in

الخوف من الجمهور: ما هو سبب هذا التوثر وكيف نتخلص منه

الخوف من الجمهور

ربما كل شخص منا قد سبق ومر من تجربة الخوف من الجمهور حيث تتوثر ويرتفع ظغط الدم وتتلخبط في الكلام، ثم تشعر بعد ذلك بالقلق الذي يزيد الطين بلة، ويزيد من تجنبك الدائم للقيام بمحاضرة أو إلقاء خطاب مجددا.

ولحل أي مشكلة، علينا أن نكون على دراية كافية بالأسباب التي تجعل من الشخص يتوثر أو يشعر بالرعب عند مواجهة جمهور كبير من الناس:



أسباب الخوف من الجمهور

يأتي الخوف من الجمهور من عدة عوامل تختلف من شخص لشخص، فهناك من يخاف من الأماكن العامة عموما، وهناك من يخاف فقط من إلقاء خطاب أمام عدد كبير من الناس.

يمكن لبعض الاضطرابات النفسية أن تكون سببا في ذلك، كاضطراب القلق الاجتماعي أو اضطراب الشخصية التجنبية، حيث يحتاج المصاب في هذه الحالة إلى علاجات خاصة من أجل معالجة هذه الاظطرابات.

وقد يكون للإنطوائية أيضا سببا في ذلك، حيث أن أغلب الإنطوائيين غير اجتماعيين كباقي الناس، وبالتالي فقلة الخبرة في العلاقات الاجتماعية ومهارات التحدث مع الناس والتواصل الاجتماعي، قد تؤدي إلى الشعور بالرهاب والتوثر من التكلم أمام عدد من الناس.

من جهة أخرى، تساهم شخصية الشخص أيضا في الخوف من الجمهور، فإذا كان الشخص غير واثق من نفسه ويفتقر إلى احترام وتقدير الذات، فطبيعي أن يتوثر من إلقاء خطاب أمام عدد من الناس، حيث دائما سيفكر بأنه ذا شأن أقل أو أنه غير قادر على مثل هذه التجارب.

طرق للتخلص من الخوف من الجمهور

هناك عدة طرق للتخلص من الخوف من الجمهور، وقد تختلف هذه الطرق أيضا من شخص لآخر، حيث قد يراها البعض صعبة والآخر سهلة، ولكنها عموما طرق غير فورية أو سريعة المفعول، حيث ستحتاج إلى علاج طويل المدى وغالبا العلاج المعرفي السلوكي هو الأفضل في مثل هذه الحالات، حيث سيتوجب على الشخص مواجهة مخوافه وزيادة الثقة في نفسه مع الوقت.



1. العلاج السلوكي

من أفضل العلاجات ومن أصعبها، فسيتطلب منك مواجهة مخاوفك وزيادة احترامك وتقديرك لذاتك والثقة بالنفس مع الوقت، حيث يستخدم هذا العلاج في الكثير من الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق وغيرها.

ولاختصار العلاج السلوكي في جملة فهو أن تقوم بعدة مهام بشكل دائم ومتواصل ـ غالبا ما تتم عن طريق اختصاصي في الطب النفسي الذي سيشخص حالتك بشكل جيد ـ التي من شأنها أن تشجعك على مواجهة ما أنت بصدد التغلب عليه، وفي حالتنا نحن؛ الخوف من الجمهور. ويتم ذلك بطرق بسيطة في البداية كالتحدث مع عدد قليل من الناس ثم تبدأ في زيادة الصعوبة إلى أن يتخلص الشخص من الخوف أو على الأقل أن يقلل منه.

إذا لم تتوفر على المال الكافي من أجل زيارة طبيب والحصول على العلاج السلوكي الخاص بك ـ حيث أن العلاج سيحتاج إلى عدة حصص ـ فلا تقلق، لا يوجد أي شخص في العالم يعلم عن نفسك غيرك أنت؛ قم بتشخيص نفسك بنفسك، وضع كل المشاكل التي تعاني منها، ثم ابدأ بعلاج سلوكي بسيط حسب ظروفك وحالتك الشخصية.

2. البحث والتنظيم والتحضير

مرورا إلى الخطوات العَملية الآن، سيكون للبحث والتحضير والتنظيم أدوار هامة في عدم شعورك بالقلق والتوثر أثناء إلقاء عرضك أو خطابك على عدد من الناس، وقد لا يختلف هذا التحضير عن تحضير الواجبات المنزلية المدرسية، فتقريبا نفس الشيء، حيث عليك أن تكون مستعدا كل الإستعداد وأن تُحضِّر الواجبات بشكل جيد.

أولا، يجب أن تكون أبحاثك جيدة عن الموضوع الذي أنت بصدد تقديمه، لا تتغاضى عن هذه الخطوة فهي الأساس الذي سيعطي نتائج جيدة، فإذا فهمت ما ستقدمه للجمهور بشكل جيد، فغالبا لن تشعر بأي توثر، حتى لو قام أحد الحاضرين بطرح سؤال عليك.

ثانيا، لا تحاول إطلاقا حفظ خطابك، يمكن حفظ النقاط التي ستتحدث عنها، ومن ثم تتوسع في كل نقطة بأن تشرحها بأسولبك الخاص. إذا قمت بحفظ الخطاب، فغالبا ستنسى بعض الجمل أو الكلمات التي من شأنها أن تلخبطك وأن تزيد من توترك.

