قد أخترت هذا الكتاب لسببين: أولهما حتى أُساهم فى توصيل فكر الكاتبة وهى طبيبة نفسية عاشت مع حالات كتيرة وأستطاعت أن تجد الترياق المناسب للعلاج من هذا القلق ، الذى يعتبر مرض العصر الحديث والذى أصبح يُصيب الكثير مننا فى هذا الزمن لكثرة اعباء الحياة ، وأن النصائح وطرق العلاج الموجودة في الكتاب بناء على خبرة العلاج السريري للمرضى والسبب الثاني ، أن هذا الكتاب ليس كلام شفوى يعتمد على عبارات الحماس فقط ، كما يفعل البعض من مدربي التنمية الذاتية ، بل يقوم على أسس علمية وواقعية من خلال تجارب طبيب نفسي عاش المشكلة وعالجها.
فى البداية يجب أن نعلم ما معنى القلق ؟ القلق هو الحالة الانفعالية التى تتسم بالشعور بالعصبية والاضطرابات والقلق الذى يشعر به الانسان حيال موقف ما ويخاف من حدوثه.
حيث يتكون القلق من مكونات أربعة وهذه المكونات تتمثل فى :
ــ المكون السلوكى : وهو الانتظار لإتخاذ الاوامر من شخص ما وعدم القدرة على التصرف
ـــ المكون الجسمانى : مثل الشعور بأضطرابات القلب والمعدة .
ــ المكون الفكري : ويتمثل فى الخوف من الفشل وسيطرة افكار الفشل على الشخص.
ــ المكون الإنفعالى : وهو الشعور بالعصبية والقلق.
ومن الاخطاء التى يقع فيها الاشخاص الذين ينتابهم القلق، هو التركيز الكبير على هذا القلق حتى يُصبح مُسيطر عليهم فى كل حياتهم فعندما يٌركز الشخص مع عوامل القلق سوف يُزيد الشعور بها ، وتتحكم فيه أكثر ، ويصبح أكثر قلقاً، والقلق له عدة مصائد يتصيد بها الشخص ومن ضمن هذه المصائد :
ــ التردد قبل اتخاذ أي قرار، والتفكير الطويل.
ــ الخوف من النقد، السعي وراء الكمال وتغافل إنه لا يوجد كمال فى أى حاجة فى الحياة، وكذلك الخوف والهروب من خلال التسويف والتأجيل..
وهنا يجب أن نتعلم كيف نتخلص من تلك المصائد المسببة للقلق ومن ضمن العوامل المسببة للقلق وهى التردد في اتخاذ القرارات خوفا من الفشل، ويكون العلاج ذلك عن طريق التغيير السلوكي قبل تغيير التفكير لأن تغيير السلوك البشري وذلك من خلال التفكير بالإيجابيات ، كما يتم التفكير في السلبيات فبما أنك توقغت الفشل فحاول أن تتوقع النجاح وهذا أولاً حتى يحدث توازن فى أي موضوع تُفكر فيه.
ثم حاول أن تتقرب وتختلط بالاشخاص الذين لديهم نفس الاشياء وخاضوها ونجحوا فيها للاستفادة من تجاربهم وأن تشاهد الناجحين الذين حققوا نجاح واسع فكيف وصلوا الى هذا وما هو الفشل الذي حدث لهم في بداية حياتهم وكيف استطاعوا ان يتعلموا من هذا الفشل على إنه محاولات خاطئة في سبيل الوصول للهدف.
كيف تقيل عثرات فكرك؟
من المعلوم أن القلق الذى يحدث للإنسان يجعله يفكر في الماضي ،واخفاقاته ويبدأ في استرجاعها وتحميل نفسه الأخطاء مما يزيد من قلقه سواء كان من نقص معلومات أو لوم ونقد الذات والتفكير الأخر في المستقبل والخوف من المجهول وعلى الانسان الذى يتعرض للقلق ويزيد من التفكير في الأشياء هذه يومياً عليه أن يكتب ما يفكر فيه ويقلقه ويحسب عدد الساعات الضائعة في ذلك وماذا حقق من فوائد وماذا حدث له بعد نوعية هذا التفكير فعلى هؤلاء الأشخاص أن يتوقفون في نقد الذات او تحميل أنفسهم مما لا طاقة لها من أجل استمرار العيش في القلق.
ومن طرق العلاج الفعالة وهي التأمل بطريقة الاستغراق الذهني فالتأمل يعمل على التهدئة وتقليل التفكير والقلق وعلى المبتدئين في التأمل ان يتم البدء أولا بعدد ثلاث دقائق يومياً مع زيادة المدة يومياً وان يكون هذا التأمل عادة لهم لمدة 30 يوماً ليصبح عادة ويستفيدون من فوائد التأمل في العلاج للكثير من حالات القلق.
وهناك طريقة التصور الحي وهي استرجاع الحدث المقلق سابقا بكل تفاصيله امامك يومياً حتى يقل التأثير الذي يظهر عليك عند تذكره وهي نتيجة فعالة في تقليل القلق بعد فترة زمنية.
البحث عن الكمالية المسببة للقلق
حيث يكون لدى البعض الشعور بأن ما يقوم به غير كامل ويبحث دائما عن الكمال مما يسبب له قلق فهو يعيش حالة من عدم الوسطية أما أن يكون كامل أو فاشل وهذا التفكير والقلق الذى يصيب هذا النوع من البشر فالبعض يريد أن يكون الأول أو يعتبر نفسه فاشل ويعيش في قلق ويؤدى ذلك الى البعد عن الاختلاط بالأذكياء حتى لا يدخل في مقارنات ويشعر بالذنب وهو أمر ليس صحيح ولا صحى فالمفروض على هؤلاء النوع من البشر أن يغير من تفكيره ويكون التركيز على الاتقان والأداء وليس الأداء فقط فقد يكون هناك أداء ولكن دقة الاتقان غير متوفرة فالتركيز على الاتقان سيساعدك لتقبل العثرات لان من كل تجربة جديدة ستتعلم منها حتى يزيد الاتقان لديك.
