونات كالأندورفين والدوبامين. على الرغم من إمكانية الإدمان عليها، إلا أنه لا توجد أي آثار جانبية ضارة.
لا تتردد في التمتع بمتعة الذات دون الشعور بالذنب أو العار. وتحدث مع المعالج أو أي شخص تثق به حول أي مشاعر سلبية لديك.
المصدر
(جميع المصادر الأخرى مذكورة في المقال على شكل أرقام)