ثالثا، نظم الفقرات والنقاط المهمة بشكل جيد، وحاول أن تنظم الروابط التي ستربط هذه النقاط، والتي ستمكنك من المرور من نقطة إلى أخرى بشكل بسيط وواضح.

بعد التحضير الجيد للعرض الذي ستقدم، حاول إضافة بعض الاحتمالات للأسئلة التي قد يسألها الناس، وقم بالإجابة عن تلك الأسئلة، لكن لا تقم بحفظها، فقط افهمها جيدا، وكن واثقا أنك ستشرحها بأسولبك الخاص لأي شخص سيطرح السؤال.

3. الممارسة

التدريب ضروري قبل موعد العرض، وكلما اقترب الموعد كلما زاد توترك، لكن لا تقلق، فقط استمر بالتدريب، وما أقصده هنا بالتدريب ليس هو الحفظ كما أشرت سابقا، بل التدريب على تحركاتك فوق الخشبة أو في المكان الذي ستقدم فيه العرض، والتدرب على وقت إلقاء نظرة على ملاحظاتك ومتى يجب أن تنظر إلى الجمهور …الخ.

قد تبدو النظرة إلى الجمهور صعبة ورهيبة بعض الشيء، لكنها مهمة وضرورية، فتذكر أنك تلقي العرض للجمهور وليس لأي شخص آخر، وعليك في النهاية أن تدرك الطريقة التي تم استلام موضوعك بها، هل فهم الجمهور ما قد شرحته أم لا. وبالتالي فالتدريب على هذه الأشياء ستسهل على نقل الموضوع إلى الجمهور، وسيجعلك تشعر براحة أكبر أيضا.

يمكن لأصدقائك أن يساعدوك على هذا التدريب كأن تقوم بإلقاء العرض عليهم في مكان ما، ويمكن أيضا لهؤلاء الأصدقاء الحضور بين الجمهور يوم العرض بحيث ستستطيع النظر إليهم وشرح الموضوع وكأنك تشرحه لأصدقائك فقط.



4. اعرف مكان العرض

قبل البدأ في العرض، سترغب في التعرف على محيطك، في بعض الحالات سيكون عرضك التقديمي في نفس المكان الذي سبق وتواجدت به من قبل، وهذا أمر جيد، لأنه سيهدأ من مخوافك.

لكن إذا كان موقع العرض جديد بالنسبة لك، فحاول أن تقوم بزيارته قبل مدة من الموعد، وذلك من أجل معرفة كيف ستتحرك وكيف ستلقي الخطاب، وأين سيكون الجمهور …الخ. سيساعدك هذا على فهم حجم الأحداث والتركيز على مسؤولياتك.

وسيكون من الأفضل أيضا أن تتدرب في نفس المكان الذي ستقدم فيه العرض، وأن تجلب أصدقائك على أساس أنهم من الجمهور.

5. إختر موضوع تفهمه

لم أرغب في وضع هذه الخطوة من الخطوات الأولى، وذلك لسبب بسيط وهو أن أغلبية العروض التقديمية لا تكون من اختيار الشخص، خاصة في المدارس والجامعات حيث عليك تقديم عرض عن موضوع له دراية بالمجال الذي تدرسه، وقد تكون في هذه الحالة على غير دراية كافية بالموضوع.

في كثير من الأحيان، يأتي الخوف من الجمهور بسبب عدم معرفة الموضوع الذي ستتحدث عنه، وكما قلت في الخطوات الأولى، عليك أن تقوم بأبحاث جيدة ومتعمقة على الموضوع لفهمه بشكل جيد، فقط أدرك أن عليك أن تشرح الموضوع لعدد من الناس، وبالتالي فعليك أن تفهم الموضوع جيدا.

أما في حالة كانت لك الفرصة في تقديم عرض عن موضوع من اختيارك، فقم باختيار موضوع تحبه وتعرفه جيدا، كلما كان فهمك للموضوع جيد، فالعرض بكل تأكيد سيكون جيد.

6. استخدم طقوسك الخاصة في تهدئة نفسك

في بعض الأحيان، يكون للناس طقوس معينة يستخدمونها قبل البدأ في تقديم العرض، قد تكون هذه الطقوس شخصية وقد تكون عامة كالتأمل أو الاسترخاء …الخ، ويكون الهدف طبعا تهدئة الشخص وإعداده للعرض التقديمي.

فإذا كانت لك طقوس شخصية تساعدك على الاسترخاء والهدوء والطمأنينة بل وأحيانا قد تزيد من ثقتك في نفسك، فقم بذلك قبل العرض. أما إذا لم تكن لك طقوس شخصية، فلا داعي للقلق، فقط طبِّق الخطوات السابقة بشكل جيد.

وتأكد جيدا أن التخلص من الخوف من الجمهور يحتاج إلى ممارسات عديدة إضافة إلى كل هاته الخطوات.


Avatar for فكر حر

كُتب بواسطة فكر حر

التعليقات

اترك تعليقاً

Avatar for فكر حر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Loading…

0