فكر حر 
حب الوحدة هو من الأشياء التي قد تدل على عبقرية الشخص أو إنحيازه لأن يكون مبدعا، ولا يخفى عنا أن كل العباقرة عبر التاريخ، كانوا ينعزلون عن العالم ويقعون في حب وحدتهم التي يجدون فيها راحتهم ويطلقون العنان لإبداعاتهم، كالكتابة والرسم والفن.
تحدثنا في مقالين سابقين عن أنواع الوحدة، وخطوات للتخلص من الشعور بالوحدة. ووُجب الإشارة مجددا في هذا المقال أن هناك فرق بين الشعور بالوحدة (Loneliness) و العزلة (Solitude). وكي نكون دقيقين أكثر، فسنتحدث عن العزلة وكيف أن البعض يحبون الانعزال عن البشر. أي أننا لن نتحدث عن الشعور بالوحدة، الذي هو شعور سلبي بالحزن وانعدام الاهتمام. لكننا سنحاول أن نربط بين المفهومين ونرى العلاقة بينهما كي تتوضح الفكرة أكثر.
حب الوحدة قد يعني أنك انطوائي
من المأكد أن الأشخاص الذين يحبون الوحدة (العزلة) هم غالبا أشخاص انطوائيين، وقد تحدثنا في مقال سابق عن هذا الأمر، وكيف أن الانطوائيين يجدون في العزلة راحتهم وفرصتهم لإعادة شحن بطاريات عقولهم.
ورغم أن بعضهم ـ أي الانطوائيين ـ قد تكون لهم دوافع سلبية وراء حبهم للوحدة كتعرضهم للقلق أو العزلة الاجتماعية. فالشخص الذي يعاني من القلق، سيتهرب في كثير من الأحوال اللقاءَات والتواصل مع الناس، مما أنه سيلتجأ إلى العزلة، كعُذر منه بأن العزلة لا تُرغمه على الشعور بالقلق.
يعني أن حب الوحدة، ليس بالضرورة أمر جيد أو سيء، إذ يعود الأمر إلى الدوافع التي تركت الشخص واقعا في غرام الوحدة والانعزال عن العالم.
الدوافع وراء حب الوحدة
إن البحث عن العزلة ليس بالضرورة علامة حمراء تشير إلى وجود خطأ ما. وفقًا للباحثين، يمكن أن يساعد اختيار العزلة الناس على الازدهار من خلال تسهيل قبول الذات والنمو الشخصي والتعبير الإبداعي والترابط الروحاني.
في دراسة نشرت ب2006 لكارا نيكول، عن الدوافع التي تجعل الناس يحبون الوحدة والانعزال، قامت كارا نيكول باستعراض استبيان مكون من 56 جملة على المشاركين أن يتِمُّوا إكمالها. وكانت الجمل تبدأ ب ” عندما أقضي الوقت بمفردي، أفعل ذلك لأن … “.
لكن في دراسة أخيرة نشرت في مجلة (Journal of Adolescence) وقد جاءت لتطور الدراسة السابقة، استخدم توماس وأزميتيا نسخة ملخصة تتكون من استبيان مكون من 14 عنصرًا فقط. وقد كانت هذه السيناريوهات المختلفة لدوافع حب الوحدة:
- لأنني أبدع أكثر.
- لأنني أستمتع بالهدوء.
- عندما أكون وحدي، أتعلق أكثر بقيمي الروحانية.
- تساعدني العزلة على البقاء متّصلا مع مشاعري.
- أمنح قيمة أكبر لخصوصيتي.
- تمكنني العزلة من المشاركة في الأنشطة التي تهمني حقًا.
- يساعدني ذلك في التعرف على سبب قيامي بالأشياء التي أقوم بها.
- أشعر بالحيوية عندما أقضي الوقت مع نفسي.
- أشعر بالقلق عندما أكون مع الناس.
- لا أشعر بالرضا عندما أكون مع الناس.
- لا أستطيع أن أظهر شخصيتي الحقيقية عندما أكون مع الناس.
- أشعر بالندم عن شيء قلته أو فعلته عندما أكون مع الناس.
- أشعر بعدم الارتياح عندما أكون مع الناس.
- أشعر بعدم الانتماء عندما أكون مع الناس.
من المهم جيدا أن تعلم الدافع أو الدوافع التي تجعلك تحب الوحدة والانعزال عن الناس، إذا كانت هذه الدوافع سلبية كآخر 6 أجوبة من هذا الاستبيان فعندها عليك أن تراعي ذلك وأن تأخد احتياطاتك لعدم الوقوع في مشاكل نفسية مستقبلا.
فمثلا الدافع رقم 9 الذي يقول أن حب العزلة يأتي لأن الشخص يشعر بالقلق بتواجده مع الآخرين، قد يزيد من احتمال تعرضه لاضطرابات القلق في المستقبل.
خلاصة المقال
في مجتمعاتنا العربية، النظرة تجاه الشخص الذي يحب الوحدة والانعزال غالبا ما تكون نظرة سيئة. وإذا كنت من محبي الوحدة، فمن المحتمل أنك تعرضت للتنمر بسبب ذلك ولو لمرة واحدة في حياتك.
أما إذا كنت من أولياء الأمور، ولاحظت أن ابنك ينعزل لوحده معظم الوقت، فحاول أن تعلم السبب والدافع وراء ذلك. إذا كانت دوافع سلبية فعليك أن تساعده على تخطيها بدل أن توبخه لأنه منعزل. أما إذا كانت دوافع إيجابية، فعليك أن تعلم قوة طفلك الإبداعية وأن تساعده على تطويرها. إذا كان ابنك مثلا يحب الرسم، فعليك تشجيعه على ذلك.
