عماد الأطير 
الكتاب من تأليف هال إل رود وديفيد أوزبورن وهونوري كوردر.
إن مغادرة السرير تُعتبر أصعب معركة يواجهها الانسان فى بداية يومه ، لإنها تمثل، بقعة الرّاحة الوحيدة في العالم، ولكن عليك ان تعلم إنه عندما تصبح شخصًا صباحيًّا فهذا يعني قدرتك على أن تمسك اليوم من البداية، وأن تكتب للعالم شروطك، وما عليه إلاّ أن يخضع لك ويملي بإمضاءه أسفل الورقة، والسّرّ كلّ السّرّ في الاستيقاظ مبكّراً.
قد تسأل نفسك لماذا الصّباح بالذّات؟ لماذا لا يكون ظهرًا أو حتى ليلًا؟ أوفي منتصف اليوم مثلًا؟ أليست خير الأمور أوسطها؟ هل الأشياء الّتي أودّ إنجازها تعرف اللّيل من النّهار بالأصل؟ هل هي تحبّ الصّباح أكثر من اللّيل، أم أنّها تبحث عن أكثر جزءٍ أفضّله من اليوم لتنتزع فرحتي به وتسحبني من راحتي إلى زحمة العالم وأموره الّتي لا تنتهي؟ ما الّذي يريده هذا العالم منّي؟ لم الصّباح؟
الاجابة على تلك الأسئلة: وهى أن الصباح هو وقت السّحر وهو من يضع النّغمة لبقيّة يومك، يمنحك الطّاقة لحسم أمورك، والعزم على القيام بها على أكمل وجه، فالأشخاص الّذين يحرصون على الاستيقاظ مبكّرًا يكونون في أعلى مستوى من الإنتاجيّة والعطاء والنّشاط ممّا لو قاموا بأمورهم مساءً ولو كانوا في أفضل حالاتهم .
لذلك يوصى مؤلفى الكتاب بضرورة أتباع العادات الست فى الصباح ، وذلك لإن تطبيق هذه العادات سوف تساعد على تحقيق النجاح المالي والشخصي وهذه العادات تشمل الاتى :
- الاستيقاظ مبكرًا: حيث يٌوصون بالاستيقاظ قبل الشروق بساعتين للتمتع بوقت هادئ ومٌنتج في الصباح.
- المشي أو ممارسة التمارين الرياضية: يوصون بممارسة التمارين البدنية في الصباح لتعزيز الطاقة والتركيز.
- القراءة: يوصون بقراءة محتوى ذو قيمة في المجالات التي تهمك لتطوير المعرفة والإلهام.
- التأمل والتفكير الإيجابي: يوصون بممارسة التأمل والتركيز على الأفكار الإيجابية لتحسين الصحة العقلية والتفاؤل.
- كتابة الأهداف والتخطيط: يوصون بكتابة الأهداف اليومية والتخطيط للأعمال المهمة لتحقيق التقدم والتحفيز.
- المشاركة في العمل الإبداعي: يوصون بالتفكير والعمل في مشروع إبداعي يساهم في تحقيق الأهداف وتعزيز الإنتاجية.
لذلك يضع مؤلفى الكتاب النصائح والخطوات الخمس التى يجب على الأفراد أن يتبعوها من أجل الحماس والتحفيز نحو الأستيقاط مبكراً وهذه الخطوات الخمس تشمل الأتى :
- أولاً : النية والعزيمة القوية للأستيقاظ مبكراً ، حيث يجب عليك أن تضع في ذهنك الإيجابيّ من التّنبؤات فيما يخصّ الغد وأموره ، بعدها قُم بإشراك جسدك في الحركة، ليكتمل استيقاظك.
- ثانيا : ضع المنبّه بعيدًا عنك بحيث عندما يبدأ المنبّه بالرّنين صباحًا، ستضطرّ للوقوف والمشي قليلًا لإيقاف تشغيله، وبالتّالي أنت قمت بالحركة، والحركة تصنع الطّاقة، وهذه أوّل بادرةٍ من بوادر نجاح العمليّة.
- ثالثا : اذهب لتنظّف أسنانك.
- رابعا : أخدع نفسك برشة ماءٍ دافئ على الوجه، واشرب كوبًا كاملًا من الماء لتعويض جسدك عن كلّ تلك السّاعات الّتي كنت بها نائمًا دون ماء، ولتحافظ على رطوبته.
- خامسا : ارتد ملابسك بعنايةٍ وانطلق. وعليك أن تعلم أن الصّباح هو فرصتك لاستثمار وقتك بما يعود عليك بالنّفع، وبما يرضيك عن نفسك، هو هديّة رب العالمين لك لتصفيّة ذهنك والتّخطيط لبلوغ أهدافك.