يجب أن يكون لدى الشخص القلق في هذا الأمر نوع من قوة الإرادة حيث قوة الإرادة هذه تشبة ذاكرة الوصول العشوائي في الكمبيوتر الذي يشغل البرامج وليسا التي تخزن الوسائط ومع تشغيل عدة تطبيقات معا تتوقف هذا ايضاً بالنسبة لعقلك لا تشغله بموضوعات كثيرة فيتم التركيز على المهم والانجاز اول بأول بصورة ولو بطيئة وخصوصاً عند الشعور بالتشتت والارتباك.
الخوف والقلق من النقد ومن رد فعل الاخرين؟
فأن الكثير من الاشخاص قد يضيعون على أنفسهم فرص كثيرة خوفاً من النقد أو الفشل وينظرون الى الجوانب السلبية فقط دون النظر الى الموضوع بحيادية وفصل النقد عن شخصية الانسان نفسه ولا يحولها إلى أمور شخصية ويعقد نفسه ويعيش فى توتر ومن الحلول الجيدة لهذا الأمر هو ان يواجه الشخص قلقه من خلال تقبله النقد ولو على الاقل التظاهر بذلك حتى يصبح هذا التظاهر عادة لديه ويصبح لديه استراتيجية تقبل النقد من أى شخص بصدر رحب ولا يكون مندفع لفظى وجسمياً.
دفن رأسك فى الرمال ، والتوقف عن فعل الاشياء الهامة نتيجة القلق.
بداية يجب ان يعلم الاشخاص الذين يتجنبون فعل الاشياء نتيجة القلق والبعد عنها لإراحة دماغهم فهم هؤلاء الاشخاص العالقين فى دائرة التجنب وعدم الخروج الى الخارج وهذه يسبب لهم طاقة توتر أضافية مع المدى الطويل فسياسة القلق من خوض التجارب وتجنبها دون دراسة الايجابيات والسلبيات والرفض المطلق يسبب لهم مشاكل عديدة فى حياتهم فهم أرادوا أن يعيشون فى منطقة الراحة.
ويجب ان تضع لنفسك جدول لانجاز المهام وعدم تركها وتخصص وقت معين للأنتهاء منها واذا كنت تتبع منهج التسويف فيمكن أن يكون هذا المنهج أكثر مرونة فعندما تهرب من اداء مهمة كبيرة أستغل هذا الوقت فى أداء المهام الصغيرة للانتهاء منها لحين عمل المهمات الكبيرة من خلال تقسم تلك المهمات الى مهمات صغيرة حتى يسهل إنجازها بسهولة.
وبعد ان تم عرض المصائد التى تسبب القلق واساليب مواجهتها وعلاجها فيوجد بعض الاستراتيجيات التى يجب على الشخص الذى يشعر بالقلق والخوف أن يتبعها ، ومنها أن يجعل القلق شيئاً ثانوي وليس أساسى فى حياته ولا يركز عليه ، وأن ينتقل بتركيزه الى ممارسة الرياضة والتأمل الواعى ، الذي يبعث الهدوء للشخص من خلال تنظيم عمليات التنفس ، وتقليل الاضطرابات الجسمانية،
ومن الاشياء التى تصيب معظم الأشخاص الذين يعانون من القلق وهى الحياة الغير متوازنة حيث معظم هؤلاء يريدون أن يرضوا الجميع ولو على حساب أنفسهم ويبذلون جهد مضاعف من أجل ذلك مما يضعهم تحت ضغط ويعيشون فى قلق مستمروعليك التخلص من النقد الذاتى وجلدها وان تشفق على نفسك وتعاملها بلطف وبدل من تعذيب نفسك تحنو عليها حتى تجد حلول أمامك لان القلق والتوتر يمنعون الشخص من التفكير السليم وهناك موقع الدكتورة كريستين نيف احد الخبراء فى الاشفاق الذاتى يمكنك الدخول على الموقع والقيام ببعض التمارين التى وضعهتا والموقع هو self-compassion.org
كما يجب على الشخص القلق أن يبعد بقدر الامكان عن الموضوعات التى تسبب له القلق ولا يجعلها تشغل يومه كله بل يخصص لها وقت معين من اليوم ولا يحتاج ان يتحدث فيها كل يوم مع الاصدقاء عن نفس المشكلة ولا يحاول أن يتابع نفس الاشخاص الذين لديهم نفس المشكلة ويشعرون بالقلق فهو ليس بحاجة الى هذا الرصيد الكبير من القلق.
وهناك استراتيجيات يمكن للشخص الذى يشعر بالقلق الشديد ونوبات الهلع ان يفعلها لكى يتخلص منها وهى استخدام تقنية الحليب بمعنى أن تأخذ كلمة من الاشياء التى تقلقك مثل الوحدة او الانفصال وتكررها بأسرع وقت لمدة دقيقتين والسبب فى ذلك عند تكرارها تفقد الكلمة قوتها وتأثيرها عليك كما كانت فى السابق وكذلك استراتيجية تغيير درجة الحرارة الخاصة مثل عمل نشاط زائد أو وضع وجهك فى ثلج أو تغيير درجة الحرارة فى المكان فكل هذه العوامل سوف تساعدك على التخلص من القلق ، كما يجب أن تركز على نقاط قوتك والايجابيات ولا تركز على السلبيات وأن تجد شبكة دعم من الاشخاص الذين يساعدوك على التخلص من القلق والتغيير السلوكى المعرفي .