خلاصة القول، لا شيء أفضل من أن تنعزل أحيانا عن الناس، وأن تراجع نفسك وتطور مهاراتك. فالعزلة ضرورية لاتساع الذات كما قال نيتشه.
إذا كنت من محبي الكتب، ننصحك بقراءة كتاب “الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام”
المصادر:
وكأنك كتبت مافي داخلي ! صراحة رتحت شوي رغم اني في قمة السعادة بسبب جلوسي لساعات طويلة ولربما بالغت ليش بساعات حاليا منذ بضعة أيام اجلس كل يوم مع نفسي وانا في قمة الراحة والسعادة حت تعرفت ع نفسي كثييييييير
أكيد ستتعرف على نفسك كثير وكثير، فقط احذر من أي آثار جانبية قد تصاحبك بسبب العزلة. وتذكر أن الآثار الجانبية لا يقصد بها فقط الآثار النفسية كالقلق أو التوثر بل أيضا الآثار الصحية. فمثلا في أيامنا هذه أيام الحجر الصحي، أنصح بشدة ممارسة تمارين رياضية بسيطة بالمنزل ولو مجرد مشي، والحرص على تلقي جسمك لأشعة الشمس لما لها من فوائد كثيرة. البقاء في المنزل لمدة كثيرة سيغير جسمك مع الوقت وقد يتعود جسمك على الكسل وغيرها من الأمور. وأنصح أيضا بالاهتمام بالتغدية الجيدة والصحية.
اشكركم على المعلومات القيمة ،انا ارى العزلة الدائمة عادة سيئة لانني ارى الانسان المنعزل يفتقد للثقة في النفس
وقت يجو لعنا ضيوف بحب اقعد لحالي
بحب اقعد بين الكتب وادرس بحب الدراسة لفترات طويلة بحب الرسم وانا عندي موهبة من الصغر بحب الموسيقى الهادية بس رغم اني بدرس وبجيب علامات ممتازة اهلي بعصبو علي بقولي عاشري الناس بحب الانتماء لذاتي والروايا وحل الرياضيات والكتب ما بحب اعاشر الناس شو رح اعمل؟
تكمن المشكلة أن مجتمعاتنا ـ خاصة المجتمعات العربية ـ لا تدرك الفرق بين الإنطوائيين والإنبساطيين، ويعتقد العديد من الناس أن البشر يجب أن يكونوا اجتماعيين فقط، وكل من هو مختلف عن القطيع إما يتم نبذه أو التنمر عليه. كل ما أستطيع أن أنصحك هو أن تستمتعي بحياتك كما تحبين أنت لا كما يحب أهلك أو الناس الآخرين. أهلك يريدون الخير لك لا أكثر، لكن للأسف عندهم أفكار مغلوطة مبنية على تقاليد المجتمع، فلو استطعتي اقناعهم أنك فقط انطوائية وأنك تستمعين أكثر بالعزلة فسيكون أفضل لك ولهم وللعلاقة التي بينكما! ما هي إلا مسألة وقت حتى يتعودون على ذلك!
الإنطوائية جيدة لشخص الاجتماعي يعني شخص تعامل مع الناس و عنده خبرة اجتماعية هذا الشخص عندما ينعزل لا تأثر على شخصيته او نفسيته لانه عندما يخرج من عزلته يستطيع التعامل مع الحياة و البشر مثلا انا احب العزلة و الهدوء و اجد راحتي فيها لكني من كنت صغير و انا اعمل تاجر يعني اتعامل مع الناس و لحد الان اعمل في التجارة و الاشخاص الذين يتعاملون معي يقولون اني اجتماعي و متفهم و مثقف لكن انا احب العزلة و الوحدة و امارسها لاكنها لا تأثر عليا بسلب لاني “انطوائي واجتماعي” الا اني بعيد عن اسرتي و احس بذنب اني دائما في غرفتي قليلا ما اتحدث معهم، لذا نصيحتي حاول ان توازن الاشياء في حياتك و ان تنظر للحياة بجميع الزوايا
صحيح. احسنت القول
انا شخص لا احب تحدث كثيرا احب من الأشخاص الذين اعرفهم
إن يفعلوا ما يقلون ….
ولاكن لا أجيد اي مواهب ولا احب القراءة . لاشئ.
فقط أحب أن أملاء فراغي في خيالي و الهاتف…
السلام عليكم و رحمة الله ….. اولا احب ان اشكر الكاتب على سرده لهذا الموضوع لما له من أهمية في حياتنا …. أني رأيي ان الإنسان يجب ان يتوسط في مسألة العزلة لأن خير الأمور أوسطها، فلا يبالغ في العزلة لأنها قد تكون ضارة من الناحية النفسية خصوصا إذا كان الإنسان لا يملأ عزلته بأشياء مفيدة أما الإنسان الذي تكون صلته بالله قوية و يقرأ الكتب كثيرا فلن يتتضرر بالعزلة كثيرا.
مقال ممتاز وبه من الانصاف والرؤى المدروسه .
كلام صحيح للعزله اسباب كثيره ولكل منعزل ووحيد قصه .
العزله أو الوحده وطن للأرواح المتبعه فعلى الأقل وانت وحيد ما بتتأذى من الي حويلك