كذلك أوضح مؤلفى الكتاب عدد من السلوكيات التى تضمن لك الشّعور بالإنجاز بعيدًا عن الفراغ والفوضى والمشاعر السّلبيّة ؟ وقد تم التركيز فى الكتاب على السلوكيات الست وهى :
السّكون والتّأمّل، فلن يأخذ منك أكثر من عشر دقائق، هي لحظاتٌ تقضيها بسكونٍ تامٍّ وهدوءٍ يقلّل من التّعب والإجهاد، مع أخذ نفسٍ عميقٍ سوف يطرد عنك نوبات القّلق والتّوتّر.
التّذكير بالأهداف المرجوّة، والتّأكيد على نفسك بأنّها الأساس ولا تهاون فيها،ولابد من السعي لتحقيقها.
رؤيتك الّتي تتبنّاها هي طريقتك في قيادة يومك، فضلًا عن سلوك بناء واقعك الّذي تريده في خيالك،
تغلبّك على كلّ العوائق من تسويفٍ وإحباطٍ ومشاعر سلبيّةٍ،
ممارسة تمرينٍ رياضيٍّ بسيطٍ ولو لبضع دقائق، فذلك يعزّز ثقتك بنفسك، ويحسّن صحتك الجسديّة والنّفسيّة، ويمدّك بالطّاقة والحيوية فى الصباح..
ممارسة سلوك القراءة وذلك لإن الكتب هي إنزيمات الدّفع للأمام، وهي وقودك لتكمل الطريق، فكن واحدًا ممّن يقرأون ولو كتابًا واحدًا، وحاول أن تطبّق ما تقرأ ، واتبع سلوك التّوثيق، أي كتابة ما توصّلت إليه من دروسٍ مستفادةٍ، ورؤًى شخصيّةٍ ، وأفكارٍ تستطيع العودة إليها متى شئت، وبالتّأكيد يمكنك عرضها وإفادة الآخرين منها.
ويوضح مؤلفى الكتاب للقراء كيف يحققون الهدف وبلوغ المنى وقطف الثمار، حيث يقول مؤلفى الكتاب إن هذا الأمر يحتاج إلى تركيز الجهود على ثلاثة مواضع لا غنًى عنها، وهي: المهارات، والفرص، والشّغف،
وحتى يتحقق التوازن لابد ألّا تضيّع أيّ واحدةٍ منها ، فلابد من العمل دائما على تنمية المهارات وتطويرها وذلك من خلال البحث عن الثّغرات ونقاط الضّعف في الشخصية، وأن يتم معالجتها من خلال الدّورات والممارسة والإرادة القويّة في التّغيير، والتعامل مع الأمور بإستراتيجيّةٍ تحقق النجاح ..
إضافة لذلك لابد من أغتنام الفرص المتاحة واقتناصها بحكمةٍ وحزمٍ ومرونةٍ في بعض الأحيان مع أخذ الموارد الشّخصيّة بعين الاعتبار، من طاقةٍ، ومالٍ ووقتٍ، كما ينبغي المحافظة على الشّغف والحماسة والرّغبة الشّديدة للوصول وبلوغ الأهداف.
النجاح والاهداف رحلة : يُعدّ النّجاح رحلةً، وهذه الرّحلة تحتاج هدفًا واضحًا ، نقطةً معيّنةً لبلوغها ، ثمّ خطّةً لتحديد المسارات ومحطّات التّوقّف، وتحديد العوائق وعقبات الطّريق لتجنّبها أو الخروج منها بأقلّ الخسائر؛ لتشكّل لنا خارطة الرّحلة الّتي لا غنى عن تفقّدها طوال الوقت، وكشف ما إذا حصل انحرافٌ عن المسار،
كما أنّ النّجاح في شكله الماديّ والإنتاجيّة هو حقٌّ لكلّ ساعٍ ولكلّ من يطمح لعيشٍ أفضل وفرصٍ أقوى، لكنّ النّجاح الحقيقيّ هو إدارة الثّروة وقيادتها، والسّيطرة عليها لا العكس، وإلّا انقلب السّحر على السّاحر، فاحذر.
ثم يطرح مؤلفى الكتاب سؤال وهو من الثريّ ؟ ويجيب مؤلفى الكتاب بأن الثري كما نعرف هو الذي استثمر أمواله حتى عادت إليه بأضعافٍ مضاعفةٍ، استثمر وقته من أوّله ولم يضيع منه ولو ثانيةً واحدة فيما لا ينفع، إلى جانب عمله، حيثُ كان يخبّئ أفكاره والقليل من المال ليقود بنفسه رحلةً أخرى، فاستطاع أن يحلّ اللّغز ويسعى لتنمية ذاته ومهاراته وتطويرها، فكانت المسؤوليّة أولى مبادئه، سواءً في حياته العمليّة أو الشّخصيّة، وهو يحثُ الأشخاص المتّصل بهم عليها والتّعامل بها،
كما أنّ الثّريّ الفعليّ من أعطى لياقته البدنيّة والعناية بصحته جزءًا من أولويّاته، وهو الّذي عاش في عالمه المنظّم ، لكلّ جانبٍ من جوانبه، من خلال وسائل الجدولة والمتابعة وغيرها من أنشطة العمل، بالإضافة إلى الأنشطة الشّخصيّة، من مواعيد تناول الطّعام، إلى مواعيد النّوم، إلى المسؤوليّات الاقتصاديّة وشؤون الأسرة.
كلّ إنسانٍ عاديٍّ هو من يدير حياته ويسيّر شؤونها ويوجّه طاقته وجهوده إلى المواضع الّتي يريدها، لكن من له هدفٌ نبيلٌ يسعى لأجله ولا يكفّ عن المحاولة والصّعود من واقعه، فلا يكتفي بأن يتعامل مع شؤونه كما يفعل الآخرون، بل يسعى دائما أن يكون مهندسًا لحياته، ضابطًا لها من كلّ جانبٍ.
فلا يسمح لشؤونه أن تفلت من تحت يده حتى يشكّلها ويصدّرها بنفسه، إبتداءً بتناول طعامه وشرابه المزوّد له بالطّاقة، والّذي يدعمه بصحةٍ سليمة، والنّوم في موعده المحدّد ولمدّةٍ كافيّةٍ تضمن له قسطًا كافيًا من الرّاحة وصفاء الذّهن، بالإضافة إلى القيام ببعض الأنشطة الّتي تدعم التّأمّل والسّكون، مثل: رياضة اليوجا، أو سماع الموسيقى، أو المشي ليلًا تحت ضوء القمر.
حيثُ أن كلٌّ منّا يمضي يومه بالطّريقة الّتي يختارها بنفسه وما يتماشى مع موارده الشّخصيّة، الوقت والمال والطّاقة، ويتلائم مع الظّروف الّتي تحيطه من كلّ جانبٍ تؤثّر به ويؤثّر بها، حتى تصبح الأنشطة اليوميّة جزءًا من صاحبها.
وفى رحلة التغيير للروتين والحياة اليومية سوف يمر الشخص بثلاث مراحل ولابد أن ينتبه لتلك المراحل الثلاث وأن يتحلى بالصبر والعزيمة حتى يحقق ما يريد ويتحقق التغيير الذى يتمناه وهذه المراحل هى :
مرحلة الضّيق : وهذه المرحلة سوف تستغرق عشرة أيامٍ، وتحتاج الكثير من بذل الجهد والالتزام والدّفع من جانبك حتى تستطيع عبورها.
مرحلة المكوث في المنتصف في ما هو خارج منطقة الرّاحة، وهذه المرحلة سوف تستغرق أيضًا عشرة أيامٍ؛ حتى يبدأ الجسد والعقل بالتّأقلم في الوضع الجديد.
المرحلة الثّالثة والأخيرة: هي مرحلة الاعتياد والتأقلم : فى هذه الكرحلة سوف تستغرق عشرة أيام أيضاً وبعدها تصبح عادة وجزء من حياة الشخص وأسلوب حياة لا يستطيع ان يتوقف عنه ، وسوف يتمسك بهذه العادة لإنه سوف يشعر بفروقات وتحسن فى حياته من كل جانب.
مميزات الكتاب
يساعد الكتاب القراء على تحديد الأهداف والتركيز على الأولويات اليومية من خلال تبني سلسلة من العادات الصباحية المفيدة.
تعزيز الإيجابية والتفاؤل: يركز الكتاب على تطوير نظرة إيجابية تجاه الحياة وتعزيز التفاؤل والتحفيز الذاتي لتحقيق النجاح.
تعزيز الانضباط الذاتي: يشجع الكتاب على تبني عادة الاستيقاظ المبكر واستغلال الوقت الصباحي بشكل فعال، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الانضباط الذاتي والإنتاجية.
عيوب الكتاب
التوقعات غير واقعية: حيث يتناول الكتاب فكرة أن العادات الصباحية وحدها قادرة على تحقيق “معجزة” في حياة الشخص، وهو ادعاء قد يكون مبالغًا فيه وغير واقعي لبعض الأفراد.
قد يكون غير مناسب للجميع: تبني العادات الصباحية التي يوصي بها الكتاب قد لا تتوافق مع جدول زمني أو احتياجات البعض، مما يجعلها غير قابلة للتطبيق بنفس القدر على الجميع.
